غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الأونروا ماضية في اغتيال "اللاجئين"

شمس نيوز / عبدالله عبيد

من المتعارف عليه أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة بـ"الأونروا" تأسست لتقديم الخدمات والمساعدات والتنمية البشرية لحوالي 4.7 مليون لاجئ فلسطيني، موزعين على مناطق مختلفة، الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة"، لكن في السنوات الأخيرة ظهر خلاف هذا الأمر، وهذا ما بدا واضحاً وجلياً من القرارات "المجحفة" التي تتخذها الوكالة الدولية.

بداية قرارات "أونروا" كانت من تقليص حجم المساعدات الغذائية والعينية، ومن ثم تخفيض خدمات التعليم، يضاف إلى ذلك قرارها الذي خرجت به قبل حوالي شهرين بتحجيم الوظائف وتكديس الطلاب داخل الفصل المدرسي الواحد، ويدور حديث عن تأجيل انطلاق العام الدراسي، وليس آخراً قرارها الرامي بإقرار قانون الإجازة دون رواتب.

أزمة مالية

وقرر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيبر كرينبول، إضافة مادة جديدة إلى قانون عمل الموظفين المحليين، تحمل رقم (3.105)، تمكنه من "منح الموظف إجازة استثنائية، دون راتب لعام كامل".

وأثار هذا القرار موجة غضب واستنكار شديد من قبل اللاجئين الفلسطينيين وبالأخص في قطاع غزة، كونه جاء في أسوأ ظرف يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في كل الساحات.

ليوضح المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة في تصريح سابق لـ"شمس نيوز" أن الوكالة تمر في أزمة مالية تقدر بمائة مليون دولار، لافتاً إلى أن هذا الأمر ليس في غزة فقط، ولكن في كافة مناطق عمليات الأونروا.

يشار إلى أن "الأونروا" تقوم بين الحين والآخر بتقليص خدماتها، متذرعة بـ"عجز الموازنة".

مصدر رزقنا الوحيد

كثير من العائلات الفلسطينية تعتبر المساعدات التي تقدمها وكالة الغوث مصدر رزقها الوحيد، في ظل الأزمات المتتالية والوضع الاقتصادي المزري والحصار المفروض على قطاع غزة.

عائلة الحاج أبو رائد محمد (62 عاماً) واحدة من العائلات التي تعتمد في رزقها على معونات الوكالة.. أبو رائد أبدى استغرابه من سياسة الوكالة والتي وصفها بـ"الخبيثة" تجاه اللاجئين، مضيفاً: السياسة التي تمارسها الوكالة بحقنا سياسة استفزازية في ظل الأوضاع الحرجة التي نعانيها".

وبيّن أنه كل ثلاثة أشهر يحصل على كابونة من الوكالة، مشيراً إلى أن الاونروا قد قلصت خدماتها وقطعت المساعدات المادية عن عائلته.

وكان مصدر مسؤول في "أونروا"، حذّر من تأجيل العام الدراسي في مناطق عملها الخمسة إلى شهر ديسمبر المقبل؛ "نظرا لاستمرار العجز المالي في ميزانيتها".

(خ.ق) مدرس في وكالة الغوث وصف سياسة الأونروا وما تقوم به ضد اللاجئين الفلسطينيين بـ"سياسة التجهيل"، لافتاً إلى أنها تحاول رفع يدها عن قضية اللاجئين.

وخلال حديثه لـ"شمس نيوز" أعرب المدرس عن استيائه من القرارات التي تخرج بها وكالة الغوث بين الحين والآخر، ليقول: كل يوم والثاني تخرج لنا الوكالة بقرارات جديدة ما أنزل الله بها من سلطان".

وتقدم (الاونروا) مساعداتها المتمثلة في برامج أساسية هي: التعليم، والصحة، والإغاثة والخدمات الاجتماعية، وبرامج أخرى مثل: برنامج التمويل الصغير والمشروع الصغير، وحدة البنية التحتية وتحسين المخيمات، البرامج الطارئة، لنحو (58) مخيما في مناطق عملياتها الخمس، بواقع (5.115.755) لاجئا حسب إحصاءات الاونروا لعام 2012.

تصفية القضية

على ما يبدو فإن "أونروا" تحاول تنفيذ سياسات دولية تهدف للقضاء على قضية اللاجئين برمتها، حيث تعتبر تقليص خدماتها مدخلاً لتنفيذ هذا المخطط، على حد قول المتخصص في شؤون اللاجئين عصام عدوان.

وقال عدوان في تصريح لـ"شمس نيوز"، إن ما تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" سياسة خطيرة وغير مسبوقة، معربا عن اعتقاده بأن الأزمة لن تقف عند حدود 100 مليون دولار ولا عند تجاوز عام 2015، "أي أن عام 2016 لن يكون أفضل من سابقه".

وكان مصدر في "الأونروا" كشف لـ"شمس نيوز" عن أحاديث تدور حول عدم صرف وكالة الغوث رواتب لموظفيها عن شهر سبتمبر المقبل ، نتيجة للأزمة المالية.

البحث عن حلول

وتزداد أزمة الوكالة شيئاً فشيئاً لتصل رقعتها جميع المناطق التي تقدم فيها خدماتها للاجئين الفلسطينيين، وليس من المعروف ما هي المخططات القادمة التي ستحاول "أونروا" إعلانها، فقد بات من المتوقع أن تزيد من تقليصاتها وخدماتها، ليؤكد المحلل السياسي أكرم عطاالله لـ"شمس نيوز"، أن وكالة الغوث تمر بأزمة مالية صعبة.

ومن وجهة نظر عطاالله، فإن إعلان "الأونروا" قرارات مجحفة بحق اللاجئين يندرج في سياق محاولة البحث عن حلول، مبيّنا أنها تحاول إلقاء الأزمة ككرة ملتهبة في نظر العالم ليجد حلولا وإرغامه على دفع أموال، على حد تعبيره.

يذكر أن نحو 80% من الأسر الفلسطينية تعتمد على المساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي تتبع الأمم المتحدة.