شمس نيوز / صالح النعامي
كيف يحدث أن تتبرع قيادات نافذة في حماس من خلال إطلالاتها الجماهيرية والإعلامية بالإبلاغ عن مخططات الحركة بشأن الأنفاق، مما أفضى إلى تكثيف إجراءات الصهاينة ضد الأنفاق...
ألا يعني هذا طعنة في ظهور أولئك الأبطال الذين عملوا لأيام طويلة من أجل الإعداد للمعركة القادمة، وضحوا بأرواحهم في سبيل ذلك.
كيف يحدث أن ينفي وزير الحرب الصهيوني يعلون وصول الأنفاق للمستوطنات القريبة من القطاع ويخرج من حماس من يؤكد أن الانفاق تجاوزت الخط الحدودي....
ألا يعلم هذا وغيره أنهم أسهموا فقط في تحشيد الرأي العام والنخبة السياسية الإسرائيلية للقيام بإجراءات عسكرية أكثر حدة ضد الأنفاق، وقد تنتهي إلى شن حرب جديدة.
إسرائيل ستتسلح بتصريحات قيادات حماس حول الأنفاق في مراكمة شرعية دولية لأي عدوان إسرائيلي قادم على القطاع، وقتما يخدم شن الحرب مصالحها.
إن إسرائيل تدعي أنها تدرك أن حماس غير معنية بحرب جديدة، كما أن هناك ما يدلل على أن تل أبيب غير معنية لأسبابها بمثل هذه الحرب، لكن التصريحات اللامسؤولة التي صدرت عن بعض قيادة الحركة ستمنح أنصار شن الحرب في تل أبيب الكثير من الوقود.
ألا يعلم هؤلاء أنه بالإضافة لمآسيها المعروفة، فأن حرباً جديدة على غزة يعني توجيه ضربة موجعة لانتفاضة القدس وستعمل على تهاوي الرهانات الوطنية على هذه الانتفاضة العظيمة التي يمكن أن تؤسس لتغيير مسار القضية الفلسطينية.
ألا تشكل هذه خدمة مجانية لعباس ونهجه التفريطي.
هذه ليست المرة الأولى التي قام بها مسؤولون في حماس بتسريب معلومات يفترض أن تكون سرية في لقاءات إعلامية.
إن استقالة مشعل مستحقة لأنه يتضح بشكل كبير غياب المساءلة في صفوف قيادة الحركة، حيث أنها ليست المرة الأولى التي يفضي فيها تسيب بعض القيادات الإعلامي إلى أضرار كبيرة.....يفترض أن يكون لمشعل رأي ودور إزاء ما يحدث.
إن كان عباس وزمرته لا يمكن أن يمثلوا الشعب الفلسطيني بسبب نهجهم التفريطي فأن سلوك بعض قيادات حركة حماس يرسم غيوماً من الشك لدى قطاعات من الفلسطينيين حول أهلية الحركة لتشكيل بديل.
المقال يعبر عن رأي صاحبه