شمس نيوز/صلاح سكيك
في هذا الوقت من كل عام، وتحديدًا فترة ما قبل شهر رمضان والأعياد، تتكرر أزمة السيولة "الفكة" في قطاع غزة، حتى تصبح الأكثر تعقيدًا في مجتمع به من الأزمات ما يكفيه.
المواطنون وبشكلٍ كاملٍ، اتهموا التجار تحديدًا بخلق الأزمة المتكررة سنويًا، ففي كل مرة يصبح المواطن الغزّي رهينة قرارات اقتصادية لا يقوى على تحملّها بشر، فكيف يتحملها من يعاني الحصار منذ 10 سنوات.
السائق والتاجر ..
الشاب "محمود الخضري" قال انه في كل مرة يركب فيها التاكسي تحدث مشكلة بينه وبين السائق بسبب قلة الفكة، حيث يُعطي السائق عملة معدنية فئة 5 شواكل، ويرد السائق انه لا يوجد لديه "فكة"، مع العلم أنها تكون مُكدسة في درجه وبجميع الفئات، ما يضطره للنزول من السيارة والبحث عن فكة 5 شواكل، مُحملًا السائقين إفتعال الأزمة، وفق قوله.
أما المواطن الأربعيني أبو حسين الإفرنجي، فذكر لـ"شمس نيوز"، أنه يذهب إلى السوق ليشتري اللحوم والخضار، لكن حتى السوق نفسه يعاني من شح السيولة، فإذا أراد الشراء فانه يذهب إلى أكثر من محل لصرف ورقة 100 شيكل، متسائلا، لماذا تتكرر هذه الأزمة قبيل شهر رمضان وعيد الفطر بالتحديد؟ وأين دور الحكومة ووزارة المالية منها؟
أزمة مفتعلّة ..
د. سمير أبو مدللة - أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة الأزهر، أرجع أسباب الأزمة لعدة أمور، فذكر أن إقبال المواطنين الغزّيين على الشراء في رمضان وقبله يعزز من إندلاع أزمة السيولة، بالإضافة إلى أن "العملات المعدنية" تعتبر عملات مساعدة سهلة الصرف وليست قادرة على الصمود في السوق، و أحيانًا عدم إدخال الجانب الإسرائيلي العملات النقدية المعدنية لسلطة النقد والبنوك الفلسطينية، يعتبر ورقة ضغط لاعتبارات سياسية واقتصادية تمارسها دولة الاحتلال.
المواطن شريك !!
ولفت الخبير الاقتصادي خلال حديثه لمراسل "شمس نيوز"، إلى أن المواطن أيضًا يعتبر شريكًا في الأزمة من خلال قيامه بجمع "الفكة" لتقديمها للأرحام في رمضان و"عيدية" للأطفال في الأعياد، داعيًا إلى ضرورة اتخاذ قرارات رادعة ضد كل شخص يتسبب في هكذا أزمات.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة يعاني ركودًا اقتصاديًا نتيجة الحصار الإسرائيلي، الذي شل الحركة الاقتصادية والمالية منذ 10 سنوات، ما نتج عنه شُحًا في النقود المساعدة فئة 1 و2 و5 و10 شيكل.