ذهبت أكثر من صحيفة إسرائيلية اليوم إلى أن دخول جنديين إلى مخيم قلنديا كاد يعيد سيناريو بداية الانتفاضة الثانية أواخر عام 2000، وينقل الأحداث من العمليات الفردية إلى الانتفاضة الثالثة بصورة كاملة.
وقال مراسل يديعوت أحرونوت أليئور ليفي، إن مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة القدس، تحول إلى معقل كامل للعمليات الفلسطينية المعادية لإسرائيل، وهو ما جعل الجنود الإسرائيليين يعلقون داخل أروقة المخيم ليلة الثلاثاء عدة ساعات، وكاد الحادث أن ينتهي بعملية قتل قاسية لهم، إلا أن معجزة حالت دون وقوع ذلك.
وأضاف ليفي أن العادة جرت أن يدخل الإسرائيليون إلى مناطق فلسطينية في الضفة الغربية خاضعة بصورة كاملة للسلطة الفلسطينية، مصنفة مناطق "أ"، تقوم بإدارتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تقوم بالتنسيق الأمني الكامل مع نظيرتها الإسرائيلية، وينظمون جولات ميدانية مع بعضهما بعضا.
لكن جنديين إسرائيليين دخلا مخيم قلنديا -المصنف في المناطق "سي"- الذي يعتبر منطقة إسرائيلية كاملة، لكنه يعد الأكثر خطورة على الإسرائيليين في معظم مناطق الضفة الغربية، ويزيد عدد سكانه على عشرة آلاف فلسطيني، ويقع خارج جدار الفصل بين شمال القدس ورام الله.
وقد بات كل دخولٍ للجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات اعتقال داخل المخيم، عملية معقدة وتصطدم بحالات مواجهة من سكانه، عبر إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة، ويتخلل ذلك سقوط عدد من القتلى الفلسطينيين.
حادث دخول الجنديين إلى مخيم قلنديا كاد أن ينتهي بنفس نهاية واقعة حصلت في رام الله بداية الانتفاضة الثانية أواخر عام 2000، إذ أسفرت عن مقتل جنديين داخل المدينة الفلسطينية، وشكلت انعطافة خطيرة في أحداث الانتفاضة وتصعيدا كارثيا في علاقة الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما كان بالإمكان أن ينتهي الحادث بوقوع الجنديين بين أيدي الجموع الفلسطينية في المخيم، ليسفر عن نتائج بعيدة المدى لا يتصورها أحد.
المراسل العسكري لصحيفة معاريف نوعام أمير من جهته، نشر تفاصيل التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي، وتبين له أن الجنديين دخلا بمركبة عسكرية غير محصنة إلى مخيم قلنديا عقب خطئهم في معرفة الطريق، لأنهم اكتفوا بالتقنية الإلكترونية، وبدل أن يذهبوا باتجاه مستوطنة "بيت إيل" وصلوا إلى مدخل بلدة الرام الفلسطينية.
وتلقت فرقة الضفة الغربية في الجيش الإسرائيلي من أحد الجنديين بلاغا بأنهما عالقين في المخيم، حيث تمكن الفلسطينيون من التعرف عليهما، وبدؤوا بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة نحوهما، مما أدى لإحراق المركبة بينما كان الجنديان داخلها، وخرجا منها فور اقتراب الفلسطينيين منهما واشتعلت النيران فيها.
وقال نوعام، إن حادث قلنديا كان بإمكانه أن ينقل الأحداث من العمليات الفردية إلى الانتفاضة الثالثة بصورة كاملة، وهو ما يتطلب من الجيش الإسرائيلي التعامل مجددا مع ظاهرة مخيم قلنديا الذي تحول رويدا رويدا إلى معقل محوري للعمليات العدائية.
الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال موتي ألموز، قال لمعاريف إن الحادث الذي استمر قرابة ساعة وربع الساعة، كان يمكن أن يسفر عن إشعال الوضع الميداني وتدهوره، لأن الاستخلاصات تشير إلى أن اكتفاء الجنود الإسرائيليين بتقنية "جي بي أس" ليست كافية من الناحية الأمنية.
وفي السياق نفسه، نقل المراسل العسكري لذات الصحيفة (يديعوت أحرونوت) يوآف زيتون عن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، قوله إن السلوك السريع للجيش الإسرائيلي منع وقوع نتائج وخيمة في المخيم، وطالب بالتحقيق في كيفية وصول الجنديين إلى المخيم، منتقدا اكتفاءهما بتقنية "جي بي أس" لدخوله.