كشفت مصادر مطّلعة على سير المفاوضات الجارية بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، أن المحادثات غير المباشرة التي تُجرى بوساطة إقليمية ودولية وصلت إلى مراحل متقدمة، حيث تم تجاوز عدد من النقاط الخلافية الرئيسية، فيما بقيت نقطة واحدة فقط تُعرقل الوصول إلى اتفاق شامل.
ووفقًا للمصادر الخاصة لـ"وكالة شمس نيوز الإخبارية" فقد تم التوصل إلى تفاهم مبدئي بشأن مدة التهدئة، إذ وافقت الأطراف على تقريب وجهات النظر بشأن المقترحات المقدمة، في حين لا تزال مدة التهدئة المقترحة – التي يصر الاحتلال على أن تكون 60 يومًا بدلًا من 90 – محل نقاشات مستمرة. كما جرى تقريب وجهات النظر حول مسألة الضمانات الأمريكية لاستمرارية التهدئة، بحيث تظل سارية طالما أن المفاوضات قائمة وصولًا إلى وقف دائم وشامل للحرب.
لكن العقدة الرئيسية التي لا تزال تعرقل التقدم هي إصرار الاحتلال على تسلُّم عشرة أسرى دفعة واحدة في اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق، وهو الأمر الذي تعتبره المقاومة خرقًا لترتيبات التبادل المتفق عليها مرحليًا، وتُصر على جدول زمني يراعي التوازن بين مراحل الإفراج والضمانات الميدانية.
وفي تطور مفاجئ وصفته المصادر بأنه "غير مبرر وفي غير توقيته"، أضاف الاحتلال صباح اليوم الأربعاء شرطًا جديدًا لم يكن مطروحًا في الجولات السابقة، يتعلق بآلية إدخال المساعدات إلى قطاع غزة. إذ اشترط أن يتم تمرير المساعدات عبر "الآلية الأمريكية" التي سبق أن واجهت رفضًا شعبيًا واسعًا في القطاع، وجرى إفشالها من قِبل الفلسطينيين على الأرض، باعتبارها تُخضع المساعدات لرقابة معقدة وتُستخدم كورقة ضغط سياسي.
واعتبرت المصادر أن هذا الشرط المستحدث قد يُعيد المفاوضات خطوات إلى الوراء، خاصة في ظل ضغوط شعبية متزايدة لرفض أي شروط تمسّ بالسيادة أو تُضعف الجبهة الداخلية، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية في غزة نتيجة استمرار العدوان منذ أكثر من 600 يومًا.
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
