شمس نيوز / عبدالله عبيد
لا شك أن علاقة مصر بقطاع غزة عامة وبحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بشكل خاص، ليست على ما يرام، بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يونيو من العام 2013، حيث زاد توترها في عهد النظام العسكري الذي يترأسه "عبد الفتاح السيسي".
وكون حماس جزءً لا يتجزأ من جماعة الإخوان المسلمين، فإن النظام المصري الحالي يرى بأن الأخيرة منظمة إرهابية في مصر، هذا الأمر بحسب محللين ومتابعين، هو ما وتّر العلاقة أكثر وأكثر بين النظام المصري وحماس.
وفي شهر "فبراير" الماضي، أعلنت محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة بأن كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، منظمة "إرهابية"، بالتزامن مع اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ترأسه عبد الفتاح السيسي الرئيس المصري الحالي، حيث ألغت المحكمة ذاتها هذا القرار بعد أربعة شهور من إصداره.
جزء من الإخوان
المحلل السياسي، د. مخيمر أبو سعده، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، يرى أن مصر تنظر إلى حركة حماس باعتبارها جزءً من تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، الذي هو في حالة عداء مع النظام المصري الحالي.
وذكر أبو سعده أن هذا الأمر هو من ولّد حالة العداء "وبالتالي مصر تريد من حماس أن تقطع علاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين"، مشيراً إلى أن هناك اتهامات مصرية لحركة حماس، بأنها تدعم العنف أو الإرهاب الذي يحدث في سيناء".
وقال في حديثه لـ"شمس نيوز": بالإضافة إلى أن مصر تريد من حماس تسليمها بعض الأشخاص".
واعتبر المحلل السياسي، فتح معبر رفح، المطلب الوحيد الذي تريده حماس من دولة مصر، منوهاً إلى أن حماس تضررت كثيراً بسبب إغلاق المعبر، وهذا ما انعكس سلبا أيضا على سكان القطاع، حسب أبو سعده.
مصالح سياسية
وعن عودة العلاقة بين حماس ومصر، أضاف: السياسية مصالح وإن التقت مصالح حماس مع مصر في يوم من الأيام أو فترة من الفترات من الممكن أن تتحسن هذه العلاقة".
واستشهد المحلل السياسي بالقول: هناك تطبيع في العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد خلاف طويل، وقطيعة بين روسيا وتركيا، ففي عالم السياسة كل شيء وارد"، معتبراً أن السياسية تحالفات مرحلية قائمة على المصلحة.
وأعرب عن توقعه، أن يكون هناك مصلحة بين مصر وحماس في محاربة الجماعات السلفية في سيناء، في المستقبل.
وشهدت منطقة سيناء عدة تفجيرات وأحداث راح ضحيتها عشرات القتلى من الجيش المصري، حيث أعلنت "ولاية سيناء" عن هذه الأحداث، الأمر الذي أدى إلى إغلاق المصريين لمعبر رفح البري، الذي يعد المتنفس الوحيد للغزيين.
واتهمت مصر حركة حماس بأنها تساعد أو تمول الجماعات الدينية في سيناء، من أجل زعزعة الأمن المصري هناك.
علاقة فكرية
وبحسب وجهة نظر، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، فإن ما يجمع حماس بالإخوان، هي علاقة فكرية وعاطفية وليست علاقة تنظيمية.
وقال لـ"شمس نيوز": الإخوان لا يتدخلون في الأمور الداخلية لحماس وكذلك العكس"، مبيّناً أن حماس تعتبر نفسها تنتمي للمدرسة الإخوانية، وتحمل الفكر الإخواني وترتكز إشكاليتها حول الصراع الإسرائيلي العربي.
وأضاف المدهون: لا أعتقد أن هناك إشكاليات أخرى ما بين حماس ومصر، فحماس حركة مقاومة تتبنى العمل المسلح"، منوهاً إلى أن التوتر الحقيقي هو في العلاقة بين حماس والسلطة الفلسطينية التي تجمعها مصالح مع النظام المصري الحالي.
وأوضح أن أحداث سيناء التي تربك القرار المصري، سبب في توتر العلاقات أيضا بين حماس ومصر، لافتاً إلى أن هناك مطالب مصرية من حركة حماس لمساعدتها في سيناء.
واستدرك بالقول: لكن حماس لديها خط واضح أنها لن تتورط بأي إشكالية مع أي طرف من الأطراف العربية، إن كان لصالح هذه الجهة أو تلك، وهذا بالتأكيد ما يؤزّم العلاقة ما بين حماس ومصر، على حد قول الكاتب المدهون.
صفحة وانتهت
وكان د. موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أكد أن علاقة الحركة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، لم تعد المشكلة التي بسببها تتأزم العلاقات مع النظام المصري الحالي، مشيرا إلى أن هذا الأمر "صفحة وانتهت".
وقال أبو مرزوق في تصريح نشره على صفحة الفيسبومك الخاصة به، أمس الثلاثاء: إن الحديث عن إشكالية العلاقة بين مصر والإخوان وحماس أوهام، تستفيد منها بعض الأطراف.
وأضاف: لا يزال يحلو للبعض الحديث عن الإخوان وحماس والنظام المصري، لأنه يعشق أن تبقى مشكلة حماس ومصر قائمة، والأشقاء في مصر لم يعودوا يتوقفوا عند هذا الكلام، وهذه صفحة تم إغلاقها، وإن كان هناك من ملفات تعيق العلاقة وانطلاقتها فليست هذه المسألة ضمنها".