تقرير الغارديان
“جيتا” و”آشويني” و”ديلان” و”راضية” هن أربع فتيات من بلدان مختلفة، تسببت ظروفهن في تعريضهن إلى التهريب والعمالة والدعارة والتمييز؛ إلا أنها لم تحل دون سعيهن إلى الاستمرار في التعليم، بل وتشجيع الآخرين على استكمال مسيرتهم الدراسية.
تزامنًا مع قمة التربية من أجل التعليم المنعقدة في “أوسلو”، تعرض صحيفة “الجارديان” البريطانية نبذات عن حياة أولئك الفتيات، مشددة على ضرورة التفكير في خلق تمويل من أجل التعليم في حالات الطوارئ؛ لضمان الاستجابة السريعة لمساعدة اللاجئين السوريين والعراقيين وآخرين في جنوب السودان ومن تتعرض بلادهم إلى كوارث مثل نيبال.
“جيتا” النيبالية
جيتا، التي كانت تبلغ من العمر 9 أعوام عندما تعرضت للبيع والتهرب للعمل في الدعارة بالهند، كانت تضع مساحيق التجميل حتى لا يتعرض الزبائن للمساءلة القانونية، وتخرج في الشوارع حتى الثانية صباحًا من أجل إيجاد زبائن.
تروي الفتاة النيبالية أنها أُجبرت أن تكون من 60 رجلًا يوميًّا حتى أُنقذت وهي في عمر الـ14 لتبدأ مسيرتها، بالتعاون مع المنظمات المدنية، من أجل وقف آلاف الفتيات اللاتي يتعرضن إلى البيع مقابل 500 دولار والتهريب للهند، بما في ذلك أولئك اللاتي أصبحن بلا مأوى بعد زلزال نيبال.
“ديلان” السورية
في عمر العاشرة، كانت “ديلان” جزءًا من السوريين الذين نزحوا إلى لبنان هربًا من الحرب؛ لتبدأ العمل في مصنع للثوم، تقشر الفصوص، دون مقابل سوى سقف يأويها هي ووالدتها.
والآن، وهي في الـ13 من عمرها، تريد العودة إلى المدرسة؛ بل وأن تصبح معلمة وتساعد في إعادة إعمار سوريا يومًا ما، وهي تقود الآن حملة من أجل حضور 500 ألف لاجئ سوري الفصول الدراسية بلبنان.
“راضية” الهندية
راضية، التي نشأت في إحدى قرى الهند، أُرسلت في عمر الرابعة للعمل في حياكة قطع صغيرة من الجلد من أجل صنع كرات قدم قبل أن يتم إنقاذها على يد كايلاش ساتيارثي، ناشط هندي في مجال حقوق الطفل وحاصل على جائزة نوبل للسلام.
ومنذ حصول “راضية” على حريتها وهي تسعى إلى تلقي التعليم، وأصبحت جزءًا من المسيرة العالمية ضد عمالة الأطفال، وتعمل على تأسيس لجنة وطنية نيبالية لمكافحة عمالة الأطفال.
تتذكر الفتاة الهندية: “تعرضت أصابعي للنزيف كلما ثقبتها إبرة الخياطة، وحدث الأمر مع العديد من الأطفال، وعانى بعضهم من تشوهات كبيرة”، مضيفة: “لم تكن لدينا أي فكرة أن لاعبي كرة القدم ورجال الأعمال يجنون ملايين الدولارات بينما نحن محتجزون في دائرة قاسية من الجوع والعبودية”.
“آشويني” الهندية
ولدت “آشويني” كفيفة، وتربت في مجتمع ريفي فقير، قررت استكمال دراستها حتى وصلت للجامعة، وأصبحت واحدة من الرائدات في الدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وفتحت مدرسة للأطفال ضعيفي البصر.
تلك الفتيات هن جزء من 124 مليون طفل لا يتلقون تعليمًا، من بينهم 59 مليون طفل في سن المرحلة الابتدائية، أغلبهم فتيات لم يدرجن نهائيًّا في الصفوف الدراسية، وفقًا لما أعلنته منظمة اليونسكو التابعة لهيئة الأمم المتحدة والمعنية بالتربية والعلم والثقافة.
بعد عقدين من تسجيل 40 مليون طفل في المدارس، فإن تقدم مسار التعليم حول العالم لم يتوقف، وإنما تراجع؛ إذ تتزايد أعداد الأطفال المحرومين من التعليم مع وصول إحصاءات الأطفال النازحين إلى 30 مليونًا تقل معها فرص حضورهم أية فصول دراسية.
وتظهر إحصاءات صادرة عام 2013 أن واحدة من كل 8 فتيات لا يتلقين تعليمًا، مقارنة بواحد من كل 9 صبيان، بينما لم يدرج 24 مليون طفل داخل الفصول الدراسية على الإطلاق، وتزداد الأزمة في الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى وجنوب وغرب آسيا.