يقضي آلاف النازحين الفلسطينيين أيامٌ ثقال داخل خيامٍ قماشية تحولت إلى أفران ملتهبة، نظرا لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة التي أثرت سلبا على حياتهم تزاما مع دخول حرب الابادة يومها ال678 على التوالي.
ويصف النازحون في تصريحات منفصلة ارتفاع الحرارة والرطوبة بشكل كبيرة، بالنار الملتهبة التي أغرقت أجسادهم بالعرق، وكابوس يؤرق حياتهم.
يتصبب نافذ سليمان أحد النازحين قرب ميناء غزة بالعرق ويقول وهو يلهث: "الخيمة باتت نار مشتعلة ولا نستطيع الجلوس فيها مطلقا وبالكاد نتنفس، جميعنا الآن أطفالاً ونساءً كباراً، نتصبب عرقا من الحرارة والرطوبة المرتفعة".
يحاول سليمان إزالة الملابس التي التصقت بجسده نتيجة العرق، إذ يشير، إلى أن الليل بات كابوسا يؤرق حياتنا، ولم نعد نستطيع النوم ليلا".
في السياق قال ياسر عبدو إن درجات الحرارة المرتفعة، والرطوبة العالية، تحاصرهم من كل جانب، فلا نسيم الهواء البارد يخفف حر الصيف، والأطفال يصرخون من الحر، وكبار السن يلهثون بحثاً عن بعض الهواء، والنساء يحاولن عبثاً تحريك أطراف الخيمة لتسريب نَفَس بارد.
تحت اشعة الشمس الحارقة التي لا ترحم، وفي قلب رطوبة خانقة تلتصق بالجلد، يعيش النازحون في خيام أشبه بقدور الغليان.
واكد أبو معين بتعب شديد: "نحن الآن نموت من الحر ونحن بين نارين نار الصواريخ ونار الصيف الحار".
تستخدم الأمهات وسائل بدائية، لتخفيف الحر الشديد كتحريك أطراف الخيمة أو رش القليل من الماء، لكن دون جدوى.
ومع غياب الحلول، تبقى موجة الحر تهدد حياة الفئات الأكثر ضعفاً.
وفي ذات السياق قال أبو احمد: "لا تقاس درجات بان الحرارة في مخيمات النزوح، بمؤشرات الأرصاد الجوية، بل بصرخات الأطفال ولهاث الشيوخ، وبقوارير الماء الفارغة، وبالنوم الذي أصبح حلماً بعيد المنال، والرطوبة العالية تلتصق بالجلد كأنها لعنة، والخيام الضيقة تمنع حتى نسمة صغيرة من المرور.
واكد أبو احمد أليس من المعيب أن نُترك في هذا الجحيم دون تهوية، دون مراوح، دون أي خطة لحماية الأرواح؟ هل بات حقنا في نسمة هواء رفاهية لا يحق لنا طلبها؟
إن موجات الحر ليست "ظرفاً طبيعياً" وحسب، بل كارثة بطيئة تفتك بمن هم أضعف، من مصابين ومرضى وأطفال.
