غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر غزة تستقبل المونديال بـ"الباع والذراع"

شمس نيوز / عبدالله عبيد

كما كل العالم في أرجاء المعمورة، يحبس الفلسطينيون أنفاسهم بانتظار انطلاق صافرة أول مباريات مونديال البرازيل 2014، والذي يستهل اليوم بلقاء يجمع البرازيل بكرواتيا. ويستعد الغزّيون لإعلان منع التجول والتزام البيوت وروابط تشجيع الأندية والمقاهي، ليشجعوا الفرق المفضلة لديهم.

وتعتبر روابط تشجيع الأندية الرياضية، من أبرز المعالم الشعبية في قطاع غزة، كرابطة مشجعي نادي الزمالك والأهلي وريال مدريد وغيرها.. والتي تجمع الشبان على مدار أيام كأس العالم.

اهتمام الشباب

الشاب عمر عبد (25 عاما) أبدى ترحيبه بمراكز روابط تشجيع كرة القدم الموجودة في قطاع غزة، والتي تعمل على تجميع الشباب الفلسطينيين وتوحيدهم في إطار فريق واحد، على حد قوله.

وزاد عبد في حديثه لـ"شمس نيوز": الشباب الآن وأنا واحد منهم ما يهمنا هو حضور مباريات كاس العالم، ولا شيء آخر، هي من تُمتعنا وننتظر مباريات كرة القدم للفريق الذي أشجعه على أحر من الجمر"، مشيراً إلى أن كرة القدم أصبحت مثار اهتمام أغلب شباب قطاع غزة.

وأضاف: عند موعد أي مباراة للفريق الذي أشجعه أذهب إلى الرابطة أنا وأصدقائي، والجميع يشجعون فريقا واحداً، وهذا أجمل ما في الأمر، لا مناوشات بين المشجعينً، لأن من يحضر لرابطة معينة يكون من مشجعي الفريق فقط".

وأوضح الشاب عبد أن الأوضاع السياسية التي يعيشها قطاع غزة، والانقسام الذي شهدته غزة أكثر من سبعة أعوام وعدم وجود فرصة عمل، جعلت الشباب يأخذون جانب الرياضة مفراً من هذا الواقع المرير الذي يعيشونه.

توطيد العلاقة

في هذا السياق، أوضح رئيس رابطة مشجعي نادي الزمالك في غزة ماهر حميد أن رابطته وغيرها من الروابط الموجودة في قطاع غزة هدفها توطيد العلاقة بين الجماهير الفلسطينية والرياضية، وتجسيد العلاقة بين محبي الكرة الفلسطينيين والشعوب والأندية الأخرى.

وبيّن حميد في حديثه لـ"شمس نيوز" أن لهذه الروابط أشياء كثير مميزة، حيث تتواصل مع جميع المراكز والأندية الفلسطينية في غزة، ومع إدارة الأندية المسماة باسمها، ونقل مشاعر وحب جماهير لتلك الأندية لجماهيرها، مشيراً إلى أنها تجمع الشباب الفلسطيني بعضهم مع بعض للتعارف وتخفيف العبء عنهم.

وقال: نحن كرابطة نقوم بعدة أنشطة، منها قيام مهرجانات واحتفالات وتكريم بعض الرياضيين ومحبي كرة القدم، ونقدم أياما ترفيهية ورحلات للمنتسبين إلى الرابطة"، مستبعداً أن تبعد الرياضة الشباب الفلسطيني عن قضيتهم الأساسية.

وأضاف حميد: نحن كرابطة نقدس قضيتنا الفلسطينية، حيث نفذنا وقفة أمام مقر الصليب الأحمر لمساندة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، وطالبنا بالإفراج عنهم جميعاً، وهذا دليل أن الرياضة تعمل على تفعيل الناحية الوطنية بما أننا نكون مجتمعين، ونرفع علم فلسطين على أبواب الرابطة وأثناء التشجيع".

دعم الرياضة

بدوره، أكد عبد السلام هنية، الحاصل على جائزة أفضل شخصية رياضية لعام 2013 في فلسطين أن موضوع الروابط مهم جداً لمساعدة الرياضة العربية والدولية، مبيّناً أن كل هذا الجهد ينصب من أجل تشجيع الوطن، "وهذا ما شاهدناه من رابطة مشجعي الأهلي أو مشجعي الزمالك وغيرها الموجودة في قطاع غزة".

وشدد هنية لـ"شمس نيوز" على أن هذه الروابط تقوم من خلال عملها المتواصل بدعم الرياضة الفلسطينية وإقامة الاحتفالات ومشاركة المناسبات الوطنية والرياضية، مشيراً إلى أن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة بفعل مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، ومن خلالها بدأت الرياضة بالانتشار لدى الشباب الفلسطيني.

وقال : وجود حافز لدى الشباب إلى التشجيع والمشاركة بالتحديد في فلسطين وغزة هو شيء جميل من أجل كرة القدم"، مستدركاً: ولكن ما يميز الشاب الفلسطيني أنه في مجال الرياضة يكون رياضياً، وفي مجال المقاومة يكون مقاوماً وله في مجالات أخرى، وهذه ميزته".

ورأى هنية أن جهود كل شبابنا وروابطنا "تنضم تحت الهدف المنشود وهو الارتقاء بوطننا فلسطين".

فراغ نفسي

من جهته، قال الأخصائي النفسي د. درداح الشاعر إن "تعلق الشباب بكرة القدم واهتمامه الزائد بها، سببه الفراغ النفسي والاجتماعي الذي يعيشه الشباب الفلسطيني، فلا يوجد لديهم نوادٍ شبابية أو فرص عمل أو آفاق سياسية أو اقتصادية مفتوحة، وعندما ينسد أمامهم هذا الأفق لا يوجد إلا متنفساً واحداً وهو الرياضة، وهذا تعويض نفسي لما يفتقده من مجالات ترفيه أخرى".

وأضاف الشاعر لـ"شمس نيوز": هذه صورة من صور الهروب والانسحاب من الواقع، أو هو حيلة دفاعية للاحتيال على الواقع المرير"، منوهاً إلى أن الشاب الفلسطيني اتخذ الرياضة كبديل عن العمل الذي افتقده أو للإنجاز الذي يجب أن يحققه.

وأوضح أن انسداد الأفق السياسي والفرقة السياسية بين الحزبين الكبيرين جعل الشباب الفلسطيني غير مهتمين بقضاياهم المركزية واللجوء نحو كرة القدم "وهذا من المخاطر الحقيقية"، مؤكداً أن الصورة السياسية القاتمة أمام الشباب من العوامل البارزة في تعلقهم بالكرة.

وشدد الشاعر على أن هذه "حيلة هروبية ولاقت رواجاً عند الشباب"، ولكن من المؤكد أن هذا المظهر من المظاهر المرضية، لأن الأصل في الشباب الانخراط في عملية البناء والإنجاز والتنمية، ولا يجب أن تموت هذه الطاقة الشبابية، في مثل هذه القضايا الترفيهية التي لا تقدم ولا تؤخر في حياة الشباب، حسب قوله.