كشف الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد عن صعوبات كبيرة تواجه الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ قرار احتلال غزة، مؤكدًا أن هذا القرار يفرض ثلاث خطوات معقدة يصعب تنفيذها ميدانيًا: استدعاء الاحتياط، وتوسيع رقعة العملية العسكرية، وإدارة الحملة سياسيًا وعسكريًا.

وأشار أبو زيد في حوار مع "شمس نيوز" إلى أن الملاحظ في المشهد الإسرائيلي هو كثافة التصريحات والدعاية الإعلامية التي أعقبت الإعلان عن نية الاحتلال تنفيذ العملية، واللافت أن من يتحدث عن تفاصيلها هم السياسيون وليس الجنرالات! حتى أن وزير الثقافة الإسرائيلي تحدث عن المسارات العسكرية، في دلالة واضحة على وجود تحفظات من قبل المستوى العسكري تجاه تنفيذ العملية.

وفي استعراضه للأرقام، قال أبو زيد إن نسبة من التحقوا من الاحتياط في نهاية 2024 بلغت 85%، لكن بحسب صحيفة معاريف قبل أسبوعين، انخفضت النسبة إلى 65% فقط، أي أن هناك تراجعًا كبيرًا في أقل من أربعة أشهر، مشيراً أنَّ هذا الامر يثير تساؤلاً جوهريًا:
كيف سيتمكن الاحتلال من جمع 60 ألف جندي احتياط لتنفيذ عملية احتلال بهذا الحجم؟

وأضاف: "حتى لو افترضنا جدلًا أن الاحتلال نجح في تعبئة كامل قوى الاحتياط، فإن العقيدة العسكرية الإسرائيلية تنص على أن تعبئة كل 20 ألف جندي احتياط تتطلب 20 يومًا."
هذا يعني أن الوصول إلى الرقم المطلوب لخوض معركة هجومية ناجحة يستغرق وقتًا طويلًا جدًا، وهو ما يعقّد الأمور على الأرض.

وأوضح أبو زيد أن هذه المعضلة دفعت الاحتلال إلى الترويج لفكرة تأجيل العملية العسكرية إلى ما بعد زيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للمنطقة، ما يُعد مؤشرًا واضحًا على أن الاحتلال بدأ يميل إلى مسار تفاوضي يتيح له الخروج من الورطة العسكرية، حيث إن المضي قدمًا في هذه العملية بالوضع العسكري القائم سيُعد مغامرة محفوفة بالمخاطر.