غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ريماس خليفة.. الناجية الوحيدة من مجزرة إسرائيلية مرعبة عادت للحياة بعد 7 أيام

شمس نيوز - مطر الزق

صدحت الطفلة ريماس بصوت مختنق وببطئ شديد بالكاد يُسمع "ماما وينك؟.. بابا أنا بموت؟.. الحقوني أنا انخنقت..!"؛ لكنها لم تجد سوى صدى صوتها يصطدم بجدران البيت المتهالك، وأعمدة الدخان تتصاعد من المكان ورائحة البارود تفوح وسط الركام.

كررت ريماس صرخاتها علَّها تجد من يسمعها وينقذها من الموت الذي يحيط بها من كل جانب؛ لكن صاروخاً جديداً أضاف إلى ظلام الليل ظلمة الرمال التي تحركت وسحبت أقدام الطفلة إلى الأسفل قليلاً ليقطع صوتها الطفولي البريئ.

ريماس خليفة من حي الزيتون جنوب مدينة غزة، طفلةٌ لا تتجاوز (7 أعوام) عاشت ظروفاً قاهرة تحت الركام لمدة تصل إلى (6 أيام)، روت لمراسل "شمس نيوز" تفاصيل الحكاية المؤلمة التي وجدت نفسها ضمن قائمة الناجين الوحيدين من مجازر الاحتلال الإسرائيلي.

الطفلة ريماس خليفة الناجية الوحيدة من مجزرة إسرائيلية مرعبة

كانت ريماس تلعب مع أشقائها "تالا ومهند وتامر" في غرفة النوم؛ في انتظار ما تصنعه لهم والدتهم من طعام ليسدوا جوعهم في ظل حرب الابادة وما تفرضه "إسرائيل" من حصار مطبق على قطاع غزة.

فجأةً، انقلبت حياة ريماس خليفة وأسرتها في حيَّ الزيتون رأساً على عقب، فعندما بدأت الشمس تسدل خيوطها الذهبية، أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخاً صوب منزلهم ليتحول إلى كومة من الركام.

في تلك اللحظة، أُصيبت الطفلة ريماس في رأسها وعينها وعَلِقت تحت الركام، لكنها لم تفقد وعيها، وصرخت بأعلى صوتها: "ماما بابا..! أنا بموت..! مش قادرة اتنفس"، علَّها تجد استجابة لصرخاتها، مرت دقائق مرعبة على الطفلة قبل أن تباغتها طائرة أخرى بصاروخ جديد، هنا عمَّ الظلام وحل الهدوء في المكان.

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

أسبوع كامل (7 أيام) بلياليها قضتها ريماس تحت ركام منزلها المدمر، لا تدري، ماذا فعل الاحتلال بطفولتها؟ وعائلتها؟ فقدت وعيها ولم تستفق إلا على صوت طنين الأجهزة الطبية وسيارات الاسعاف، رمقت بعينيها الصغيرتين وجه عمتها، ابتسمت الطفلة أخيراً؛ كأنها تقول: "أنا على قيد الحياة، يا الله"، امتلأت عينا الطفلة بالدموع وبكت عمتها كثيراً حتى اُرهقت وهي تحتضنها وتقبلها.

بعفوية وبراءة الأطفال تساءلت ريماس: "عمتى وين ماما وبابا؟، "وين إخوتي؟" وقعت تلك الأسئلة كالصاعقة على قلب عمتها التي أجابتها دون تردد: "كلهم راحوا ع الجنة يا عمتي، أنتِ الناجية الوحيدة".

استشهد جميع أفراد عائلة ريماس وكافة النازحين في بيت والدها والذي يقدر عددهم بأكثر من 15 مواطناً، في مجزرة مروعة تقشعر لها الأبدان.

الطفلة ريماس خليفة الناجية الوحيدة من مجزرة إسرائيلية مرعبة

بصوتها البريئ تقول: "أنا ايش ذنبي يحرموني من أبي وأمي وإخوتي؟، أنا طفلة صغيرة؟ أنا بدي أهلي اشتقت لهم كثيراً..! أنا بدي أعيش زي أطفال العالم"، حينها امتلأت عيناها بدموع الاشتياق.

لم تكتفِ ريماس بذلك إنما أشارت إلى أن حياتها قبل الحرب كانت جميلة، تعيش بأمان وتلعب مع إخوتها وتخرج مع والدها إلى المنتجعات والملاهي والألعاب، تقول: "بابا كان يحبني كثيراً وكان يطلعني أنا وإخوتي ع السوق، كنا مبسوطين إيش إلي صار معنا يا الله أنا إيش ذنبي..!؟".

رغم الآلام والمعاناة الكبيرة وفقدان ريماس لكل ذويها؛ إلا أنها تحلم بأن تصبح معلمة أطفال عندما تكبر، لتبث في قلوبهم حب الحياة والأمل علها تعيد رسم خارطة الأمن والسلام الذي أعدمتها "إسرائيل" لأجيال قادمة.

الطفلة ريماس خليفة الناجية الوحيدة من مجزرة إسرائيلية مرعبة