غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "الأشقر" يرسم فلسطين ويبرز النكبة بطريقته الخاصة

شمس نيوز / عبدالله عبيد

يحاول المواطن سعيد الأشقر "أبو عيد" (57) عاماً أن يبرز القرى الفلسطينية بطريقة مختلفة، ليوضح للأجيال القادمة القرية التي هُجر منها أجداده، وذلك من خلال تجميع معلومات عن كل قرية فلسطينية مُهجرة منذ عام 1948م، والقيام برسم خريطة لكل قرية وأرشفة العائلات الخاصة بها، وأهم الشوارع والمساجد وما بها من معالم وأراضي.

ويتخذ الأشقر جناحا له في معرض "النكبة" المقام على أرض المعارض بمنطقة السرايا وسط مدينة غزة، ليعرض أعماله التي تجسد جانبا من فلسفة إحياء ذكرى نكبة الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم قسرا عام 1948.

يقول الأشقر لمراسل "شمس نيوز": هذه الفكرة تراودني منذ سنوات؛ لأن الجيل الجديد لم يعد يعرف أي شيء عن قريته التي هُجّر منها أجداده"، مشيراً إلى أنه بدأ بتنفيذ هذه الفكرة خلال السنوات الماضية بنفسه دون مساعدة من أحد.



الأشقر 2

وأضاف: بدأت في الذهاب إلى مخاتير بعض العائلات، وجمع معلومات عن قراهم، وأدونها في دفتر خاص، حتى أقوم بتجميع أكبر قدر من المعلومات عن كل قرية".

وأشار الأشقر إلى أنه قام بزيارة العديد من المراكز الثقافية ليقوم بجمع معلومات أكثر عن كل قرية كمساحتها وعدد سكانها والعائلات التي كانت تسكن فيها، منوهاً إلى أن كتاب "أطلس فلسطين" قد وفر عليه الكثير من الجهد والوقت في إحضار المعلومات.

ولفت إلى أن العديد من المسئولين قاموا بتشجيعه خلال شرحه لفكرته ومشروعه أمامهم، كونها تُعرّف الأجيال القادمة بالقرى الفلسطينية المختلفة، مستدركا: لكن عندما طلبت منهم المساعدة لمساندتي في استكمال المشروع، لم يعد أحد منهم يتعرف على هذه الفكرة، وبدأ الجميع يخرج بمبررات مختلفة".

وتابع المواطن الأشقر: رغم ما أصابني من إحباط إلا أنني صممت على مواصلة هذا المشروع لتحقيق الفكرة التي راودتني، فكان أولادي يساعدونني في العمل، وخلال فترة وجيزة أنجزت كثيرا من القرى من خلال أرشفة معلومات خاصة بها".



الأشقر1

وبيّن أن هذه الطريقة هي الوحيدة التي قد توفر معلومات كثيرة عن كل قرية من قرى فلسطين التي شُرد أهلها، لافتاً إلى أن هذا العمل الذي يقوم به عبارة عن نوع من التراث الفلسطيني أيضاً".

وأردف بالقول: أقوم برسم الخريطة ووضع جميع المعلومات الخاصة بكل قرية، ثم أحفظها داخل برواز كبير ليبقى محفوراً بذاكرة من يراه، هذه القرى حين ينظر إليها المواطن الفلسطيني يحن إلى قريته التي هُجّر منها, حتى لو لم يرها، فيشعر بأنه ولد وعاش سنوات طويلة فيها".

وأوضح الأشقر أنه شارك بهذه الأعمال في العديد من المعارض الخاصة بالنكبة الفلسطينية، والآن يشارك فيها بمعرض "راجع يا دار".

وأعرب عن حزنه لعدم اهتمام الكثير من زوار المعرض بمعرفة معلومات عن قراهم، كونهم يأتون بدافع الفسحة أكثر من حب التعرف على تاريخ بلادهم "حتى أنهم لم يسألوني عن معلومات القرى الخاصة بهم" بحسب تعبيره.

وطالب الأشقر الجهات المعنية بمساندته ودعمه لاستكمال مشروعه والذي يعيد ذكريات القرى التي هجرها الاحتلال الإسرائيلي وقام بتدميرها وتشريد أهلها.

وفي نهاية حديثه، قال:  أتمنى من جميع الفلسطينيين أن يقبلوا على هذه اللوحات لأن بها معلومات كثيرة عن قراهم التي تم طرد أهلها واحتلالها من عصابات صهيون، فكثير من الأجيال لم تعرف حتى اسم قرية أجداده".

وقام الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م بطرد وتشريد نحو 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم، وتحويلهم إلى لاجئين لصالح إقامة الدولة اليهودية، حيث تم هدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية.