شمس نيوز / عبدالله عبيد
بعد نقل العديد من الأسرى المضربين عن الطعام إلى مستشفيات الاحتلال، وتدهور الوضع الصحي لأغلبهم، حسب الأنباء الواردة من داخل السجون الإسرائيلية، بدأ الخوف والقلق يساور ذوي المضربين، خشية أن يفقدوا حياتهم إذا استمر الحال على ما هو عليه، نتيجة عدم استجابة سلطات الاحتلال لمطالبهم التي أضربوا من أجلها.
ويدخل الأسرى الإداريون اليوم الخميس (12/6) يومهم الـ 50 على التوالي في إضرابهم المفتوح عن الطعام، تنديداً باعتقالهم إدارياً (دون تهمة أو محاكمة)، وسعياً منهم لإسقاط "الملف السري"، في حين يدخل الأسير أيمن اطبيش يومه الـ 105، وسط تدهور كبير في صحته.
وكانت إدارة السجون الإسرائيلية، قد تعمدت التضييق على الأسرى المضربين، ومنعت أكثرهم من لقاء محاميهم وعزلتهم في زنازين خاصة، أو في غرف المستشفيات.
منعوني من الزيارة
لم تنته معاناة زوجة الأسير شريف طحاينة، والتي منعتها قوات الاحتلال من زيارته في سجون الاحتلال فترة طويلة، إضافة إلى ذلك منع المحامين أيضاً من زيارته، دون معرفة أي معلومات حوله. وتقول طحاينة لـ"شمس نيوز": لم تصلنا أي معلومات عنه منذ شهرين، حتى أن الاحتلال يمنع المحامي الخاص به من زيارته".
واستدركت بالقول: قبل أسابيع عرفنا عنه بعض المعلومات حينما خرج أسير معتقل إدارياً من سجون الاحتلال، وأبلغنا أنه مضرب عن الطعام وأن جميع الأسرى المضربين يواجهون معاناة شديدة ووضعهم الصحي متدهور"، معربة عن قلقها وتخوفها من أن يصيبه أي مكروه.
وناشدت زوجة الأسير طحاينة المؤسسات الحقوقية والسلطة الفلسطينية، بأن يقف إلى جانب الأسرى، ليرفعوا عنهم المعاناة، ولتحقيق مطالبهم بإلغاء الاعتقال الإداري.
تجدر الإشارة إلى أن الأسير شريف طحاينة اعتقل من قبل الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ24/10/2012، ولم يوجه له أي اتهام وصدر بحقه قرار اعتقال إداري لمدة ستة أشهر واعتقلته قوات الاحتلال عدة مرات على خلفية انتماءه لحركة الجهاد الإسلامي كان آخرها بتاريخ 14/9/2010 وأفرج عنه بتاريخ 2/4/2012.
تخوف وقلق
في حين ذلك، ظهرت علامات الخوف والقلق على ملامح والدة الأسير أيمن اطبيش والمضرب عن الطعام منذ 105 أيام على التوالي، لتوضح أن ابنها أيمن الآن في مستشفى "آساف هروفيه" بعد تدهور صحته جراء إضرابه عن الطعام.
وتشير الحاجة الخمسينية في حديثها لـ"شمس نيوز" إلى أن ابنها أيمن لا يقوى على المشي إلا من خلال كرسي متحرك، منوهة إلى أن مصلحة إدارة السجون قد منعتها من زيارته عدة مرات، "والآن لا ندري أي معلومات عنه إلا من خلال زيارة المحامي له فقط".
وبيّنت أن الأسير أيمن يرفض الوجبات الغذائية، ولا يتناول سوى الماء والملح وبعض الفيتامينات، داعية له بأن يرفع الله عنه هذا العذاب وأن يفك أسره في القريب العاجل، وشددت على عزيمته وإرادته الصلبة التي لا تلين أبداً رغم الوضع الصحي السيئ الذي يعيشه الآن.
يشار إلى أن الأسير أيمن اطبيش كان قد خاض عدة إضرابات مختلفة، حيث خاض إضرابا تضامنياً مع الشيخ خضر عدنان، وكذلك مع الأسيرة المحررة هناء الشلبي، وخاض إضراب الكرامة الموحد في العام 2012م.
وكان أهالي الأسرى الإداريين المضربين، قد دعوا إلى مواصلة المسيرات الشعبية والاعتصامات والمظاهرات تضامنا مع أبنائهم، وتطوير الفعاليات المساندة وزيادة زخمها.
سقوط شهداء
من جهته، ذكر المحامي جواد بولس، مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير، بعد عدة زيارات للمستشفيات الإسرائيلية، للاطمئنان على حالة الأسرى، والتي كان آخرها يوم الثلاثاء الماضي، أن الوضع الصحي للأسرى متدهور وصعب للغاية، معربا عن قلقه من سقوط شهداء خلال الفترة القادمة، إذا استمر الإضراب لأكثر من ذلك.
وأكد بولس في حديث لـ"شمس نيوز" أن الوضع الصحي للأسير أيمن اطبيش لا يبعث على الاطمئنان بعد 105 أيام على إضرابه عن الطعام، مبيّناً أن الأسرى داخل السجون يعيشون حالة من الترقب مع استمرار إضراب زملائهم لليوم 50 على التوالي.
ولفت إلى أن مصلحة إدارة السجون تنتهج سياسة قمعية تجاه المضربين عن الطعام لكسر إضرابهم، مشدداً على أن جميع الأسرى سينخرطون في الإضراب، إذا ما استمرّت "إسرائيل" في مواقفها المتعنتّة تجاه المضربين.
وكانت مصادر حقوقية قالت إن خمسة آلاف أسير في سجون الاحتلال سينخرطون في الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الإداريون منذ خمسين يومًا.
وقال مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير إن "الأسرى مستمرّون بتنفيذ البرنامج النضالي التضامني مع المضربين، فهم يقومون بإرجاع وجبتين يومي الاثنين والخميس، ورداً على ذلك تقوم إدارة السجن بإغلاق الأقسام"، مشيراً إلى أن خمسة أسرى جدد انضمّوا إلى الإضراب المفتوح، ونقلوا إلى سجون أخرى.
لن يضعف عزيمتهم
في هذا السياق، رأى الحقوقي فؤاد الخفش، مدير مركز أحرار الأسرى لحقوق الإنسان، أن تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، لن يضعف عزيمتهم وإرادتهم في مواصلة إضرابهم.
وقال الخفش في اتصال هاتفي مع مراسل "شمس نيوز": إن مصلحة السجون تنفذ حملات تنقل واسعة لقيادات الحركة الأسيرة، وعدد من المعتقلين المضربين عن الطعام، والذين كانوا قد أعلنوا إضرابهم إسناداً للمعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام" مشيراً إلى أن الأسرى المضربين قد دخلوا في مرحلة الخطر بعد التدهور الواضح في صحتهم.
وأضاف: صحة الأسرى لا تطمئن، فقد نقل إلى المستشفيات الإسرائيلية من 70 إلى 80 أسيرا، رفضوا تناول الوجبات الغذائية، والآن هم في حالة حرجة وخطرة"، داعياً المؤسسات الحقوقية للتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ حياتهم.
وأوضح مدير مركز أحرار أن الأسرى والشعب الفلسطيني قد فعلوا ما عليهم الآن، بعد تضخم المسيرات والوقفات التضامنية لهم، مطالباً السلطة الفلسطينية ممثلة برأس الهرم أبو مازن بالوقوف لجانب الأسرى وعدم تركهم وحيدين في معركتهم، لأن حياتهم قد تجاوزت مرحلة الخطر إلى ما هو أعلى منه.
والاعتقال الإداري يستند إلى أمر فقط، بدون حسم قضائي، وبدون لائحة اتهام وبدون محاكمة، وطبقاً للقانون الدولي، فإن مثل هذا الاعتقال يمكن أن يكون قانونياً في ظروف معينة.
وتعمل قوات الاحتلال على احتجاز الفلسطينيين إدارياً بصورة مستمرة دون تقديمهم للمحاكمة أو توجيه التهم لهم، أو السماح لأسرهم أو محاميهم بالاطلاع على حيثيات الاعتقال.
وبدأت قوات الاحتلال تطبيق سياسية الاعتقال الإداري منذ احتلالها لفلسطين، فيما طبقته فعليا في غزة والضفة المحتلة عام 1967م.