شمس نيوز/نيويورك
طالب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال كلمته مساء الاثنين أمام الدورة السبعين لـلجمعية العامة للأمم المتحدة المجتمع الدولي العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مؤكدًا عدم وجود رغبة جادة لدي الطرف الإسرائيلي في تحقيق السلام.
واستنكر أمير قطر صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات التي تقوم بها قوى متطرفة إسرائيلية ضد المسجد الأقصى ومدينة القدس.
وبيّن أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يحتاج لتحقيق تسوية عادلة ودائمة تسمح بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية، حيث لا يوجد شريك إسرائيلي لحلّ عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
ووجه الشيخ تميم رسالة تؤكد أن استمرار القضية الفلسطينية دون حلّ دائم وعادل وصمة عار في جبين الإنسانية، معتبرا أن المجتمع الدولي مقصر في إيجاد تسوية عادلة وحتى في فرض إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان.
وأضاف أنه "يتوجب على المجتمع الدولي إلزام إسرائيل باستحقاقات السلام وفي مقدمتها وقف كل أشكال العنف ووقف الاستيطان في الأراضي المحتلة ورفع الحصار عن قطاع غزة والالتزام بقرارات الشرعية الدولية".
إلى ذلك قال أمير قطر إن الخلافات الراهنة بين إيران ودول الخليج سياسية وليست مذهبية، مؤكدا على أن الأزمة السورية خلّفت نتائج كارثية على الشرق الأوسط والعالم.
وأضاف الشيخ تميم أن قطر مستعدة لاستضافة حوار على أراضيها بين إيران ودول الخليج، مبينا أن الخلافات مع إيران "خلافات سياسية إقليمية عربية إيرانية وليست سنية شيعية".
وتابع "وهذا يمكن حله بالحوار والاتفاق على القواعد التي تنظم العلاقات بين طهران ودول الخليج على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية"، معتبرا أن الأوان قد حان لإجراء حوار هادف بين دول متجاورة دون الحاجة لوساطة.
كما أكد أمير قطر على أن "إيران دولة جارة مهمة وأن التعاون بيننا وبينها في مصلحة المنطقة"، موضحا أن العلاقة بين الدوحة وطهران تنمو وتتطور باستمرار على أساس المصالح المشتركة والجيرة الحسنة.
وأضاف أنه "لا يوجد أي خلاف متعلق بالعلاقات الثنائية بين بلدينا، وعلى مستوى الإقليم تتنوع المذاهب والديانات، ولا يوجد صراع سني-شيعي في الجوهر بل نزاعات تثيرها المصالح السياسية للدول".
وفي سياق متصل أوضح الشيخ تميم إن الاتفاق بين إيران ومجموعة الدول الكبرى يُعد خطوة إيجابية ومهمة، مؤكدا أن قطر "تتطلع بأمل أن يساهم الاتفاق النووي الإيراني في حفظ الأمن والاستقرار في منطقتنا".
وفي السياق ذاته طالب بنزع السلاح النووي من المنطقة كلها وكذلك أسلحة الدمار الشامل، مع الإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.
وفي موضوع آخر،
وفيما يخص الأزمة السورية بين أمير قطر أن هذه الأزمة تتولد عنها نتائج كارثية على الشرق الأوسط والعالم وذلك في ظل "استمرار الجرائم البشعة والأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري، وتهديد كيان الدولة وشعبها وخلق بيئة خصبة لتفاقم ظاهرة التطرف والإرهاب تحت رايات دينية وعرقية ومذهبية زائفة تهدد الإنسان والمجتمع والإرث الحضاري في سوريا والمنطقة".
وقال إن النظام السوري عبث بمفهوم الإرهاب، وإنه على المجتمع الدولي أن يوقف المجازر في الوقت المناسب ويُوجد الظروف الملائمة للشعب السوري لإنتاج البديل العقلاني العادل للاستبداد.
وتابع أمير قطر "عندما يعاني شعب من حرب إبادة يكون أسوأ قرار هو عدم اتخاذ قراروالخطر الأدهى هو تجاهل الخطر"، مبينا أن تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ القارات والتدابير اللازمة لإنهاء هذه الكارثة يعد جريمة كبرى تكشف عن فشل وعجز المنظومة الدولية يؤدي إلى فقدان الثقة في القانون والمجتمع الدوليين.
ودعا أمير قطر إلى التعاون من أجل فرض حلّ سياسي في سوريا ينهي عهد الاستبداد ويحل محله نظام تعددي يقوم على خلف الفرص المتساوية للسوريين جميعا ويبعد عنها التطرف والإرهاب ويدحرهما ويعيد المهجرين إلى ديارهم ويتيح إعادة بناء سوريا. وهذا الأمر ممكن إذ توفرت الإرادة لدى دول بعينها.
كما أكد حرص قطر على وحدة اليمن وسلامة أرضيه وسيادته ودعم الشرعية واستكمال العملية السياسة وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وحرصها على استقرار العراق.
وبشأن مكافحة الإرهاب قال الشيخ تميم إن الدوحة ملتزمة بمكافحة الإرهاب، ولكن لا بد من بحث الأسباب التي تقف ورائه.
