غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

رفح محتلة وخان يونس مجروحة… أين سيذهب أهل غزة؟

احتلال غزة
شمس نيوز - خاص

حالة ذعر وارتباك تجتاح سكان مدينة غزة عقب إعلان المجلس الوزاري المصغر للاحتلال – الكابينت – تبنيه خطة نتنياهو لاحتلال المدينة بالكامل، بعد جلسة عاصفة استمرت عشر ساعات، بذريعة الإفراج عن أسرى الاحتلال ونزع سلاح المقاومة؛ لكنها تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة لسكان المدينة المنكوبة.

 

"أين نذهب؟" يتساءل الغزيون وسط حالة من التوتر التي أصابتهم بسبب الموافقة على خطة نتنياهو بتهجيرهم من مدينة غزة تجاه الجنوب، فكل مدن القطاع مكتظة بالنازحين، لا مكان آمن ولا خيام تأويهم في الجنوب، دمارهائل واكتظاظ خانق، والأرض تضيق حتى لم يعد فيها متسع للحياة.

 

في إحدى زوايا مخيم الجندي المجهول يجلس النازح محمد أبو عودة من بيت حانون واضعا يده على خده في حالة يأس واحباط إذ يقول لمراسل "شمس نيوز": "قرار نتنياهو بمثابة الاعدام لكل النازحين في مدينة غزة، السؤال المطروح وين نروح؟ كل قطاع عزة مدمر، حتى منطقة المواصي جنوبي القطاع ممتلئة بالنازحين".

يواصل أبو عودة حديثه بحرقة: "المكان الذي يدفعنا جيش الاحتلال للنزوح إليه يتم قصفه باستمرار وبات من أكثر المناطق المستهدفة في القطاع، ويرتقي عدد كبير من النازحين سواء شهداء أو مصابين".

وأشار إلى أن "إصرار نتنياهو لاحتلال مدينة غزة بمثابة إعدام، لنحو مليون إنسان داخل مدينة وشمال غزة، على البث المباشر".

 

وفي زاوية أخرى يحاول النازح إبراهيم مسلم تثبيت خيمة صغيرة للاحتماء تحتها من لهيب الشمس الحارق، إذ قال لمراسلنا: "أخشى من تنفيذ تصريحات نتنياهو فهي بمثابة الكارثة لنا، نحن في حيرة كبيرة من أمرنا".

يستذكر إبراهيم حديث دار بينه وبين زوجته المرضعة، مشيرا إلى أن زوجتي تخشى الهجرة والنزوح الجديد من منطقة لأخرى، فعملية التنقل بحاجة إلى توفير مكان فيه مأكل ومشرب، وهذا صعب جدا لا يمكن ايجاده في مواصي جنوب القطاع بسبب اكتظاظ المكان بالنازحين".

علاوة على ذلك كما يبين إبراهيم فإن عملة النزوح مكلفة ماليا ومكلفة صحيا، مضيفا: "كلما تنقلت من مكان لأخر داخل مدينة غزة اشعر بالتعب الشديد نتيجة المجاعة وعدم توفر المياه الصحية، فكيف سيكون التنقل لجنوب القطاع الممتلئ بالناس والمدمرة من كل البنى التحتية ومقاومات الحياة".

في حال نفذ نتنياهو قراره باحتلال مدينة غزة فإن إبراهيم سيجد نفسه وأطفاله وزوجته المرضعة في الشارع حيث لا مدارس ولا مراكز تأويهم، مناشدا العالم أجمع بالتحرك لوقف حرب الابادة في غزة بأسرع وقت".

 

يُشار إلى أن قرار نتنياهو باحتلال غزة، أثار غضبا دوليا كبيرا ما دفع كل من ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وأستراليا ونيوزيلندا، إصدار بيانا مشتركا أدانت فيه القرار "الذي يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي".

 

وانضمت النمسا وفرنسا وكندا والنرويج لاحقا ووقعت على البيان الذي حذر من تبعات الخطة الإسرائيلية التي ستؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، وتعريض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر، وزيادة مخاطر النزوح الجماعي للمدنيين الفلسطينيين من القطاع.

 

ولفت البيان إلى أن الخطة الإسرائيلية "تشكل خطرا حقيقيا لانتهاك القانون الدولي الإنساني وأكد أن أي محاولات لضم الأراضي أو توسيع المستوطنات "تُعَد انتهاكا صارخا لهذا القانون".

 

كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى بذل ما بوسعه من أجل التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار بما يسمح إيصال المساعدات الإنسانية عاجلا ودون عوائق ووضع حد للمجاعة التي حصدت أرواح عشرات الغزيين.

 

وشد. البيان على أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثيا، وطالب الحكومة الإسرائيلية بإيجاد حل عاجل لتغيير نظام تسجيل منظمات الإغاثة الدولية، إذ إن استبعاد هذه المنظمات سيكون "إشارة مروعة".

 

يذكر أن الخطة الإسرائيلية الجديدة تنص على بدء جيش الاحتلال التحرك نحو مناطق لم يدخلها سابقا، بهدف السيطرة عليها، وتنطلق من تهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، وتطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

 

ووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن 87% من مساحة القطاع الفلسطيني المنكوب صارت فعلا اليوم، تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له تداعيات كارثية.