شمس نيوز / عبدالله عبيد

"خمس سنوات ونصف ونحن نطارد هنا وهناك، من أجل استرداد حقوقنا الضائعة بعد استشهاد أبنائنا في حرب 2008- 2009، كنا نجلس تحت أشعة الشمس وما يغطينا من حرارتها سوى خيام نعتصم بها، ونأمل أن يدخل قرار صرف رواتب لأهالي شهداء 2008 حيز التنفيذ". كان هذا حال لسان المواطن جميل عبد الدايم (58) عاماً والذي فقد نجليه نافذ وسعيد خلال عدوان الرصاص المصبوب على غزة في شتاء 2008-2009.

ويقول عبد الدايم لـ"شمس نيوز": عندما سمعنا أنهم سيصرفون مخصصات لأهالي شهداء حربي 2008، و2012، فرحنا كثيرا لهذا الخبر الذي انتظرناه طويلا"، مرجعا هذا التطور إلى إنجاز المصالحة وإنها ملف الانقسام.

وأعلن عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ومسئول مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في قطاع غزة محمد النحال أن أسر شهداء الحربين الأخيرتين على قطاع غزة سوف يستلمون أول رواتبهم بشكل منتظم ابتداءً من مطلع شهر يونيو/حزيران القادم.

وتابع الحاج عبد الدايم: سنتعامل مع هذا القرار على أنه جدي، ولكن لن يهدأ لنا بال حتى نرى تنفيذه على أرض الواقع"، متمنياً من الجهات المسئولة أن يكونوا صادقين مع أهالي الشهداء هذه المرة.

وينظم أهالي شهداء حربي "الرصاص المصبوب 2008" و"عامود السحاب 2012" اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية بغزة منذ تاريخ 27/10/2013م، للمطالبة بصرف مخصصات شهرية لهم أسوة بباقي شهداء الثورة الفلسطينية.

وكان الأهالي تلقوا وعودا عدة من قِبل المعنيين، بإنهاء معاناتهم وصرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية طوال الأشهر المنصرمة، إلا أن تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح، على حد وصفهم.

جاء متأخراً

أما المواطن فايق أبو عاصي، والد الشهيد عاهد أبو عاصي الذي قضى في حرب 2008-2009، فيقول: قرار صرف رواتب لنا جاء متأخرا، لكننا فرحنا كثيرا بعد سماع هذا الخبر".

وأضاف أبو عاصي في حديثه لـ"شمس نيوز": المطلوب منهم الصدق، لأنهم وعدونا كثيرا بأن الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمداللا، قد وقعا قرار صرف الرواتب، لكن سرعان ما تبخرت هذه الوعود".

وأشار إلى أن أهالي الشهداء عانوا كثيراً في هذا الملف العالق والمنسي من الأصل، بحسب وصفه. وقال: خمس سنوات ونصف إضرابات في شوارع قطاع غزة لتحقيق مطالبنا، و300 يوم نمنا على الطرقات، وما كان أي من المسئولين ينظر إلينا".

وبيّن الحاج الستيني أن هذا المخصص المالي لن يكفيهم لسد احتياجاتهم، لكنه يساعد ولو بالشيء اليسير في تحصيل بعض المتطلبات"، موضحاً أن أهالي الشهداء لا يبحثون عن الأمور المادية بقدر بحثهم عن التقدير المعنوي.

سعداء بهذا الخبر

من جهته، أوضح الناطق باسم عوائل شهداء حرب 2008-2009 علاء البراوي، أنه بعد خمس سنوات ونصف من معاناة أهالي الشهداء، قرر الرئيس محمود عباس صرف راتب شهري لهم. وقال: هذا ما أبلغتنا به وزارة المالية ومؤسسة رعاية أسر الشهداء".

وتابع البراوي متحدثا لـ"شمس نيوز": أهالي الشهداء بالفعل سعداء بهذا الخبر، لأنهم تلقوا العديد من الوعود دون جدوى، لكن هذا الوعد تلقيناه رسمياً من خلال وزارة المالية ومقربين من الرئيس وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح".

وأردف: تواصل معنا عزام الأحمد، والدكتور كمال الشرافي، وأم جهاد الوزير، وأبلغونا بهذا الأمر، وطلبت مني أم جهاد فتح مكتب مؤسسة أسر الشهداء والجرحى، لكن هناك أسماء غير موثقة ضمن القائمة التي رفعت للمالية".

وناشد الناطق باسم عوائل شهداء حرب 2008-2009 حكومة الوفاق القادمة بأن تأخذ بعين الاعتبار جدولة مستحقات أهالي شهداء حروب غزة.

وأغلق ذوو شهداء الحربين قبل فترة مؤسسة رعاية أسر الشهداء ومكتب نواب حركة فتح في غزة احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم المتأخرة، مهددين بإغلاق مزيد من المؤسسات في حال استمرار هذا الوضع.

الأمر جاد

وفي ذات السياق، أكدت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومديرة مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، انتصار الوزير (أم جهاد) أنه سيتم صرف رواتب أسر شهداء حربي قطاع غزة عن شهر مايو الحالي، بعدما تم اعتماد المخصصات المالية لهذه الأسر من قبل حكومة رام الله ووزارة المالية.

وشددت الوزير في اتصال هاتفي مع مراسل "شمس نيوز" على جدية الأمر هذه المرة، خلافاً للمرات السابقة التي كانت تتلقى فيها أسر الشهداء وعودا من المسؤولين. وقالت: تم تحديث البيانات وإدراجهم ضمن البرنامج المالي ليتقاضوا رواتبهم عن شهر مايو".

وأضافت : نؤكد الخبر لأهالي الشهداء، وستصرف رواتب لـ 1029 أسرة شهيد وهناك 14 اسما لم تدرج ضمن قائمة الأسماء قد سقطت سهواً، وسيتم معالجتهم في الشهر القادم".

وحول رواتب الأشهر الماضية، تابعت الوزير: لا نريد أن نتحدث في هذا الأمر، لأن هناك قرار سينفذ ابتداءً من تاريخ اعتماده، وحالياً نريد أن نثبت حقهم، وبعد ذلك نتفرغ لحل المشكلات الفرعية الأخرى".

وتتكفل منظمة التحرير الفلسطينية بصرف راتب لعائلة كل شهيد فلسطيني، غير أنها لم تتبع هذا النهج مع شهداء حرب 2008، وحرب 2012 .