غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تحليل: الاتفاق الأردني الإسرائيلي بشأن الأقصى مؤامرة عربية أمريكية

شمس نيوز / عبدالله عبيد

لا شك أن التجاوزات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك، والاقتحامات اليومية التي يشهدها هي عقدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وشعلة انتفاضة القدس الثالثة التي انطلقت بداية شهر أكتوبر الماضي، حيث تسعى الحكومات الإسرائيلية على مر التاريخ مروراً بالحالية اليمينية الأشد تطرفاً، إلى تغيير واقع هذا المسجد ليأخذ طابعاً يهودياً بحتاً.

وفي ظل اشتداد موجة انتفاضة السكاكين وتكرار عمليات الطعن التي شهدتها المدينة المقدسة، بدأ الحراك الدولي يبحر عبر سفينته لإنقاذ بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي من غرقه في وحل هذه الانتفاضة، لينطلق جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، للقائه ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بعد فشله الذريع في عملية التسوية والمفاوضات نهاية عام 2013.

اتفاق أردني إسرائيلي

بعد عدة لقاءات عقدها وزير الخارجية الأمريكي سواء مع نتنياهو أو عباس، تم التوصل في العاصمة الأردنية (عمان) إلى اتفاق "أردني إسرائيلي"، سيتخذ بموجبه تدابير جديدة في المسجد الأقصى لوقف الانتفاضة في المنطقة، حسب ما أعلنه جون كيري.

وقال كيري إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيعلن عن هذه الإجراءات، وأضاف أن من بين هذه التدابير "موافقة نتنياهو على اقتراح للملك عبد الله لضمان المراقبة بكاميرات الفيديو وعلى مدار 24 ساعة لجميع مرافق المسجد الأقصى".

 وفي تل أبيب، خرج الآلاف من الإسرائيليين المناهضين لحكومة نتنياهو للمطالبة باستئناف مفاوضات التسوية، كما وافقت إسرائيل على "الاحترام الكامل لدور الأردن الخاص"، باعتباره المؤتمن على الأماكن المقدسة، بحسب الوضع الراهن لعام 1967.

شرعنة الاقتحامات

رئيسة الهيئة الإسلامية العليا، وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، يرى أن الاتفاق "الأردني الإسرائيلي" يهدف إلى شرعنة الاقتحامات الإسرائيلية لتصبح تندرج تحت مسمى زيارات.

وقال عكرمة لـ"شمس نيوز": هذا ما يزيد الأمور توتراً، وكيري جاء لإنقاذ رئيس حكومة الاحتلال من الورطة والارتباك والتخبط الذي يعيشه"، منتقداً في الوقت ذاته أقوال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأنه يسمح للمسلمين الصلاة في الأقصى، ويسمح لغير المسلمين بالزيارة.

وأضاف: عبارة (السماح لغير المسلمين بالزيارة) هي مرفوضة أيضاً؛ لأن اليهود هم مقتحمون وليسوا زائرين، ويدّعون بأن الأقصى لهم، وأنهم يحاولون إقامة صلواتهم التلمودية في رحابه، فلا يجوز أن نشرعن هذه الاقتحامات لتصبح زيارة"، مشدداً على أن هذا الاتفاق يعطي الاحتلال شرعية في الأقصى.

وكانت النخب اليمينية في "تل أبيب" واصلت الاحتفاء بـ"إنجازات إسرائيل" في الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الأردن بشأن ترتيبات تواجد المسلمين واليهود في المسجد الأقصى، وعدّ الباحث اليميني عومري دوستري تضمين الاتفاق بندا ينص على نصب كاميرات مراقبة تعمل لمدة 24 ساعة "إنجازا أمنيا سياسيا من الطراز الأول"، على اعتبار أنه يمنح "إسرائيل" القدرة على مراقبة ومتابعة ما يجري في المسجد وجمع أدلة موثقة حول "نشطاء الانتفاضة" الذين يتواجدون هناك.

في حين ذلك، قال وزير الداخلية "الإسرائيلي" سيلفان شالوم، إن اتفاق الأردن و"إسرائيل" بشأن ترتيبات تواجد المسلمين واليهود في المسجد الأقصى، لن يؤثر على قرار حكومته بشن حرب لا هوادة فيها ضد الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بقيادة الشيخ رائد صلاح.

يخدم الاحتلال

وبخصوص هذا الاتفاق، قال المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن، سالم الفلاحات، إنه يعطي الاحتلال الإسرائيلي السيادة على المسجد الأقصى.

وأشار الفلاحات خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن هذا الاتفاق يخدم بالدرجة الأولى حكومة نتنياهو المتطرفة، موضحاً أنه أعطى الضوء الأخضر للمستوطنين لاقتحام الأقصى.

وأردف قائلاً: كانت تسمى في السابق اقتحامات مستوطنين، اليوم ستسمى زيارات، هذا المقصود من زيارة غير المسلمين"، لافتاً إلى أن نتنياهو وحكومته المتطرفة أثنوا على هذا الاتفاق، " لأنه يصب في مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى"، على حد قول المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن.

وكان وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي، اعتبر الاتفاق الأردني الإسرائيلي حول نشر كاميرات المراقبة، "فخا جديدا" للفلسطينيين.

حلم إسرائيلي

الخبير في الشؤون الإسرائيلية، وليد المدلل، يرى أن هذا الاتفاق ينقذ إسرائيل من أزمتها، خاصة فيما يتعلق بالاعتراف بوجودها وحقها في اقتحام الأقصى، مشيراً إلى أن تركيب الكاميرات حلم إسرائيلي قديم، بهدف مراقبة المصلين.

وذكر المدلل لـ"شمس نيوز": إسرائيل تحاول أن تسيطر على منطقة المسجد الأقصى بكل ما أوتيت من قوة، وهي بذلت جهودا كبيرة لتحقيق ذلك، مضيفاً "وما يحصل الآن هو تحقيق لهذه الأمنية برعاية عربية وبتوافق أمريكي".

وعن دور السلطة الفلسطينية في الاتفاق، بيّن الخبير في الشأن الإسرائيلي أن السلطة مسلوبة الإرادة في الوقت الذي باركت هذا الاتفاق، مبيّناً أنها غارقة في وحل الانتفاضة، "وهي لا تستطيع أن تقول لا"، على حد وصف المدلل.

وكانت الأردن وقّعت مع إسرائيل معاهدة وادي عربة" عام 1994، تنص على أن تحترم الأخيرة "الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة بالقدس"، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في مخططاتها الرامية لهدم المسجد وإقامة "الهيكل" المزعوم على أنقاضه.