غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر بعد 12 عاما على اغتياله.. الشيخ أحمد ياسين لا زال حاضرا

شمس نيوز/غزة-وكالات

قبل 12 عامًا، وفي مثل هذا اليوم (22 مارس/ آذار 2004)، اغتالت إسرائيل، الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن طريق قصفه بثلاثة صواريخ، أطلقتها مقاتلات جوية، عقب تأديته صلاة الفجر بالقرب من منزله شرق مدينة غزة.

وأسسّ الشيخ ياسين، برفقة مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، في 14 ديسمبر/كانون أول 1987، تنظيما لمقاومة "الاحتلال الإسرائيلي" أطلقوا عليه اسم "حركة حماس".

وانتشر نفوذ الحركة بشكل كبير، بعد انخراطها القوي في "مقاومة" الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة.

وولد الشيخ ياسين في 28 حزيران/يونيو عام 1936، في قرية الجورة قضاء المجدل، الواقعة جنوب (فلسطين التاريخية).

وعقب الإعلان عن دولة إسرائيل في عام 1948، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، لجأ ياسين مع أسرته إلى قطاع غزة.

وتعرض ياسين في "شبابه"، لحادثة كسر في فقرات العنق، أثناء ممارسته الرياضة، أدت إلى إصابته بشلل في أطرافه.

وعمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية، في مدارس غزة، وأصبح فيما بعد من "خطباء" المساجد المشهورين في القطاع.

وتبنى ياسين، منذ صباه، أفكار جماعة الإخوان المسلمين التي أُسست في مصر على يد حسن البنا.

واعتقلته إسرائيل عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيمٍ عسكري، والتحريض على إزالة إسرائيل من الوجود، وصدر بحقه حكم بالسجن 13 عامًا.

لكن إسرائيل عادت وأفرجت عنه، عام 1985 في عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة).

وفي العام 1987، أسس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأعادت إسرائيل اعتقال ياسين، عام 1989، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، إضافة إلى 15 عامًا، على خلفية التحريض على أسر وقتل جنود إسرائيليين، وتأسيس "حماس" بجهازيها العسكري والأمني.

وأطلقت إسرائيل سراح ياسين، في عملية تبادل أخرى في أكتوبر/تشرين الأول، عام 1997 جرت بين الأردن وإسرائيل، في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، خالد مشعل في العاصمة الأردنية "عمان".

وفي مقابل الإفراج عن ياسين، أفرجت الأجهزة الأمنية الأردنية عن اثنين من عملاء الموساد اللذين حاولا اغتيال مشعل.

وفي 22 مارس/آذار 2004 اغتالت إسرائيل الشيخ "ياسين"، عن طريق قصفه بثلاثة صواريخ أطلقتها مقاتلات جوية، بعد خروجه من صلاة الفجر في مسجد "المجمع الإسلامي" القريب من منزله بحي الصبرة شرق مدينة غزة.

وقتل مع الشيخ ياسين، 7 فلسطينيين بعضهم حراسه الشخصيين، بالإضافة إلى بعض المصلين.

ورغم مطالب العديد من القيادات الإسرائيلية "العسكرية والسياسية"، بتصفية الشيخ ياسين، ردا على سلسلة العمليات التي نفذها الجهاز العسكري لحركته، منذ بداية اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية (سبتمبر/أيلول 2000)، والتي أسفرت عن مقتل وجرح المئات من الإسرائيليين، إلا أنها لم تجرؤ على ذلك، وفق ما يرى مراقبون، نظرا للمكانة المعنوية والاعتبارية الكبيرة، التي كان يحظى بها على مستوى العالم العربي والإسلامي.

غير أن الحكومة الإسرائيلية، بزعامة رئيس الوزراء الراحل، أرئيل شارون، وجدت ضالتها، والمبرر لتنفيذ الاغتيال، في أعقاب تنفيذ كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، (بالاشتراك مع جماعة "شهداء الأقصى")، لعملية عسكرية كبيرة في ميناء أسدود الإسرائيلي، الواقع على ساحل البحر المتوسط، شمال قطاع غزة.

وأسفرت العملية التي وقعت بتاريخ 14 مارس/آذار 2004، عن مقتل 10 إسرائيليين، وجرح 20 آخرين، حينما نجح عنصران من حركة حماس، وكتائب شهداء الأقصى، باقتحام الميناء المحصن، وتفجير نفسيهما في تجمع للجنود والعاملين فيه.

واعتبرت إسرائيل، العملية، تعديا على الخطوط الحمراء، من قبل حركة حماس، نظرا لكون ميناء اسدود "منشأة حساسة ذات مكان استراتيجية هامة للغاية"، و"رمزا من رموز الدولة"-حسب مراقبين.

وفي أعقاب العملية سارع وزير الجيش الإسرائيلي، شاؤول موفاز وقتها، بالعودة لتل أبيب قادما من واشنطن، ليعقد اجتماعا مع قيادات الأجهزة الأمنية في إسرائيل، صدر عنه قرار بـ"إلغاء الفروقات بين القيادة العسكرية والروحية لحركة حماس".

وفي تاريخ (16 مارس/آذار)، اجتمع المجلس الوزاري المصغر الكابينت، واتخذ قرارا بتنفيذ "عملية دراماتيكية، وليس رد فعل عادي"، ليتضح فيما بعد أن المقصود كان اغتيال الشيخ أحمد ياسين، حسب مراقبين.

وقد ذكرت الصحف الإسرائيلية وقتها أن رئيس هيئة الأركان العامة (موشيه يعلون) ووزير الجيش (شاؤول موفاز) قادا العملية مباشرة، وأعلما رئيس الوزراء (شارون) المتواجد في بيته بنجاحها.

وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا رسميا، أكد فيه مسؤوليته عن تصفية ياسين وقالت إنه يتحمل المسؤولية المباشرة عن مئات القتلى والجرحى الإسرائيليين.

وصرح موفاز قائلا للصحافة الإسرائيلية:" كان أحمد ياسين قائدا إرهابيا أرسل مئات الإرهابيين، الشيخ ياسين هو بن لادن الفلسطيني، أنا أعتقد أن المس بقياديي الإرهاب هو واجب وحق الحكومة الإسرائيلية".

ورغم مرور 12 عاما على اغتيال الشيخ ياسين، إلا أن أسرته أبقت على مقتنياته على حالها، وحولت منزله "المتواضع" إلى "متحف"، لاستقبال الزوار من جميع أنحاء العالم، بعد أن انتقلت للسكن في منزل آخر مجاور.

وخلال الأعوام السابقة، زار منزل الشيخ ياسين، العشرات من الوفود الفلسطينية، والعربية والإسلامية.

وللشيخ ياسين، تسعة أبناء، منهم ثلاثة ذكور، وست إناث، ومن بين بناته اثنتين، قُتل زوجيهما على يد الجيش الإسرائيلي.

مدرسة المقاومة..

من جانبه، قال إسماعيل الأشقر، القيادي في حركة حماس، في الذكرى السنوية الـ 12 لاغتيال الشيخ أحمد ياسين إنه كان مدرسة في كل جوانب الحياة التي مارسها.

وأشار في حديث لوكالة "قدس برس" أن تركيز "الشيخ الشهيد ياسين" كان في الدرجة الأولى على المقاوم "نظرًا لأننا نعيش في مرحلة تحرر وطني فلسطيني، وما زلنا نرزح تحت الاحتلال".

وأضاف: "الشيخ كان يعتقد ويُؤمن بأن اللغة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال، والسبيل الوحيد للتحرير هي المقاومة، وبتعزيزها في حماس فكرًا وعملًا".

وذكر القيادي في حماس أن الشيخ ياسين كان يدعم كل الفصائل والتنظيمات، "حتى الأشخاص الذين من الممكن أن يقوموا بأعمال عسكرية  فردية أو جماعية كان يوفر لهم السلاح".

وأكد أن حركة حماس "لا زالت حتى الآن تدعم العديد من التشكيلات والأجنحة العسكرية الداعمة للمقاومة، والتي تعتقد أن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين"، مشيرًا إلى أنها بذلك "تسير على خطى الشيخ ياسين".

تسليح الجيش الشعبي..

وكشف الأشقر أن الشيخ ياسين عمل في عام 2001 على تسليح "الجيش الشعبي" لحركة حماس، مشيرًا إلى أنه كان يدعو كل الشباب الذين يستطيعون شراء السلاح أن يساهموا بجزء من المبلغ على أن تساهم الحركة بالجزء الآخر.

وأضاف: "إن الهم الأوحد والوحيد للشيخ ياسين آنذاك كان تجهيز الشباب للتصدي للاحتلال، وكان واضحًا أن حركة حماس كانت تواجه المحتل في العديد من المواجهات الشرسة والصعبة قبل وأثناء الحروب الثلاثة وتتصدى للتوغلات والاجتياحات".