شمس نيوز / عبدالله عبيد
عبر التاريخ، ظلت "القدس" محط أطماع المستعمرين والمحتلين، فقد دخلها "الزنج والإفرنج والصليبيون والبريطانيون واليهود.. وغيرهم الكثيرون".. وكل استعمار جوبه بمقاومة شرسة، أوقدها شبان ورجال خلّد التاريخ أسماء كثير منهم.
"عائلة الحسيني في القدس والسعدي في جنين والقواسمي في الخليل وليس أخيراً عائلة أبو جمل من جبل المكبر بالقدس"، فتلك العائلات وغيرها أرشفت تاريخا مشرّفاً بالبطولات والتضحيات ضد هذا العدو الغاشم، فكم من شهيد ودعت وكم من بطولات سطرت.. وكثيرة هي العائلات التي غرست جذور المقاومة والشرف على أرض التين والزيتون.
نستحضر في تقريرنا هذا عائلة "أبو جمل" من جبل المكبر في الجنوب الشرقي للعاصمة القدس حيث موطنها.. تلك العائلة التي كتبت مؤخرا تاريخا مجد بالسكاكين والسواطير، ذبحا وقتلا وتنكيلا بحاخامات يهود، أكثر الإسرائيليين حنقا وحقدا على المسلمين.
شهداء العائلة
صباح يوم الثلاثاء، الثامن عشر من فبراير في العام الماضي 2014، خرج الشهيدان أبناء العم (غسان وعدي أبو جمل)، ممتلئين شوقا للشهادة وقتل اليهود، الذين تصاعدت جرائمهم ضد أبناء المدينة المقدسة وضد الشعب الفلسطيني الأعزل، لينفذا عملية بطولية بإطلاق النار وبضربات البلطات والسواطير، أثناء خروج مجموعة من المتدينين اليهود من كنيس في الشارع المسمى "اغاسي" غرب مدينة القدس، أسفرت عن استشهاد منفذيها ومقتل 6 إسرائيليين منهم أربعة من كبار الحاخامات وإصابة 12 آخرين بجراح متفاوتة.
ليلحق "علاء" صباح أول أمس الثلاثاء بركب ابني عمه "غسان وعدي"، بعد تنفيذ عملية دهس وطعن في آن واحد، أسفرت عن مقتل " حاخام" إسرائيلي وإصابة اثنين آخرين، ليدوِّن التاريخ الفلسطيني عائلة أبو جمل كعائلة متخصصة في قهر الحاخامات وذبحهم.
رأفت أبو جمل ابن عم الشهداء " غسان وعدي وعلاء" أشار في بداية حديثه لـ"شمس نيوز" إلى الإجراءات الهمجية التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد تنفيذ الشهيد علاء عمليته أول أمس، ليقول: اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي المنزل واعتقل كل أفراد عائلتنا".
وأضاف أبو جمل: قاموا باعتقال شقيق وابن عم علاء أيضاً وتم نقلهم إلى جهات مجهولة للتحقيق معهم".
وأشار إلى أن الشهيد علاء كان صديقاً لأبناء عمه الشهيدين غسان وعدي، " فقد كانوا كثلاثي مرح، لذلك تأثر تأثراً كبيراً بعد استشهادهما"، منوهاً إلى أن تنفيذه للعملية جاء عقب مشاهدته الإجراءات التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، والتي كان آخرها إعدام الطفل حسن المناصرة بصورة وحشية.
ولفت إلى أن الشهيد علاء من الملتزمين والمحبوبين لدى أقاربه وعائلته وكل من يعرفه، مشدداً على أن حقده على المستوطنين هو ما دفعه لقتلهم بهذه الصورة التي تشفي الصدور".
فخر لنا
وعن الشهيدين غسان وعدي، تحدث ابن عمهما بالقول: نحن تفاجئنا بهذه العملية، فلم نعلم أنهما سيقومان بهذا العمل، ولم نعلم أي تخطيط لأمر كهذا".
وشدد على أن الوضع في مدينة القدس وما يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة حمقاء ضد القدس والأقصى، وانتهاك المقدسات بالإضافة إلى ممارسات المستوطنين اليهود العنجهية بحق المواطنين من حرق وشنق وإعدامات، هي من جعلت أبناء عمه يقومون بهذا العمل.
وأردف قائلاً: كل فلسطيني سواء داخل القدس أو خارجها سيعمل أكثر من غسان وعدي وعلاء، في حال تمادى الاحتلال بارتكاب جرائمه"، داعياً للشهداء بالرحمة وأن يتقبلهم الله شهداء، "لأن العملية التي قاموا بها فخر للعائلة وفخر لفلسطين كلها".
يذكر أن، قوات الاحتلال هدمت فجر اليوم 6 شقق لعائلة أبو جمل، رغم أن قرار المحكمة كان يقضي بهدم شقة الشهيد غسان فقط.