غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الأغنية الوطنية.. انتفاضة أخرى تزعج الاحتلال

 يشهد الشارع الفلسطيني منذ تفجر الانتفاضة الحالية في الأراضي الفلسطينية إقبالا لافتا على الاستماع للأغاني الوطنية، ويرى كثير من الفلسطينيين أن هذا النوع من الأغاني يسهم في رفع المعنويات، خصوصا عندما تتصاعد وتيرة المواجهات مع الاحتلال.

وليس الأمر جديدا، فمنذ عقود ترددت الأغنية الفلسطينية الوطنية الثورية على ألسنة الفلسطينيين، وساهمت في استنهاض روح المقاومة لديهم، واليوم يسود مزاج عام لدى الشارع الفلسطيني للميل للاستماع للأغنية الثورية، نظرا للأوضاع التي تسود الشارع الفلسطيني، والتي هي بمثابة وقود تزيد الجولة الحالية من المواجهات اشتعالا وتزيد من حماسة الشبان والنشطاء خلال المواجهات مع الاحتلال.

وخلال مسيرة التاريخ الثوري الفلسطيني ازدهرت هذه الأغنية وكان لها موطئ قدم في سجلات المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، نظرا لأهميتها وقوة تأثيرها ذي الحدين، تأثر على الثوار وأثر على الاحتلال بحد ذاته الذي بات يحسب لها ألف حساب.

الاحتلال الإسرائيلي عبر في أكثر من مناسبة عن انزعاجه من هذه الأغاني، خصوصا إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فكان يعبر عن هذا الانزعاج على الأرض باستهداف عدد من الإذاعات والفضائيات في قطاع غزة وتدميرها، وكان يبرر هذه الهمجية والاعتداء على تلك الوسائل بأنها تبث التحريض من خلال ما تبثه من مواد غنائية تؤثر في نفسية المستوطنين خصوصا ما يذاع منها باللغة العبرية.

وفي هذه الجولة من المواجهة مع الاحتلال طالب رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم السماح ببث أغاني وطنية حماسية في وسائل الإعلام الفلسطينية، بزعم أن مثل هذه الأغاني تحرض الشباب على الانخراط في العمليات الفدائية.

رفع المعنويات وتعبئة وحشد

الإعلامي ومدير إذاعة 24fm إيهاب الجريري فسر حالة الإقبال على سماع الأغاني الوطنية من قبل الشارع الفلسطيني خلال فترات المواجهة مع الاحتلال بوجود دافع لدى هؤلاء الناس للبحث عما يرفع معنوياتهم، من جهة، وهي في كل فترات المواجهة كانت هذه الأغاني جزءا لا يتجزأ من حالة الاشتباك مع الاحتلال، وجزء من ماكينات التعبئة والحشد لدى الناس والشبان.

وقال الجريري في حديث خاص لشبكة قدس “بالرجوع إلى تاريخ الثورة الفلسطينية التي زخرت بمئات الأغاني الوطنية، كان الراديو هو الوسيلة الوحيدة المتوفرة لدى الناس، ولكن كان أثرها عميق في رفع معنويات الناس من جهة، وتحطيم معنويات الاحتلال الإسرائيلي في تلك الفترات”.

وأضاف “اليوم في ظل توفر هذا الكم الهائل من وسائل النقل والبث والتوجيه كان من المهم استغلال هذا الجانب المهم، ولكن في ظل هذا التطور يجب ان يكون هناك حسن إدارة من قبل الإذاعات والفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى خصوصا شبكات التواصل الاجتماعي”، محذرا من إيصال المتلقي لحالة من الملل إذا كان هناك مبالغة في بث هذه الأغاني، حتى يصل لمرحلة يفقد فيها الشهية لسماع هذه الأغاني المكررة”.

وأوضح الجريري “للتغلب على هذه الحالة ومنع وصول المتلقي لحالة من الملل من هذه الأغاني من المفروض تنويع البث من خلال إدخال بعد الأغاني الاجتماعية داخل تلك الأغاني، والتي تعبر عن هموم الناس ومشاكلهم وأفراحهم دون مبالغة أيضا”.

ودعا الجريري إلى عدم تخصيص فترات المواجهات لبث تلك الأغاني، مؤكدا على ضرورة إبقاء تلك الأغاني التي ترفع من معنويات الناس حاضرة وغير مغيبة فنحن تحت احتلال قائم والأغنية الوطنية لا يجب ان تكون مخصصة لفترات المواجهات”.

تجربة سابقة

المنشد رامز العك أطلق أغنية وطنية خلال المواجهة الحالية مع الاحتلال يقول إنها تمكنت من الوصول لقلوب ملايين الناس في العالم العربي، كما انها عبرت عن الواقع الذي نحياه من خلال عكس ما تتعرض له المرابطات في المسجد الأقصى وكيف يجب ان يكون هذا دافعا للعمل المقاوم، ويبدو انها بدأت تؤتي اوكلها.

ويتابع “عندا تعبر الأغنية الوطنية عن الواقع تعرف كيف تصل إلى الناس الذين هم عاطفيين بطبيعتهم وتلامس مشاعرهم بكلماتك، من المحتم أن يكون ذلك دافعا لدى هذا الشاب المتلقي للخروج والاشتباك مع العدو، فبهذه الأغاني ذات الكلمات الثورية الرصينة تستطيع أن تسيطر على مشاعر الناس وتوجهها نحو وجهتها الحقيقية في مقاومة المحتل”.

ويضيف العك في حديث لشبكة قدس “نحن أصحاب تجربة في هذا المجال، فقد كنا قبل الخروج لمواجهة الاحتلال والاشتباك معه بالحجارة والسكاكين كنا نستمع للأغاني الوطنية التي كانت تؤثر علينا بشكل كبير، فقد كنا نشعر أننا نحمل شحنة عاتية نرغب بتفجيرها في وجه الاحتلال”.

وختم بالقول “هذا النوع من أنواع المقاومة تمكن من فتح عيون الناس على قضايا كانت تحدث بشكل يومي لكن دون اهتمام وردات فعل، فهناك قدس وهناك احتلال واغتصاب للأرض كل هذه الموجودات يجب أن تكون حافز لدى الناس للاشتباك مع الاحتلال”.

وقود المواجهة

أستاذ الإعلام الإلكتروني في الجامعة العربية الأمريكية في جنين سعيد أبو معلا أكد على أهمية الأغنية الوطنية في تحفيز الشباب للمواجهة والتصدي للاحتلال من خلال شحنه وتعبأته بشحنه عالية من الدافع نحو المواجهة.

وقال أبو معلا في حديث لشبكة قدس: “الجمهور الفلسطيني وخصوصا الشباب جمهور واعي ويستطيع أن يميز بين الأغنية التي من الممكن أن تعمر طويلا ومن يموت في حينه، لذلك نجد أن بعض الأغاني أنتجت منذ أكثر من عقدين من الزمن إلا أنها لا تزال طازجة وقادرة على إيصال المتلقي لنفس درجة التأثر، فنحن بحاجة ماسة لمثل هذه الأغاني التي يحسب الاحتلال ألف حساب لها”.

وأضاف “الشارع الفلسطيني مضغوط من الأحداث والإجراءات التي ينفذها الاحتلال في بحق الشعب والمقدسات وهي مصدر مهم للتنفيس عن هذا الضغط وطريقة لاستنهاضهم من جديد، لمواجهة وتصعيد المواجهة الحالية”.

وأكد أبو معلا أن “التعبئة والشحن نحو المواجهة، موجودة بشكل كبير داخل الأغاني الثورية الفلسطينية”، مشيرا إلى ان بعض الأغاني التي أنتجت في هذه الجولة من المواجهة على الرغم من العجلة التي أخرجت فيها للناس إلا أنها تمكنت من ايصال رسالتها وشحن الشبان”.

ودعا أبو معلا إلى ضرورة أنتاج أغاني تحمل صفات إبداعية تكون صالحة لكل زمان وليس شرطا أن تكون في فترات المواجهة، أغاني قادرة على التأثير بنفس الدرجة في الوقت الذي أنتجت فيه حتى لو وضعت في الأدراج لسنوات.

إعداد: وضاح عيد