شمس نيوز/صلاح سكيك
لا يكاد ينتهي العالم من تشخيص وباء فتاك، حتى يخرج آخر أشد فتكا يجبر أكثر الدول التقدما في مجال الطب على دق ناقوس الخطر وإعلان حالة الطوارئ. ففي السنوات العشرة الأخيرة، ظهرت أمراض خطيرة، منها انفلونزا الطيور والخنازير، مرورا بالايبولا، ووصولا إلى فيروس "زيكا" الذي قتل عشرات الأشخاص في الدول التي ظهر فيها خلال فترة وجيزة.
"زيكا" أصبح الاسم الأكثر تداولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الإخبارية، وهو مرض ينتقل بلسعات البعوض وخاصة "بعوض النمر"، أو "بعوضة الزاعجة المصرية" ويتسبب بأعراض شبيهة بالإنفلونزا العادية (ارتفاع حرارة الجسم وصداع في الرأس وألم في المفاصل)، لكنه يمكن أن يؤدي لدى الحامل إلى تشوه جيني في الجنين الذي يمكن أن يولد بجمجمة أصغر من الحجم الطبيعي، وهو ما يعرف بصغر الرأس.
وبما أن العالم أصبح قرية صغيرة.. فهل من الممكن أن يصل هذا المرض إلى فلسطين؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟
فلسطين خالية من المرض
د. ياسر بوزيه، مدير عام الصحة العامة بوزارة الصحة الفلسطينية، طمأن المواطنين بأن فايروس "زيكا" غير موجود في البلاد ، لعدم وجود الوسيط الناقل، وهو بعوض النمر، حيث ينتشر هذا النوع من البعوض في المناطق المدارية الحارة.
وقال بوزيه لـ"شمس نيوز": وزارة الصحة تتابع مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الإقليمية مستجدات المرض وتنفذ الوصايا المنوطة بها منعا لانتشار المرض في فلسطين، مؤكدا أن الوزارة تقوم برش المناطق التي يتكاثر فيها البعوض للقضاء عليه.
إرشادات للوقاية
وقدم بوزيه بعض الإرشادات للمواطنين والتي تجنبهم الإصابة بالمرض، حيث قال: نشاط البعوض يزداد في فترة الصباح وقبل مغيب الشمس، فيفضل عدم التواجد في هذه الفترة بالقرب من برك ومستنقعات وخزانات المياه التي تعتبر ملاذا للبعوض.
ونصح أيضا عند فتح النوافذ وضع شبك خارجي وإحكام إغلاقها عند المساء، بالإضافة لاستخدام مواد مكافحة البعوض التي تباع في الصيدليات.
وأوضح أن الصحة أعدت خطة متكاملة تخوفا من أي طارئ قد يحدث، خصوصا وأن فصل الصيف ينشط فيه جميع أنواع البعوض.
زيكا في العالم العربي ..
أما مدير دائرة الطب الوقائي بوزارة الصحة د. مجدي ضهير ، فقال لـ"شمس نيوز" إن فرصة انتشار الفيروس في الوطن العربي ممكنة لانتشار البعوض فيها، بالإضافة لأجوائها الحارة، القريبة من الأجواء المدارية ، حيث اعتبر دولا مثل مصر والسعودية واليمن بالإضافة لدول عربية أفريقية مثل السودان والصومال وموريتانيا هي الأقرب لأن ينتشر بها الفيروس.
وقلل ضهير من فرصة انتشار المرض في منطقة بلاد الشام لتميز مناخها ولعدم قدرة البعوض على العيش فيها.
مخاطره وأعراضه
د. نضال غنيم رئيس قسم الأوبئة بوزارة الصحة ،ذكر بأن زيكا مرض قديم، حيث تم اكتشاف أول حالة منه عام 1952 بأوغندا ، موضحا أن أعراضه كأعراض الأمراض الفيروسية الأخرى ،حيث يصاب المريض بارتفاع درجات الحرارة والحُمى والتَوعك والطفح الجلدي والتهاب قرنية العين، بالإضافة إلى صُداع وآلام في العضلات والمفاصل، وعادةً ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتستمر لمدة تتراوح ما بين يومين إلى 7 أيام.
وأضاف غنيم لـ"شمس نيوز" أن السبب في تسليط الضوء على زيكا هو انتشاره السريع في العالم، بالإضافة لتأثيره الخطير على الأجنّة في بطون النساء الحوامل، موضحا أن المرض يتسبب بتشوهات خلقية عند الأطفال.
ويرجع غنيم أسباب صغر رأس الطفل المصاب بزيكا للتشوهات الخلقية التي تحدث له وهو في بطن أمه "وهذا هو السبب الرئيس في وفاة هؤلاء الأطفال بعد فترة وجيزة من ولادتهم".
لا علاج ولا لقاح
لا يوجد أي علاج أو لقاح بعد للفيروس، وحسب مختبرات دولية ، فقد بدأت اختبارات تخليق لقاح مضاد لزيكا.
والعلاج الوحيد المتوافر هو في تخفيف الآلام من خلال تناول المسكنات، أما طرق الوقاية فهي تفادي الإصابة بلسع البعوض وارتداء ملابس تغطي الجسم وطاردة للناموس واستخدام مبيدات الحشرات والناموسيات.
من الجدير ذكره بأن منظمة الصحة العالمية حذرت من الانتشار السريع للبعوض الناقل لفيروس زيكا، وحذرت أيضا السيدات الحوامل من الوصول إلى المناطق الموبوءة حتى لا ينتقل إليهن المرض ثم إلى الأجنّة .
وتوقعت أن يصل عدد المصابين في الأميركيتين إلى ما بين ثلاثة وأربعة ملايين شخص خلال هذا العام.