غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

غزة والطوفان ومتاهة التحليل السياسي

الاعلامي وسام المقوسي.jpg
بقلم: وسام المقوسي - صحافي فلسطيني وباحث في علوم الإعلام والاتصال

تعدّ القضية الفلسطينية واحدة من أهم القضايا السياسية والإنسانية في المنطقة العربية والإقليم، باعتبارها أكثر القضايا تعقيداً منذ عقود طويلة من الزمن، وأكثرها أبعاداً، كونها تتعلق بحقوق الفلسطينيين ووجودهم في أرضهم المحتلة منذ عام 1948. وعليه، فقد شهد الوضع الفلسطيني الرّاهن أحداثاً مهمة وتحولات مفصلية، خلقت تداعيات ومآلات في المنطقة برمتها، أبرزها الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، والتي شكلت حدثاً إعلامياً بامتياز، إذ خلّفت حالة من التنافس بين وسائل الإعلام كافة، لجهة تقديم تغطية إعلامية شاملة للأحداث والتطورات الميدانية والمواقف السياسية، وباتت تستقطب عدداً متزايداً من المتابعين بمختلف مستوياتهم، وأعمارهم، واتجاهاتهم السياسية والفكرية والأيديولوجية.

ونظراً إلى الكم الهائل من المعلومات والأخبار المتدفقة، واستجابة لتداعيات الحرب والحاجة إلى المعلومات وقراءة الأحداث، اقتضت ظروف الحرب أن تُملأ ساعات البثّ في الفضائيات والإذاعات المحلية والعربية والدولية بالبرامج السياسية والحوارية والتغطيات الإخبارية ذات الطابع التحليلي، فيما عجّت الصحف والمواقع الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي بالمقالات والتغريدات والتعليقات المرتبطة بالحرب. ومن هنا برز دور المحلّلين السياسيين الذين باتوا عناوين إعلاميّة مثيرة للجدل في كثير من الأحيان، كونهم باتوا جزءاً لا يتجزأ من الإعلام بمختلف أدواته وأحد المفاعيل المساندة له.

وفي كل مرة تشتعل فيها الأحداث في غزة، تتسابق وسائل الإعلام المختلفة لاستضافة مُفكرين، وخبراء، وأكاديميين، وكُتاب، وباحثين، وعسكريين وديبلوماسيين سابقين؛ بدافع تقديم تحليلات وآراء وإحاطات بالمشهد السياسي حول القضايا المطروحة. لكن هذه المرة كانت الأمور مختلفة، فلم يعد التحليل السياسي أداة تستند إلى منهجية علمية واضحة لفهم الوقائع والأحداث المتصلة بمسارات الحرب الإسرائيلية على غزة.

وانطلاقاً من ذلك تحوّلت وسائل الإعلام إلى ساحة من التهويل والتنبؤات المضلّلة والتوقعات المتضاربة تُغذّيها الرغبات الشخصية والأيديولوجية المتصلة بمقدم التحليل السياسي أو الوسائل الإعلامية. وهكذا تحوّل التحليل إلى توقعات لا صلة لها بالواقع عبر صناعة قضايا وأحداث موازية للحدث الرئيسي تُفرغه من سياقه ضمن عناوين مثيرة تُبنى على وقائع مجتزأة ومفتّتة يغيب فيها جوهر وحقيقة ما يحدث.

لقد أظهر الواقع السياسي والأمني المتسارع في القطاع جراء الحرب الإسرائيلية أزمة ومتاهة حقيقتين تُكرّسان فوضى في التفسيرات والتوقعات، إذ تشير تداعيات عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى أنها الأكثر تعقيداً وإثارة ودراماتيكية على خلاف كل التوقعات والتحليلات والقراءات. ويمكن القول إن أحداً لم يكن يتوقع أن تشهد المنطقة كل هذه التحولات المثيرة في المعادلات الإقليمية والسياسية والميدانية، إذ لم يستطِع جُلّ المحللين والباحثين وأصحاب الخبرات من أن يُقدّر حقيقةً ما ستؤول إليه الأحداث حتى الآن.

وانطلاقاً ممّا سبق، لم تُقرأ التطورات المفاجئة في غزة من أصحاب الرأي والتحليل على أنها حدث نوعي واستثنائي وغير مسبوق بالنسبة إلى إسرائيل، أو أن الأخيرة قد تذهب بعيداً في رد الفعل على عملية «الطوفان». وكانت معظم التقديرات تقول إنها جولة من جولات الصراع لكنها قد ترتفع وتيرتها استجابه لحجم العملية ونتائجها، على اعتبار أن إسرائيل تلقّت ضربة قاسية ستجعلها لا تفكر بالرد.

لذا كان التحليل السياسي المقدم للجمهور تقليدياً وهشّاً، ولم يكن بحجم رد الفعل الإسرائيلي الذي تجاوز كل التوقعات، إذ خلّفت الحرب المستعرة آلاف الشهداء ومئات الآلاف من المصابين، فضلاً عن انتشار المجاعة التي أودت بحياة عشرات الأطفال والنساء والمسنين، وحالة الدمار الهائل الذي أحدثته الطائرات الحربية في المباني والمنازل السكنية والمستشفيات وغيرها، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية التي شهدها العالم.

ومن هنا نرى أن حالة الإرباك التي أحدثها الرد الإسرائيلي أضعف كل أدوات التحليل وتسبّب في تضارب التفسيرات والتوقعات والنتائج التي انعكست على المتلقي، ولا سيما الفلسطيني الذي وقع تحت تأثير مجموعة من المحللين الذين يعتلون منابر شهيرة، ضخّم بعضهم الحدث لدرجة تصوير عملية «طوفان الأقصى» ــــــ رغم أهمية ما شكلته من حدث صنع تاريخاً وبطولات لا مثيل لها ـــــــ بأنها لحظة نهاية المشروع الصهيوني في المنطقة، وأن إسرائيل المدعومة من كل أشرار الأرض على بُعد أمتار من النهاية المدوّية وطيّ صفحتها من تاريخ الصراع في المنطقة.

فيما أسهم فريق آخر من المحللين بإنتاج واقع موازٍ، مليئ بالأوهام والبطولات ضمن قراءات خاطئة ومنفصلة عن واقع لم يكن منسجماً مع عملية بحجم عملية السابع من أكتوبر على اعتبار أنها عمل أحدث انقلاباً في المعادلات الإقليمية على المستويات كافة. لكن لا يمكن أيضاً إغفال أنّ ثمة مجموعة لا بأس بها من المحللين كانت تنشط على وسائل إعلامية ذات توجهات مختلفة وتسير ضد مفاعيل «الطوفان»، وتوقعت أن تنهار المقاومة الفلسطينية في أيام قليلة، وهذا لم يحدث أو يُلبِّ رغباتهم المتماهية مع الاحتلال.

صحيح أن الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية كان مفاجئاً ولم يكن أحد يتوقع أن تستمر عملياتها الفدائية بهذا الشكل من التصدي الملحمي طوال هذه المدة، والتي أوقعت فيها أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال رغم التفوّق في الأدوات، لكن المتابع الجيد لمآلات الحرب منذ انطلاقها على غزة وكل ما أحاطها من تهديدات إسرائيلية غير مألوفة على وقع الضربة القوية التي أحدثتها «طوفان الأقصى» يدرك تماماً أن إسرائيل لن تذهب للردع التقليدي المعهود، بل إن الذهاب سوف يكون نحو سقوف لا حدود لها، وهذا يُعرف في أدبيات ومنطلقات تل أبيب بــ«الردع بالجنون»، أو أكثر تبسيطاً يمكن توصيفه بحالة «الثور الهائج» الذي لا رباط له.

يمكن القول إن المحللين السياسيين لم يكونوا بحجم الحدث وتطوراته، ليس بالضرورة الجميع، لكن السواد الأعظم قد صُدمَ أصلاً بما وصلت إليه الأحداث. والقليل منهم استطاع أن يعدل في مسار التحليل ويتفاعل مع التطورات بشكل أكثر واقعية ويعترف بالتغيرات من دون الانجرار وراء العاطفة والانفعال. فيما ظل البعض الآخر يعيش حالة الإنكار لحقيقة ما أحدثته عملية «الطوفان».

ولست هنا في صدد مقاربة العملية من النواحي الإستراتيجية وتقييم النتائج المترتبة عليها سلباً أو إيجاباً وتحديد مدى إعادتها القضية الفلسطينية إلى الواجهة أو خلاف ذلك؛ لكن بعض وسائل الإعلام استغلت الأحداث وسخّرت محللين بإطلالة «هوليوودية»، إلا أنها في الواقع خدمت أجندات معينة، وليس الإسرائيلي بعيداً من استغلال ذلك.

لأنّ الناظر إلى المقدّم يرى أن ثمة أهدافاً غير بريئة كشفت غياب المهنية والموضوعية والحياد في التعاطي مع المسائل، ما أدّى إلى فقدان الثقة في صف كبير من المحللين السياسيين والوسائل الإعلامية على حدٍ سواء، في ظل الكم الهائل من المعلومات التي وصلنا بها لمرحلة التشبع من دون القدرة على تجاوز الانطباعات والرغبات الشخصية والسرديات الجاهزة والمنقولة والانحيازات الأيديولوجية والإعلامية.

في قلب المتاهة التحليلية وزحمة التوقعات والتفسيرات التي تتصدّر المساحات الإخبارية في الإعلام العربي، لا يمكن فصل الأدوات الإعلامية الإسرائيلية كعامل مضلّل ورئيسي في بثّ المعلومات التي يَبني المحلل السياسي في كثير من الأحيان قراءاته عليها


وفي قلب المتاهة التحليلية وزحمة التوقعات والتفسيرات التي تتصدر المساحات الإخبارية في الإعلام العربي، لا يمكن فصل الأدوات الإعلامية الإسرائيلية كعامل مضلّل ورئيسي في بثّ المعلومات التي يَبني المحلل السياسي في كثير من الأحيان قراءاته عليها، ما جعل تحليلاتهم امتداداً لتلك الدعاية من دون أي قراءة مستقلة أو علمية، فكثير من المحللين أخفقوا في فهم أدوات إسرائيل الجديدة، واستندوا إلى عقيدة الحروب الخاطفة والحاسمة التي طالما تبنتها إسرائيل في التعامل مع الأخطار التي تحدق بها، ولم يتوقع أن تدخل تل أبيب حرباً طويلة الأمد، وبلا نهاية واضحة، فيما تُركت الاحتمالات حتى اللحظة مفتوحة، بعد أن كانت «الثقة» لدى عدد كبير من المحللين بأن الحرب على غزة لن تستغرق سوى أسبوعين إلى شهر لكي تُحسم لمصلحة المقاومة الفلسطينية.

هنا يمكن الاستنتاج أنه وبعد عامين تقريباً من حرب غزة استطاع نتنياهو ومنظومته أن يضللوا العالم بأسره في ألاعيب السياسة والصفقات والمفاوضات وحتى في شكل الحرب، لكن الكثير من أصحاب الرأي ومحللي السياسيات وقعوا ضحايا تلك الممارسات، إذ أجاد الإعلام العبري، وفقاً للاستنتاجات، لعبة تبادل الأدوار بينه وبين نتنياهو وقادة الاحتلال رغم كل الحديث الجاري عن خلافات واقعة بينهم. فضلاً عن الترويج أن ثمة خلافات بين نتنياهو وترامب تحوّل فيها الأخير لأداة بيد نتنياهو وأصبح نجماً عالمياً في بث الأكاذيب والمعلومات المضللة. كل ذلك كان كفيلاً بمحاصرة ثلة من المحللين السياسيين وإيقاعهم في شرك التوقعات غير المحسوبة وغير المبنية على أسس علمية وتحليلية يتم عبرها فهم التحولات السريعة التي حدثت في إسرائيل.

ومما هو ملاحظ أن مجموعة أخرى من المحللين اعتمدوا على تصريحات ومعلومات جزئية مسربة ومدروسة غذّاها الإعلام العبري، وبنوا عليها استنتاجات ومرّروها - بجهل أو دون قصد- عبر وسائل الإعلام، لكنها في الحقيقة ومع مرور الوقت تبين أنها مضللة وأنها قراءات ذات طابع سطحي وانفعالي أو أيديولوجي ضلل الجمهور وخلق فوضى وارتباكاً في المشهد، وشكّل خيبة أملٍ للكثيرين.

وعليه، يمكن القول إنّ ما لم يكن يعلمه العدد الأكبر من جموع المحللين الذي ظهروا فجأة في المشهد الإعلامي وقنواته المختلفة، وحتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هو أن الخطر الداهم الذي لحق بجوهر المشروع الصهيوني دفع إسرائيل لتفعيل كل أدواتها العسكرية والأمنية والسياسية مرة واحدة ومن ضمنها الماكينة الإعلامية، استجابة لما أحدثته عملية «الطوفان» من صدمة سياسية وأمنية داخلية، وهزة كبيرة في المنطقة.

لقد صوّر المحللون السياسيون غزة المحاصرة من إسرائيل منذ عشرات السنوات كأنها ميدان حرب لا مثيل له، حيث المعارك الضارية والعمليات الاحترافية العالية المستوى، والمواجهات النوعية والدقيقة وحرب الشوارع والغابات والجبال، استناداً إلى الأداء العسكري في معركة «طوفان الأقصى» ضمن عملية مخطط لها بدقة متناهية ومحكمة، لكن من غير المنطق أن يتم تصوير هذه المدينة التي تفتقر إلى التضاريس المعقدة والجبال الشاهقة أو الغابات بهذه الطريقة التي تعتمد على مصطلحات عسكرية وقتالية لا تنسجم مع طبيعتها، وكأن القطاع أرض فيتنامية أو صينية.

لذلك، لم تكن تلك التعابير تعكس الواقع الجغرافي والإستراتيجي الحقيقي للمدينة، فغزة في واقع الأمر منطقة تصنّف من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، وليست غابة للقتال كما يصورها البعض، بل إن طبيعتها تفرض مقاربة مختلفة ترتكز على حمايتها اجتماعياً وجغرافياً، مع التأكيد على أهمية كل ما قدّمه المقاومون الفلسطينيون من بطولات فردية أو جماعية ستخلّد في التاريخ ضد جنود الاحتلال الذين تحصنوا داخل أقوى المصفحات والدبابات في العالم وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

وهنا لا بد من الإشارة أيضاً إلى أن ثمة جهات، وبتوجيه سياسي، صوّرت المعركة في غزة بطريقة مشوّهة، تعمّدت إظهار القتال بين عناصر المقاومة الذين يمتلكون بعض السلاح وجيش الاحتلال وكأنه حرب متكافئة -جيش مقابل جيش- كل ذلك كان خدمة لمصالح الاحتلال وسرديته بطريقة أو بأخرى. وهنا المأخذ يكمن في إفراد مساحات للتحليل العسكري وإظهار البطولات والأساطير وأنواع الأسلحة المستخدمة وتجييش المشهد إعلامياً، من دون إعطاء المساحة الكافية للتعبير عمّا حل بالفلسطينيين من جرائم إبادة جماعية. إذ عمد كثير من وسائل الإعلام إلى تضخيم «الحدث الأمني» وتقديمه على سائر الأخبار بهدف صناعة الإثارة والتشويق، وسط غياب البُعد الإنساني، في وقت كانت ترتكب عشرات المجازر بحق المدنيين.

وفي تشريح أزمة التحليل السياسي ضمن السياق ذي الصلة، لم تقتصر الأزمة هنا على شريحة المحللين السياسيين أو المثقفين ومعتلي المنابر الإعلامية فقط، بل وقع فيها أيضاً بعض السياسيين وأصحاب القرار، سواء عبر ظهورهم عبر الشاشات أو في التصريحات الرسمية، وهذا ما أثار جدلاً واسعاً حول خلط الأدوار بين صانع القرار والمحلل والمفسر والقارئ السياسي.

أحاط حرب غزة من أحداثٍ استثنائية دفع بالساسة والمسؤولين إلى تقديم تفسيرات وتصريحات تحليلية بدلاً من القرارات، متجاهلين -بضيق أفق- الوقائع والأوضاع الميدانية والمتغيرات على الأرض، إذ قدّموا روايات وسرديات بعيدة من حقيقية ما يحدث، وهناك شواهد كثيرة لا يتسع المقام لذكرها. كان الأحرى ألا تقع هذه الطبقة تحديداً في هذا الخطأ الفادح والبناء على تفسيرات وقراءات المحللين لتبرير السياسات أو الأخطاء التي وقعت، والتي كان يفترض منها أن تقدّم حلولاً أو تتخذ قرارات لا أن تقدّم آراء ووجهات نظر.

لذلك، يشير ما سبق إلى وجود أزمة، وأن ثمة حاجة ملحّة إلى الفصل بين صانع القرار والتحليلات السياسية، وألا يستند المسؤول أو يعتمد على ما يُنشر هنا أو هناك ـــــــ لا سيما في الإعلام الإسرائيلي ـــــ أو يَبني عليه في تصدير المواقف الرسمية أو اتخاذ القرارات المصيرية ذات العلاقة. وهذا خلق امتعاضاً لدى كثير من الناس، فأصبح بعض المسؤولين مادة للتندر، الأمر الذي أفقدهم الكثير من المصداقية في التعاطي مع الواقع والأحداث المتسارعة وطبيعة فهمها وتقديمها للجمهور.

وأمام هذا المشهد المعقد، لا بد من العمل على صياغة إعلامية أكثر ترابطاً ومسؤولية وفهماً لأدوات التحليل والتقدير السياسي ضمن منهجية علمية تقدم قراءة لتحليل واقعي مهني ومتزن لا توقعات ارتجالية مشحونة بالعاطفة تكرس الأزمة بدلاً من تفكيكها. ومما لا شك فيه أن الأحداث في قطاع غزة كشفت عمق الأزمة والفوضى في المفاهيم والسياقات، في وقت تداخلت فيه الحقائق مع السرديات، ما يستدعي مقاربة متوازنة تراعي تعقيدات المشهد الفلسطيني، وتفرض مسؤولية أخلاقية ووطنية أمام حجم شعب قدم التضحيات الجسام ويعيش تحت الاحتلال.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".