توقع الخبير العسكري الأردني الدكتور قاصد محمود، أن مشهد توسع وتطور الحرب بين إسرائيل وحزب الله جنوب لبنان أمرٌ وارد جدًا، مع تأكيده على أن لبنان في قلب مشروع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوسعي.
وأوضح الخبير العسكري محمود في تصريحات خاصة لوكالة "شمس نيوز"، أن ضغط واشنطن لمنع نتنياهو من عودة الحرب ضد قطاع غزة بغض النظر عن مجاراته لخروقات وقف إطلاق النار تدفع نتنياهو لتحويل وتوزيع الثقل العسكري والتنقي بين الضفة الغربية وجنوب لبنان، وقد يتسع أيضًا ليشمل إيران والعراق واليمن.
ويعتقد أن السبب الرئيسي لعودة مشهد توسع وتطور الحرب ضد لبنان يعكس رغبة نتنياهو من أجل البقاء في قيادة "إسرائيل" خلال الانتخابات القادمة.
وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس اللبناني جوزاف عون والتي أعطى خلالها تعليماته لقائد الجيش بالتصدي لأي توغل إسرائيلي في جنوب لبنان بعد أن عبرت قوات إسرائيلية الحدود في وقت سابق واستشهاد لبناني، قال الخبير العسكري: "إسرائيل لم توقف الحرب على لبنان مطلقًا كل يوم نسمع عن استهداف جنوب لبنان وسقوط عدد من الشهداء والجرحى كما نسمع عن توغلات إسرائيلية داخل عمق الجنوب اللبناني واعتقال عدد من المواطنين".
وأشار د. محمود إلى أن الوضع الداخلي اللبنانية لا يخفى على أحد، وأن تصريحات الرئيس عون طبيعية لن تُغير من الواقع الميداني والعسكري قد أنملة، لأسباب متعددة أبرزها أن الجيش اللبناني ليس في وضع مناسب للتصدي لجيش "إسرائيل" كما أن مكوناته وعقيدته لا تساعده في التماسك والاستمرارية في الدفاع عن أراضيه.
وعن توقعاته بعودة الحرب إلى قوتها وتوسعها، بين الخبير العسكري أن تصريحات إسرائيل عن عودة حزب الله اللبناني لاستعادة قوته وتجهيز ترسانته العسكرية لا سيما حصوله على صواريخ دقيقة عبر سوريا قد تسرع من العودة للحرب.
ولفت إلى أن السبب الآخر في توقعاته لعودة الحرب بين "إسرائيل" وحزب الله هو مشروع نتنياهو التوسعي، ويتخذ من استعادة حزب الله لقوته وقدراته العسكرية وتماسكه البنيوي عنوانًا من أجل العودة للحرب، مؤكدًا أن إسرائيل لن تتوقف عن مهاجمة لبنان حتى لو استسلم حزب الله ورفع الراية البيضاء لأن لبنان في قلب مشروع نتنياهو ضمن "إسرائيل الكبرى".
وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قال في كلمة له يوم أمس الجمعة: "لسنا من دعاة الاستسلام والانهزام ولن نقبل بذلك، وتستطيع "إسرائيل" أن تحتل أرضنا، لكنها لن تستطيع الاستمرار في احتلالها والبقاء فيها".
وأضاف قاسم: "كل ما صرّح الأمريكيون زادت الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وتصريحاتهم تبرير لـ"إسرائيل" مقابل الضغط على لبنان ولومه، مشيرًا إلى أن أمريكا لم تعط لبنان شيئاً، ولم تفعل شيئاً أمام الاعتداءات والاغتيالات الإسرائيلية وخرق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
وتابع قوله: "لن يغير التهويل والقصف مواقفنا، ولن نقبل بالاستسلام، وقوة ارتباطنا بأرضنا أكبر من قدراتهم العسكرية مهما بلغت".
