غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "المستعربون".. خنجر الاحتلال في خاصرة الانتفاضة

شمس نيوز / عبدالله عبيد

يحاول الاحتلال الإسرائيلي مراراً وتكراراً محاربة الشعب الفلسطيني الساعي لنيل حريته وتحرير أرضه وفك أسر مقدساته، حيث استخدم طرقا شتى في حربه الشعواء على الفلسطينيين، من آلات ومعدات وأسلحة عسكرية لا يقوى أحد على مجابهتها.

ومن الوسائل التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في انتفاضة القدس الثالثة ضد الشبان الفلسطينيين "المستعربون" الذين يتنكرون بالهيئة الفلسطينية ويندسون بين الشبان خلال المواجهات على نقاط التماس بالضفة الغربية.

 والمستعربون، أو "همستعرفيم" بالعبرية، هي وحدة خاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي لها جنرالاتها، وهي مدرَّبة تدريبًا عاليًا وقاسيًا جدًا، وتشكلت بعد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987م من نخبة القوات الصهيونية، يتم اختيارهم بملامح شرقية، ويلبسون لبس الشباب الفلسطيني المقاوم وينخرطون وسطهم في المواجهات وفجأة يستفردون بهم ويقتادونهم للاعتقال، وهم مدربون ويتكلمون العربية واللهجة الفلسطينية المحلية بطلاقة.

خطر حقيقي

الشاب خالد زيد "اسم مستعار" من مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، تحدث لـ"شمس نيوز" عن خطر وحدات المستعربين على الشبان الفلسطينيين عند خطوط التماس بينهم وبين الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: شاهدنا الكثير من المستعربين في هذه الانتفاضة، فهم ينتشرون بشكل كبير في مناطق الاحتكاك".

ويضيف زيد: الخطر الحقيقي الذي يواجهنا كشباب فلسطينيين الآن هم المستعربون، فنحن لا نستطيع أن نفرّقهم عن أي شاب آخر"، لافتاً إلى أن أغلب الشباب الذين اعتقلوا خلال المواجهات تم اعتقالهم على يد هؤلاء المستعربين.

ونوه إلى أن هناك عدة علامات قد تكشف المستعرب المتنكر باللباس الفلسطيني، " حيث تكون مسدساتهم في أعلى البنطال وداخله"، مؤكداً أنه من الصعب كشف أي مستعرب في المواجهات.

يذكر أن، جيش الاحتلال أنشأ معهدًا خاصًا لتدريب وتأهيل المستعربين يقع في معسكر (أدام) الواقع شمال طريق القدس- تل أبيب، وغير تقليدي، فهو قرية صناعية تحاكي قرية فلسطينية بكل تفاصيلها الدقيقة ويعيش فيها المستعربون كل تفاصيل الحياة الفلسطينية حتى أنهم يؤدون الصلوات ويقرأون القرآن.

وما يسمح به لجنود الاحتلال لا يسمح به لوحدات المستعربين، فيحظر عليهم توسيع علاقاتهم الاجتماعية، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

أعداد كبيرة

الناشط الشبابي أسامة عيسى من مدينة القدس، يؤكد أن وحدات المستعربين الخطر الأكبر الذي يقمع المسيرات والهبات الشعبية في مدينة القدس، مشيراً إلى أن أعدادهم ازدادت عن الانتفاضة السابقة.

وقال عيسى لـ"شمس نيوز": نستغرب من الأعداد الكبيرة لتلك الوحدات والتي لم نرها بهذا الحجم في انتفاضة الأقصى الثانية"، مشدداً على أن الاحتلال قام بتدريبهم من أجل لجم أي هبة شعبية فلسطينية.

وحذّر الناشط الشبابي، الشبان الفلسطينيين في خطوط التماس أو الاحتكاك مع الاحتلال من المستعربين، وضرورة كشفهم بأي طريقة" وإن كانت طرق كشفهم صعبة للغاية، ولكن علينا أخذ الحيطة والحذر منهم".

وكان الصحفي الإسرائيلي "موتي كريشنباوم"، أكد أن السبب في إقامة وحدات المستعربين "أنهم جربوا كل الوسائل والطرق لإيقاف الانتفاضة وإخمادها، جربوا ألف طريقة لإخماد الانتفاضة"، مشيرًا إلى أن الطريقة الوحيدة للسماح للجندي الإسرائيلي بالدخول إلى الشارع الفلسطيني دون تمييزه مباشرة كانت التنكر بهيئة فلسطينيين.

وظيفة خاصة

من جهته، بيّن الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش، أن هناك دوريات مشتركة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين والمستعربين، لافتاً إلى أن لكل منهم وظيفة خاصة في الانقضاض على الفلسطينيين، لإخماد نار الانتفاضة.

وأوضح حنتش خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أن هؤلاء المستعربين يدخلون الأحياء الفلسطينية متنكرين باللباس الفلسطيني الشرقي خاصة في مناطق التماس مع الاحتلال الإسرائيلي، وأضاف: ثم يقسمون أنفسهم إلى قسمين قسم في المقدمة وآخر في المؤخرة، ومن ثم يقومون برفع شعارات وأحياناً يقومون بإلقاء الحجارة".

وتابع: وعندما يصلون نقطة التماس مع الاحتلال الإسرائيلي سرعان ما يقومون بالانقضاض على شاب أو اثنين أو ثلاثة ويهددونهم بمسدساتهم التي يحملونها وبعد ذلك يقوم الاحتلال الإسرائيلي باعتقالهم على الفور".

وشدد الخبير في شؤون الاستيطان، على أن هذه الأعمال خطيرة ومدبرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أن المستعربين هم من يقومون بإطلاق النار وتقييد الفلسطينيين إلى أن يتم اعتقالهم من قبل سلطات الاحتلال.

يذكر أن، العديد من مقاطع الفيديو تم نشرها من قبل ناشطين عبر صفحات التواصل الاجتماعي لمجموعات وحدات المستعربين وهم يقومون بضرب الشبان الفلسطيني عند خطوط التماس مع الاحتلال.