عادةً ما يعاني الموظف الذي يعمل ساعات طويلة أمام شاشات الحاسوب من آلام في الظهر والرقبة وعدم وضوح الرؤية والصداع. ولكن يمكن للموظف من خلال اتباع بعض النصائح والإرشادات البسيطة والجلوس على مكتب مريح، تجنب العديد من هذه الأعراض المؤلمة.
ونستعرض هنا أبرز الأجهزة المكتبية وكيفية التعامل معها بطريقة صحية صحيحة:
أولا: الشاشة
من الأمور غير الجيدة أثناء العمل أمام الحاسوب وضع الشاشة على المكتب بحيث تكون هناك مسافة كبيرة بينها وبين المستخدم، أو أن يكون الموظف مستندا إلى الخلف لمسافة بعيدة.
وأوضح كريستيان هيرتسوغ من الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العاصمة الألمانية برلين، أنه كي يضمن الموظف طريقة عمل مريحة، فإنه ينبغي عليه أن يراعي أن يكون الرأس والجزء العلوي من الجسم في الوضع الطبيعي.
ومن المهم أن تكون المسافة قصيرة بين الموظف وشاشة الحاسوب. وأوضحت ساشا فيشنيوسكي، من المعهد الاتحادي للسلامة والصحة المهنية، أنه يجب أن تبلغ المسافة بين المستخدم والشاشة خمسين سنتيمترا على الأقل، ومن الأفضل أن تصل إلى سبعين سنتيمترا عند استعمال الشاشات ذات قياس 17 بوصة.
بالإضافة إلى أن الشاشات القابلة للتدوير والإمالة أو القابلة للضبط من حيث الارتفاع توفر مزايا إضافية للمستخدم، من خلال إمكانية مواءمتها مع وضع الجلوس الخاص بالموظف.
ولتجنب الانعكاسات، ينبغي ضبط الشاشة في زاوية قائمة مع النوافذ والمصابيح الموجودة في المكاتب وأماكن العمل.
ثانيا: حجم الخط
إذا كانت النصوص تظهر بحجم صغير للغاية على الشاشة، فإن ذلك يجهد العين دون داعٍ. وتنصح الخبيرة الألمانية ساشا فيشنيوسكي بضبط حجم الخط بين 11 و14، وذلك عندما يجلس المستخدم على مسافة خمسين سنتيمترا من الشاشة.
وهناك العديد من البرامج التي تتيح للمستخدم إمكانية ضبط حجم الخط المعروض على الشاشة. وأشار كريستيان هيرتسوغ إلى أن جميع برامج التصفح الشائعة تمكن المستخدم من تعديل حجم الخط سواء بالتكبير أو التصغير عن طريق الضغط المتزامن على زري «Ctrl، +» وكذلك «Ctrl، -».
ثالثا: لوحة المفاتيح
عادةً ما تتوافر لوحات المفاتيح الجيدة بتكلفة مرتفعة، ونصحت الخبيرة الألمانية ساشا فيشنيوسكي باستعمال لوحات المفاتيح ذات الأسطح الساطعة والحروف التي يمكن قراءتها بوضوح، بالإضافة إلى أن سطح الأزرار ينبغي أن يكون مقوسا للداخل بعض الشيء.
ويمكن للمستخدم الذي يكتب كثيرا على الحواسب، الاستفادة من لوحات المفاتيح الخاصة التي تشتمل على نطاقات أزرار مقسمة. وتتيح مثل هذه الموديلات وضعا لليدين أكثر طبيعية.
وتنصح هيئة التأمين الصحي في ولاية بافاريا الألمانية المستخدم بوضع مسند الرسغ على مسافة خمسة إلى عشرة سنتيمترات أمام نطاق الأزرار، وهذا يوفر على المستخدم ألا تكون مفاصل المعصم منثنية باستمرار أثناء الكتابة. ومن الأفضل أن يتم نصب لوحة المفاتيح بشكل مرتفع من الخلف أو في المنتصف.
رابعا: الفأرة
يمكن للمستخدم تجنب متلازمة الإجهاد المتكرر المؤلمة من خلال استعمال الفأرة المناسبة، إذ يجب في البداية أن تتناسب الفأرة مع حجم اليد، بمعنى أن تتطابق مع حجم سطح اليد المقوس. وعند تجريب الفأرة ينبغي مراعاة أن يكون الوصول إلى جميع الأزرار بها بسهولة ودون أن تكون هناك إجهادات وتمدد للأصابع.
وإذا كان المستخدم يعاني من أية مشكلات مع الفأرة العادية، فيمكنه استعمال لوحات الفأرة ذات مسند الرسغ، كما تتوافر الفأرة العمودية أو كرات التتبع للمستخدم الذي يعاني من آلام الشديدة في مفاصل المعصم.
خامسا: اللابتوب
بالرغم من أن أجهزة اللابتوب والحواسيب اللوحية توفر للمستخدم العديد من المزايا على صعيد سهولة الحركة، فإنها تنطوي على عيوب بشأن راحة العمل، نظرا لأن هذه الأجهزة الجوالة تأتي بشاشات ذات حجم أقل من الحواسب المكتبية التقليدية، كما أنها تشتمل على الشاشة ولوحة المفاتيح والفأرة ولوحة اللمس في جسم واحد.
وأوضح كريستيان هيرتسوغ أن العمل فترات طويلة على أجهزة اللابتوب يؤدي إلى ظهور مشكلات بسبب زاوية الرؤية غير المناسبة إلى أسفل. وفي مثل هذه الحالات يمكن استعمال لوحة مفاتيح خارجية وفأرة، مع إمكانية استخدام شاشة خارجية. وفي حالات الطوارئ يجب نصب جهاز اللابتوب على وضع مرتفع بعض الشيء.
وتنصح ساشا فيشنيوسكي بضرورة وضع جهاز اللابتوب على طاولة العمل وعدم وضعه في حجر المستخدم عند العمل عليه فترات طويلة.
سادسا: طاولة العمل
إلى جانب وضع الشاشة وحجم الخط والإضاءة ولوحات المفاتيح المريحة، فإن طاولة العمل يجب أن تستوفي بعض الاشتراطات، ومنها ألا تكون قصيرة، مع أن يزيد طولها على 72 سنتيمترا.
ومن الأفضل أن تكون قابلة للضبط على نطاق يتراوح بين 68 و76 سنتيمترا، ويوفر سطح العمل بأبعاد 160 × 80 سنتيمترا مساحة عمل كافية. ولا يجوز أن يتم وضع الأجهزة الأخرى -مثل الطابعات- على طاولة العمل، لأن مثل هذه الأجهزة يصدر عنها ضجيج واهتزازات أثناء العمل.
المصدر : الألمانية