غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تقرير ماذا قال "الغزَّيون" عن تهديدات "إسرائيل" لاحتلال أجزاء من القطاع؟

جيش الاحتلال - احتلال غزة - جنود اسرائيل.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

سادت حالة من الخوف والرعب بين المواطنين في قطاع غزة، عقب مصادقة المجلس الوزاري المصغر للاحتلال الإسرائيلي "الكابينت" بالإجماع على خطة عسكرية واسعة النطاق، تُعرف بـ"عربات جدعون"، تشمل احتلال مناطق واسعة من القطاع، وتهجير السكان إلى الجنوب، مع إبقاء قوات الاحتلال داخل تلك المناطق.

شعر المواطن جابر سعدات بالخوف والفزع من تصريحات جيش الاحتلال متسائلًا: "ما الذي سيفعله الجيش في قطاع غزة فقد فعل كل ما في وسعه خلال 19 شهرًا دمر مئات الآلاف من المنازل وقتل وأصاب أكثر من 170 ألف مواطن ودمر البنية التحتية؟، ماذا سيفعل الجيش هنا؟".

وأضاف سعدات الذي نزح من بيت حانون إلى خيمة أقامها بجوار سوق اليرموك وسط مدينة غزة: "نحن مدنيون يا عالم لا يوجد لدينا سلاح لا يوجد لدينا مال أو طعام بتنا نخشى السير في الشوارع وبين الأزقة".

وأشار لمراسل "شمس نيوز" إلى أن توسيع جيش الاحتلال عمليته العسكرية يهدف إلى قتل جميع سكان قطاع غزة، فلا يوجد مكان آمن، ولا مقاومات للحياة لا طعام ولا شراب ولا دواء، قائلًا: "أنا رجل مريض أجريت عمليات جراحية كثيرة ووضعت دعمات في القلب ولدي ضعف في دقات قلبي أنا أتواق أن أموات في كل لحظة".

وصرخ الرجل الستيني بأعلى صوته أمام تجمع للمواطنين: "يا عالم يا عالم إلى متى صامتين احنا شعب أعزل احمونا وقفوا هالحرب المسعورة".

وكان موقع أكسيوس الأمريكي، قال "إنّ إسرائيل تخطط لاحتلال وتسوية قطاع غزة بالكامل إذا لم يُتوصل إلى اتفاق بحلول موعد زيارة ترامب"، إذ تدعو خطط العملية العسكرية إلى هدم أي مبانٍ لا تزال قائمة، وتشريد جميع السكان تقريباً البالغ عددهم مليوني نسمة إلى "منطقة إنسانية" واحدة، وفق الموقع.

وعلى يسار سعدات قال المواطن زهدي عودة من بيت حانون: "نشعر بخوف كبير بسبب التهديدات الجديدة لاحتلال القطاع وطردنا للجنوب"، مؤكدًا أن عملية النزوح من مكان لآخر تتطلب أموالًا طائلة ونحن لا نملك هذه المبالغ للنزوح إلى الجنوب.

وأضاف عودة لمراسلنا: "لا يوجد مقاومات للحياة في قطاع غزة، فالوضع هنا سيئ جدًا لا طعام ولا شراب والقصف والتدمير مستمران منذ 19 شهرًا، لا نعرف ماذا سنفعل إذا اقدم الجيش على احتلال مناطق جديدة من القطاع!".

وتابع قوله: "نعيش في دوامة، كأننا سقطنا في بئر وغرقنا في البحر، ولا نستطيع الخروج منه، فقط ندعو الله عز وجل أن يلقي إلينا حبل النجاة، والخروج من هذا المأزق الكبير، نحن نحب الحياة والسلام والأمان ونتمنى أن تتوقف الحرب ونستعيد ابتسامتنا وفرحتنا التي دمرت منذ السابع من أكتوبر 2023".

وفي وقت سابق قال ما يُسمى بوزير المالية للاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: "إن غزة ستُدمَّر بالكامل بعد انتهاء الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام ونصف العام، وأضاف: "إنّ سكان غزة سيبدأون بالمغادرة بأعداد كبيرة نحو دولة ثالثة بعد نقلهم إلى جنوب القطاع.

وهنا عبرت السيدة منتهى صبح الذي تحتضن أحفادها بين ذراعيها، عن استيائها وحزنها الشديد لتهديدات الاحتلال، متسائلة "وين نروح؟، احنا قاعدين هنا ومش طالعين، فقط نريد العودة لأراضينا في بيت لاهيا".

وقالت صبح لمراسلنا: "احنا ازهقنا قصة النزوح، والمشكلة الأكبر الآن لا يوجد معنا أموال لننزح، همنا الوحيد هو توفير الطعام والشراب لأطفالنا، حتى الطعام لا يمكن توفيره في ظل المجاعة والغلاء الجنوني، -كيس الطحين يبلغ حاليا 1500 شيكل، زجاجة لتر السيرج تبلغ 80 شيكل، كيلو السكر 80 شيكل، ننتظر فقط تكايا الخير لنطعم أطفالنا".

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

وعلى يسار السيدة منتهى يجلس نجلها محمد على كرسي متحرك بعدما أصيب في قدمه بسبب شظايا صاروخ إسرائيلي، إذ قال: "عندما سمعت تهديدات الجيش شعرت بالخوف الشديد، فبدلًا من أن تتوقف وينتهي سفك الدماء تعود الحرب حيث المعاناة والآلام اليومية".

ورغم حالة الخوف التي أصابت محمد إلا أنه أكد عدم قبوله بالنزوح والهجرة من شمال قطاع غزة مرة أخرى قائلًا: "عندما نزحنا للجنوب في بداية الحرب شعرنا بالذل والإهانة وكنا ننام على النفايات فالحياة هناك لن تكون أفضل من الحياة هنا في شمال القطاع، فكل منطقة في قطاع غزة مهددة وغير آمنة نريد أن نموت هنا في أراضينا بدلًا من الموت هناك".

وفي حال -لا سمح الله- احتل الجيش مناطق في قطاع غزة قال محمد: "سنبقى هنا في شمال غزة، وإذا الجيش بدوا يعتقلنا ليأتي إلينا بالدبابات ويعتقلنا داخل الأراضي المحتلة، لن نستطيع النزوح مرة أخرى فلا نملك الأموال الكافية لننتقل من شارع إلى شارع فكيف سننتقل لجنوب القطاع".

وفي ذات السياق أدان رئيس البرلمان العربي، محمد اليماحي، خطة الاحتلال الإسرائيلي لفرض سيطرته على القطاع، واصفًا إياها بأنها تحدٍ صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

جاء ذلك في بيان صادر، اليوم الخميس، عن البرلمان العربي، الذي أكد أن هذه الخطة، إلى جانب المجازر اليومية، تمثل سياسة عدوانية تهدف إلى فرض واقع جديد بالقوة.

وحذّر اليماحي من أن تنفيذ مثل هذه المخططات لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد، ويُهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمي وتقويض الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى سلام في المنطقة.

وطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، واتخاذ موقف حازم لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.

ويواصل الاحتلال عدوانه على غزة منذ أكثر من 580 يومًا، في إطار حملة وُصفت بأنها إبادة جماعية وتطهير عرقي، ترافقت مع إغلاق تام للمعابر منذ أكثر من شهرين، ما فاقم الكارثة الإنسانية.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 52,653 شهيدًا، إضافة إلى 118,897 مصابًا، معظمهم من الأطفال والنساء، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.