قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن المقاومة الفلسطينية نجحت في الحفاظ على حضورها الميداني طيلة العمليات العسكرية في قطاع غزة، في وقت استنفد جيش الاحتلال الإسرائيلي خياراته العسكرية التقليدية، من خلال ثلاث عمليات كبرى و42 معركة غطّت كافة مناطق القطاع دون تحقيق أهدافه.

وأوضح أبو زيد أن هذا الإخفاق أعاد إنتاج أزمة الثقة بين المستوى العسكري والسياسي داخل إسرائيل، وهي أزمة مشابهة لتلك التي حدثت سابقًا بين رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي وبعض جنرالاته مع حكومة بنيامين نتنياهو.

وأشار إلى أن تضارب الرؤى بين القيادتين السياسية والعسكرية بشأن أهداف العملية العسكرية الأخيرة خلق فجوة عميقة، عبّر عنها رئيس الأركان الحالي إيال زامير بقوله إنه "بحاجة إلى توجيه سياسي جديد"، في إشارة واضحة إلى غموض أو عدم واقعية الأهداف الموضوعة، والتي شملت "القضاء على المقاومة" و"تحرير الأسرى بالقوة" دون نية واضحة لاحتلال غزة.

وأكد أبو زيد أن القيادة العسكرية لا ترفض احتلال غزة من منطلق سياسي أو أخلاقي، بل لأنها غير قادرة على تنفيذه عسكريًا**، ما يجعلها تتحفظ على هذا الخيار رغم الضغوط السياسية والإعلامية.

واختتم بالقول إن المشهد الراهن يعيد إلى الأذهان نفس الظروف التي مرّت بها العلاقة بين وزير الحرب السابق يوآف غالانت وهرتسي هاليفي، مشيرًا إلى أن هذا التوتر المتجدد قد يؤدي إلى حالة ارتباك في سلسلة اتخاذ القرار داخل المؤسسة الإسرائيلية، بالرغم من كل التصريحات المتشددة والدعاية الإعلامية التي تحاول إظهار تماسك الجبهة الداخلية واستمرار الزخم العسكري، في وقت وصلت فيه العمليات إلى "استعصاء ميداني" و"انسداد دبلوماسي" واضح.