شمس نيوز/سماهر البطش

الرشاقة والجسم "السمبتيك".. حلم يداعب خيال كل فتاة، خاصة اللواتي بلغن سنا يؤهلن للارتباط بفارس الأحلام.. فتراها تتنقل بين صفحات الصحة والجمال تارة بحثا عن وصفة تحقق لها القوام المثالي، ومن مركز إلى مركز، تنشد علاجا أو رياضة تضعها في القائمة المثالية..

كثير من الفتيات والنساء بقطاع غزة يخضن تجارب التنحيف، دون التقيد بقوانين صحية تماشيا مع موجة النحافة العالمية التي يقدمها الإعلام من خلال البرامج التلفزيونية والمواقع الالكترونية.

مراسلة "شمس نيوز" كشفت جزءا من خبايا الفتيات الباحثات عن الجسد المثالي من خلال الأعشاب والرجيم والرياضة..

ففي أحد مراكز العلاج بالأعشاب، جلست بين الفتيات أنظر إليهن، فرأيت من بينهم من يرتسم على وجهها خيوط القلق، ومنهن من أبدت الرضا لنتائج العلاج.

الوزن الزائد أزمة..

منى أحمد، طالبة جامعية تبحث عن أساليب لتخسيس وزنها، تقول لـ"شمس نيوز": الكل ينتقدني بسبب وزني الزائد, حتى أمي تسمعني نشرة صباحا ومساء، وتقول لي إنك لن تتزوجي بهذا الجسم الثقيل، وهذا دفعني للزيارة مركز متخصص بإنقاص الوزن".

وتضيف: استفدت كثيرا من العلاج، رغم أنني في الشهر الأول عانيت كثيرا، كان وزنى 80كيلو جرام، أخذت علاجا لمده 5 شهور، ونزل من وزني 10 كيلوغرامات، شعرت حينها بالثقة بنفسي, وأنوي الاستمرار حتى الحصول على وزن مناسب".

وزنى مثالي 

وفي سياق الموضوع، ترى الشابة مي ضبان، أن موضة العصر تكمن في الجسم النحيف، لتضيف: انضممت للمركز للأنقص من وزني وأصبح نحيفة مثل شقيقاتي، وبالإصرار والمداومة على العلاج  أصبحت مثل عارضات الأزياء.. هذا ما كنت أحلم به".

أما السيدة "أم عمر"، فتوضح أن وزنها زاد بعد أن تزوجت وأنجبت، بشكل مخيف، الأمر الذي تسبب لها بنوع من الخجل والانزعاج. وتردف بالقول: زوجي صار يقدم لي دروسا في الرشاقة والجمال، حتى اضطررت للاشتراك بمركز للياقة البدنية، وهذا أفضل من الأعشاب".

فيما ترى الفتاة نور الجعبرى أن النحافة مطلب جميع الفتيات، مبينة أن والداتها هي التي حثتها على ممارسة الرياضة وتطبيق عده أنظمة من الرجيم  في أحد المراكز المتخصصة".

وتكمل بالقول: عندما أقف على مؤشر الميزان أشعر بالقلق، أتمنى أن يصبح وزني مناسبا".

ثقافة المجتمع

الدكتور درداح الشاعر، أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى بغزة، يرى أن جسم الإنسان هو مصدر للسعادة أو الشقاء, وله علاقة بالثقافة المجتمعية من حيث الإقبال على الزواج، والحياة الأسرية والعلمية والعملية.

وقال الشاعر لـ"شمس نيوز": الفتيات هن الفئة الأكثر تأثرا بوسواس الرجيم، لذلك يلجأن إلى تناول الأعشاب ولعب الرياضة وممارسة اللياقة البدنية".

ويضيف: أثبتت الدراسات أن مادة السنيروين، وهى عبارة عن موصل عصبي موجود في مخ الإنسان، ترتبط ارتباطا هائلا بالقلق الذي يتعرض له الفرد , فكلما زاد وزن الفتاة يؤثر عليها سلبا بشكل كبير ويجعلها في اكتئاب وقلق وعدم ثقة في نفسها, ويؤدى هذا إلى العزلة وعدم الاختلاط بالمجتمع نتيجة الوزن الزائد".

ويوضح الشاعر أن هناك طريقة آمنة وفعالة للرجيم فقط، تكمن في اتباع نظام غذائي متوازن، مبينا أن النبي صلى الله عليه وسلم حث في أكثر من حديث على الاعتدال في الطعام, كقوله: ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه..".

الشغل الشاغل

من جهته، أشار الدكتور حازم برغوث، مدير مركز "تبارك" للأعشاب، والباحث في مشكلات الوزن الزائد، إلى أن السمنة مشكلة تؤرق الكثير من الناس، وهى إحدى الأسباب الرئيسية  للإصابة بالعديد من الأمراض.

وقال د.برغوث لـ"شمس نيوز": أصبح فقدان الوزن هو الشغل الشاغل لكثير من الشباب والشابات، خاصة الفتيات، فكثير منهن غير راضيات عن شكل أجسادهن".

ويؤكد برغوث أن الأعشاب وأدوية التخسيس بشكل عام تساعد في فقدان الوزن، إذا استخدمت بطريقة صحيحة، وتعطي نتائج جيدة "وهذا بالتأكد يحتاج لاستشارة طبيب التغذية، لأن كثيرين يذهبون إلى محلات العطارة ليأخذوا وصفة أعشاب دون استشارة طبيب، فينتج عن ذلك مشاكل صحية كثيرة".

وأضاف: الاعتدال في الوجبات اليومية، واختيار الطعام المناسب يساهم في إنقاص الوزن, وهنا نذكر المقولة الشهيرة في علم التغذية "تناول فطورك كالملوك, وغداءك كالبسطاء، وعشاءك كالفقراء" ومن يتحكم في طعامه, يتحكم في حياته".