غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

طلة شمس

خبر ليش بدك مصالحة ؟ خالد صادق

تباينت آراء الفلسطينيين حول المكاسب المرجوة من المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس, والتي ستسفر عن حكومة توافقية سيتم الإعلان عنها في غضون أيام قليلة حسب تصريحات الطرفين, استحواذ طرفي الانقسام على حق تشكيل الحكومة الفلسطينية بعيدا عن بقية الفصائل الفلسطينية الأخرى, لأن الكعكة الفلسطينية لا تكفي الجميع, فقط يمكن تقسيمها بين اكبر فصيلين فلسطينيين, فمهما احتجت بقية الفصائل وناشدت وطالبت واستجدت, فسيرتد صوتها في جدار الصمت الشاهق, لأن طرفي الانقسام توافقا فيما بينهما وأصبح لكل واحد منهما أذن من طين, وأذن من عجين.

أنا على يقين أن هناك فصائل لا تبحث لها عن دور, ولا يزعجها أنها خارج دائرة المصالحة رغم أنها بذلت مجهودا كبيرا للوصول إلى إنهاء الانقسام, واعتبرت أن دورها انتهى عند التقاء الطرفان المتخاصمين, لكن الانقسام الذي كان سببه فتح وحماس احدث شرخا في المجتمع الفلسطيني, واضر بالقضية الفلسطينية على المستوى العربي والإسلامي على الأقل, وسهل مهمة الاحتلال الصهيوني في تمرير مخططاته العدوانية ضد شعبنا ومقاومته العتيدة وفصائله المختلفة, وكان الكل الفلسطيني يدفع الثمن بلا تفريق بين احد وآخر, والجميع تحمل ويلات الحصار, والعدوان الصهيوني على قطاع غزة, وفصائل المقاومة كلها دفعت الثمن وقدمت التضحيات الجسام, لكن كل هذا لم يقنع طرفي الانقسام بضرورة مشاركة الفصائل الفلسطينية في جلسات الحوار الثنائية بينهما والمساهمة في حل المشكلات ووضع الحلول ومناقشة القضايا المختلفة.

وبعيدا عن كل ذلك كنت قد أجريت استطلاع شخصي مع بعض المواطنين الفلسطينيين عن رغبتهم في المصالحة وماذا يريدون منها, أما الرغبة في المصالحة فكانت لدى الجميع بنسبة مائة في المائة, لكن الاختلاف كان في لماذا تريد المصالحة, الأغلبية قالوا نريدها لرفع الحصار وفتح المعابر وإدخال مواد البناء خاصة الاسمنت والوقود والمواد الخام لتشغيل المصانع والورش, والنسبة الأقل كانت في توحيد الجسم الفلسطيني وتوحيد جغرافية الوطن, وتقوية الجبهة الداخلية ووحدة الأهداف , وهناك من تحدث عن الرغبة في المصالحة للحفاظ على الثوابت الفلسطينية, وتعزيز قدرات المقاومة, ووقف مسلسل التنازلات من السلطة لصالح الاحتلال, لكن هؤلاء كانوا شريحة سياسية نوعية ومحدودة.

الحقيقة أننا نريد الإجابة عن هذا السؤال من طرفي الانقسام, اللذان يرسمان الآن مستقبل القضية الفلسطينية بعيدا عن بقية الفصائل, هل يمكنها أن يجيبا عنه إجابة واحدة ومقنعة, هل المصالحة من اجل رفع الحصار, لا اعتقد أن هذا ما دفع فتح للمصالحة, هل المصالحة من اجل دفع ما تسمى بعملية السلام, لا اعتقد أن هذا ما دفع حماس للمصالحة, هل المصالحة من اجل فتح المعابر وتحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني, إذا كانت الإجابة بنعم فهذه مصالحة منقوصة ومشروطة قد تفشل إن فشل الطرفان في ذلك, هل المصالحة من اجل الحفاظ على الثوابت الفلسطينية ودعم المقاومة وتحسين قدراتها القتالية والرهان عليها في مواجهة مخططات الاحتلال ومؤامراته العدوانية, نحن ننتظر إجابة واضحة وصريحة على ذلك, وبراهين عملية على دعم هذا الخيار وتعزيزه لدى الشعب الفلسطيني, لأن هناك حالة من الإرباك والضبابية لدى طرفي الانقسام, فكل منهما له خط منفصل لا يلتقي مع الآخر في أطروحته السياسية, فإذا كانت هناك نقاط التقاء بينهما فيجب أن يطلع عليها الجميع حتى لا ندخل مستقبلا في حالة شقاق وانقسام جديدة لا سمح الله, قد تؤدي لنتائج كارثية .   

الرغبة في المصالحة لا جدال فيها, وإنجاحها مهمة كل فلسطيني وطني غيور على شعبه وقضيته, لكن المصالحة يجب أن تبنى على قواعد راسخة ومتينة, وان تستند بشكل واضح وصريح إلى خيار المقاومة المسلحة كخيار استراتيجي ووحيد لانتزاع الحقوق من الاحتلال الصهيوني الذي لا يفهم إلا لغة القوة , ولا يمنح الحقوق بالمجان, إنما تنتزع منه انتزاعا, يجب أن تكونا على قدر المسؤولية أيها المتصالحين, لأن شعبنا ليس مطية لأحد, وليس قطع شطرنج يحركها من يشاء كيفما يشاء, أن الحوار الدائر بينكما لو فشل, أو فرط أي طرف منكما في حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته, فلن يرحمكما احد, ولن يترحم عليكما أحد .