شمس نيوز/عبدالله مغاري
كالعادة.. تجري إسرائيل مناورات عسكرية من وقت لآخر، وفي مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة, فتارة تجريها في الجنوب وتقول إنها تحاكي احتلال غزة أو تدمير الأنفاق, وتارة أخرى تجريها في الشمال وتقول إنها تحاكي حربا مع حزب الله اللبناني, ومما هو متعارف عليه، لا مناورة إلا وخلفها هدف.
وأجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مناورات عسكرية خلال الفترة الماضية, كان آخرها مناورة مفاجئة في مناطق غلاف غزة والنقب أمس الأربعاء دون الإعلان عن أهدافها.
خبراء عسكريون ومتخصصون بالشأن الإسرائيلي رأوا في أحاديث لـ"شمس نيوز" أن المناورات تأتي كمقدمة لاحتلال مدن في الضفة المحتلة فيما رأى آخرون أنها جاءت في سياق رسائل تبعتها إسرائيل للدول الخارجية, فيما استبعدوا جميعا أن تدخل إسرائيل حربا مع غزة في الوقت الحالي على الأقل .
احتلال مدن
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد يوسف الشرقاوي، يتوقع أن تكون المناورات الإسرائيلية الأخيرة, مقدمة لاحتلال أو إعادة احتلال مدن فلسطينية في الضفة الغربية .
وقال الشرقاوي لـ"شمس نيوز": أعتقد بأن هذه المناورات التي قامت بها إسرائيل كان من المفترض أن تقوم بها في وقت سابق, وأعتقد أنها سيناريو وبروفا لإعادة احتلال مدن فلسطينية وأرجح أن يكون الهدف مدينة الخليل".
ويبني العميد الشرقاوي توقعاته باحتلال الخليل على أن الجيش الإسرائيلي أدخل للمدينة مؤخرا لواء "كفير" المعروف بصرامة الانضباط، وهو أكثر لواء متطرف في الجيش, بالإضافة إلى أنه من أكثر الألوية التي تتلقى تدريبات.
يذكر آن لواء كفير هو أحد ألوية الجيش الإسرائيلي المتمركزة في الضفة, وشكل في التسعينات لمساندة القوات المدرعة في الضفة الغربية, ثم أصبح لواءا مختصا في قتال المدن, كما اشتهر اللواء منذ إنشائه بممارساته القمعية وأعمال التنكيل بحق السكان الفلسطينيين، إضافة إلى أن اللواء مسئول عن 70%عن الاعتقالات التي قام بها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
رسائل للخارج
المتابع للشأن الإسرائيلي عليان الهندي، يرى أن التدريبات الإسرائيلية الأخيرة تحمل رسائل للخارج وليس للفلسطينيين سواء بالضفة أو غزة.
وقال الهندي لـ"شمس نيو": التدريبات العسكرية رسالة للخارج وليس للداخل لسبب بسيط أن الضفة الغربية محتلة, وعدد الجنود الموجودين فيها أكثر من ضعف عدد الجنود الذين احتلوا الضفة والقدس عام 1967".
وأشار الهندي إلى أن إسرائيل لا تحتاج إلى تدريبات عسكرية في الضفة الغربية, بالإضافة إلى أنه لا يوجد مؤشرات بنية إسرائيل احتلال الضفة، مضيفا: الضفة الغربية محتلة وتتجول فيها إسرائيل كما تشاء وتدخل القرى الفلسطينية بمدرعات مضادة للرصاص وللأسلحة المتوفرة بأيدي أهل الضفة".
ولفت المتخصص في الشأن الإسرائيلي إلى أن التدخل الروسي في سوريا فرض معادلة جديدة لم تتعايش معها كثير من الدول, إلا أن إسرائيل أوجدت آلية مشتركة وتعاونت مع روسيا, من أجل عدم التصادم معها وتكرار ما حدث بين روسيا وتركيا، مستدركا: التقارير والتصريحات الإعلامية تشير إلى أن روسيا لن تتصدى إلى أي عمليات إسرائيلية في سوريا تستهدف كل من يعادي إسرائيل".
نصيب غزة
ولم تكن غزة خارج تحليل الخبير الشرقاوي والمختص الهندي، حيث لم يستبعدا أن تقوم إسرائيل بفتح معركة مع غزة، لكنهما أكدا أن إسرائيل لن تتمكن من دخول معركة مع القطاع في الوقت الحالي, كونها تعيش أزمة في الضفة, كون ذلك سيفاقم الأمور.
فيما يرى الهندي أن الأطراف المشاركة في حرب غزة غير معنية بتصعيد الأمور لتصل لحرب شبيهة بحرب,2014، لأن الأطراف -في نظر الهندي- لا تزال تدرس النتائج التي أوجدتها الحرب وتحاول وضع رؤى جديدة .
وزاد الهندي بالقول: إسرائيل ومن خلال إستراتيجيتها التي وضعتها قبل عام لا تتوقع حروبا مع دول، هي تتوقع انتفاضة في الضفة الغربية, وربما من أجل منع اندلاع انتفاضة شعبية كاملة في غزة والضفة يجوز الذهاب لتصعيد مع غزة لجذب الانتباه إلى القطاع".