تتفاقم أزمة قطاع الطيران في كيان الاحتلال، مع استمرار عزوف شركات الطيران الدولية عن استئناف رحلاتها إلى مطار "بن غوريون"، على الرغم من الجهود المكثفة التي تبذلها حكومة الاحتلال لإقناعها بالعودة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيليّة العامة، الثلاثاء، أن عدد الشركات التي تمدد تعليق رحلاتها في ازدياد، ما يزيد من عزلة "إسرائيل" الجوية ويضع مزيدًا من الضغط على المسافرين، خصوصًا مع اقتراب موسم السفر الصيفي.
وأعلنت مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية، التي تضم شركات "سويس"، "يورو وينغز"، و"أوستريان"، عن تأجيل جديد لاستئناف رحلاتها إلى "إسرائيل"، محددةً تاريخ 15 حزيران/ يونيو موعدًا مبدئيًا للعودة، وهو التأجيل الثاني منذ سقوط صاروخ أُطلق من اليمن قرب مطار بن غوريون.
واتخذت شركات أوروبية أخرى قرارات مشابهة، إذ مددت شركة "إيتا" الإيطالية تعليق رحلاتها حتى منتصف حزيران/ يونيو، فيما أعلنت شركة "إيبيريا" الإسبانية أنها ستواصل التجميد حتى 31 أيار/ مايو. أما شركات مثل "ريان إير"، "بريتيش إيرويز"، "يونايتد"، "إير إنديا" و"إير سيشل"، فلا تزال خارج الخدمة، مع ترجيحات بعدم العودة قبل نهاية تموز/ يوليو.
ويفرض هذا الواقع خيارات صعبة على المسافرين ، الذين باتوا مضطرين إمّا لتأجيل خططهم الصيفية، أو دفع تكاليف باهظة بسبب شح المقاعد لدى الشركات القليلة التي ما تزال تسيّر رحلات إلى "تل أبيب".
وبدأت أزمة الطيران في "إسرائيل" في 7 أكتوبر 2023، مع اندلاع الحرب على غزة، مما أدى إلى تعليق العديد من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى مطار "بن غوريون" بسبب التهديدات الأمنية المتصاعدة.
وتفاقمت الأزمة في 4 أيار/ مايو 2025، عندما سقط صاروخ أطلقته جماعة أنصار الله من اليمن في محيط مطار "بن غوريون"، ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص وتسبب في حالة من الفزع في صفوف المستوطنين .
وأعلنت جماعة الحوثي عن فرض حصار جوي شامل على "إسرائيل"، ودعت شركات الطيران العالمية إلى إلغاء رحلاتها إلى المطارات الإسرائيلية حفاظًا على سلامة طائراتها وعملائها.
في السياق، أعلن جيش الاحتلال صباح الثلاثاء اعتراضه صاروخًا باليستيًا أُطلق من اليمن، بعد ساعات من صاروخ مماثل أيقظ سكان "تل أبيب" ومناطق وسط فلسطين المحتلة.
ودوّت صفارات الإنذار في القدس و"تل أبيب" وعدد من المستوطنات، في موجة جديدة من الهجمات الصاروخية التي تنفذها جماعة "أنصار الله" ضمن معركة الإسناد لغزة.
ووفق إذاعة جيش الاحتلال، بلغ عدد الصواريخ التي أُطلقت من اليمن نحو 41 صاروخًا منذ آذار/ مارس الماضي، ما يعزز المخاوف الأمنية التي تسببت بعزوف شركات الطيران الأجنبية عن تسيير رحلات إلى "إسرائيل".
ورغم الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية لإقناع شركات الطيران الأجنبية بالعودة، فإن العزلة الجوية تتفاقم، مع تراجع كبير في أعداد المسافرين وخسائر اقتصادية فادحة.
