شمس نيوز / عبدالله عبيد
تصوير/ حسن الجدي
في بيت صغير بدون باب ولا شبابيك، تعيش الحاجة فوزية أبو مصطفى (90 عاماً) وابنتها نعمة (55 عاماً)، التي رفضت الزواج كي تظل بجانب والدتها الوحيدة المتبقية في عائلتها، حيث هذا المنزل الذي يقع في جنوب قطاع غزة بمدينة خان يونس، والذي يشبه الكهف المهجور، لا يؤويها من حر صيف ولا من برد شتاء قارص.
حياة الحاجة فوزية تشبه حياة البدو القدامى الذين كانوا يعيشون في صحراء ويستخدمون النار والحطب في طهي طعامهم وأكلاتهم، فقد أرجعتنا هذه المرأة قرونا إلى الوراء على الرغم من تطور الحياة وأساليبها المعتمدة على التكنولوجيا.
لكن.. يبقى الفقر الذي بدا واضحاً على تجاعيد وجه تلك التسعينية، ينهش جسدها وابنتها الوحيدة.
لتقول الحاجة فوزية لـ"شمس نيوز": انكتب علينا الفقر من يومنا يا ستي، فلما تهجرنا من قرية رهط (إحدى القرى الفلسطينية التي استعمرها الاحتلال الإسرائيلي عام 1948) كان عمري15 سنة، وأجينا على غزة وبعدها استقرينا في خان يونس".
وتضيف أبو مصطفى وعلامات التعب واليأس قد بدت واضحة من نبرة صوتها، قائلة: ولا حدا بيجي يزورنا، ولا حتى المسؤولين بقدمولنا مساعدات، غير إنه بنتي نعمة هي اللي بطعميني وبتشربني، وهي الوحيدة إللي ضايلة في حياتي"، مشيرة إلى أن لديها قطعة أرض صغيرة بجانب بيتها تزرع فيها لطعامها فقط.
وأوضحت أنه لا يوجد مكان لها سوى هذا المكان، الذي لا تقبل أن تسكنه الدواب والحيوانات، فجدرانه المتسخة دليل على شدة الفقر الذي تعيشه تلك الحاجة.
وتكمل الحاجة بالقول: لما بدها نعمة تطبخ بتولع النار على الحطب وبناكل من إللي زرعته إلنا في الأرض"، لافتة إلى أنهم عندما يريدون ماء تذهب ابنتها نعمة لتحصيله من خلال كارة "عربة حمار" الخاصة بهم، للحصول على بعض من زجاجات الماء من المدينة التي تبعد عنهم مسافة كبيرة.
وكان بيان صادر عن البنك الدولي في 28 سبتمبر/ أيلول 2015، أكد أن الفلسطينيين وفي قطاع غزة بالأخص الذي يعد أكثر المناطق فقراً بالعالم، ازدادوا فقرًا خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل متسارع، نتيجة للأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح التقرير أن ربع الفلسطينيين في الوقت الحالي يعيشون في ظروف من الفقر الشديد.