قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن عمليات المقاومة الأخيرة تؤكد انتشارها الواسع في قطاع غزة، نافيًا مزاعم الاحتلال بأنه قد قلّص نطاق سيطرتها الجغرافية.
وأوضح أبو زيد في حديث ل"شمس نيوز"أن ثلاث عمليات متزامنة وقعت يوم الجمعة، إلى جانب عملية بيت حانون التي قُتل فيها جندي في ظروف غير قتالية، مما سلط الضوء على ظاهرة مقلقة داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، حيث بلغ عدد القتلى في ظروف غير قتالية 71 جنديًا، منهم 31 بنيران صديقة. هذه الأرقام، وفقًا لأبو زيد، تعكس فقدان الجنود لما يُعرف بـ"الثبات الانفعالي"، وهو قدرتهم على ضبط التصرفات تحت ضغط العمليات، ما يشير إلى حالة إرهاق وانهيار نفسي عميقة لدى الجيش الإسرائيلي داخل غزة.
وأشار إلى أن تصاعد وتيرة العمليات الميدانية تزامن مع التحركات الدبلوماسية الأخيرة، لا سيّما مع موافقة المقاومة على المبادرة السياسية المطروحة. ومع ذلك، شدد على أن الحديث عن "نضوج الحل السياسي" لا يزال سابقًا لأوانه، إذ يُنتظر أن تنطلق مفاوضات غير مباشرة بين الوفد الإسرائيلي وقيادة المقاومة – وهي ذاتها التي كان أحد أهداف الحرب المعلنة هو القضاء عليها بالكامل.
وختم أبو زيد بالإشارة إلى أن الاحتلال، بعد أكثر من 639 يومًا من الحرب، يعود الآن إلى طاولة التفاوض مع الطرف الذي خاض ضدّه حربًا شاملة، متوقعًا أن يُعلن عن استئناف مسار التفاوض غير المباشر خلال لقاء مرتقب بين ترامب ونتنياهو يوم الإثنين، والذي قد يتضمن تكرير الحديث عن الاتفاق.