شمس نيوز/مدريد
أصدر مئة من العلماء والباحثين المتخصصين في قضايا التراث الإسلامي في عشر دول وثيقة شديدة اللهجة تدافع عن الملكية العامة لمسجد قرطبة التاريخي في إسبانيا، وتتهم الأسقفية التي تملكه حاليا بتجاهل أهميته واختطاف الذاكرة الخاصة به.
ومن بين المحتجين خبراء ومتخصصون من 36 جامعة في مختلف أنحاء العالم، ومؤرخون ومستعربون وباحثون في تاريخ العصور الوسطى، ومتخصصون في الفن من جامعات مشهورة في إسبانيا وخارجها.
وقام المحتجون بالتوقيع على الوثيقة التي تدعو لتدخل قوي من الحكومة الإسبانية لمنع امتلاك مسجد قرطبة من طرف أسقفية قرطبة، ووقف عملية "التلاعب التاريخي الذي قامت به الأسقفية في الكتيبات والمنشورات والمواد الدعائية التي توزع على الملايين من الزوار كل عام".
ويوجد ضمن هذه المجموعة علماء متخصصون من إسبانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والبرتغال وإيرلندا وتركيا وتشيلي وألمانيا والمغرب.
واستوحت الوثيقة روحها من مقال شديد اللهجة نشره في أبريل/نيسان الماضي الكاتب الإسباني إدواردو مانزانو، وهو باحث في المركز الأعلى للأبحاث العلمية بإسبانيا وخبير في دراسة تاريخ الأندلس.
لا أساس قانونيا
وقد أوضح العلماء الموقعون على الوثيقة أن الأساس القانوني لتسجيل ملكية مسجد قرطبة باسم الأسقفية ضعيف جدا، ذلك أن الأمر الصادر في عام 1236 من قبل الملك الإسباني فرديناندو الثالث لا يمكن اعتباره هبة ملكية، بل هو إذن من الملك بحق الانتفاع والاستعمال وليس حق التملك.
وأضاف العلماء في بيانهم أن مجهودا قليلا من طرف محامي الدولة الإسبانية سيكون كافيا لتفكيك الحجج القانونية للأسقفية، "ولا يزال لدينا الوقت للقيام بذلك".
وفي الوثيقة اتهم العلماء أسقفية قرطبة بإثارة الجدل الدائر بشأن ملكية المسجد الذي أعلنته يونسكو في عام 1984 تراثا عالميا.
وطالب الموقعون على الوثيقة بإصلاح العناصر المعمارية المتدهورة وترجمة الكتابات العربية الموجودة بالمسجد.
ويعد مسجد قرطبة -الذي بناه المسلمون في القرن الثامن الميلادي- من أكبر معالم قرطبة التي كانت مصدر إشعاع ثقافي آنذاك. وعندما استعاد المسيحيون السيطرة على قرطبة في القرن الـ13 أقاموا كاتدرائية وسط المسجد، وهو ما جعل المبنى الأثري يشهد خلافا دائما على تسميته.
وقد عمدت الأسقفية إلى طبع عبارات اختفى منها أي ذكر لمسجد قرطبة، كما تحمل اللافتات في الموقع السياحي عبارة "الأسقفية ترحب بكم في الكنيسة الكاتدرائية".
المصدر : وكالة الأناضول