شمس نيوز / القدس المحتلة
بثت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي تقريراً اوتوغرافياً عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، جاء في مضمونه أن الرئيس عباس لن يوقّع اتفاق سلام مع إسرائيل، وأنه يتملص من المبادرات الإسرائيلية والأفكار الأمريكية كل مرة ويخاطب العالم بلغتين، كما أنه صار يخاطب الجبهة الداخلية الفلسطينية بلغتين في محاولة منه لإبقاء الوضع كما هو عليه دون أي تغيير في طريقة التعامل مع الدولة العبرية.
الإعلامي الإسرائيلي "ايهود يعاري" الذي قدّم التقرير، وصف أبو مازن بأنه (صاحب رؤيا) لحل الدولتين من دون عنف، ولكنه أوضح أن الرئيس عباس ليس لديه خطة عمل لتحقيق هذه الرؤيا ما يجعل الامور أصعب وأكثر تعقيدا.
وجاء في التقرير أن الرئيس قام بإبعاد حلفاء الأمس مثل دحلان وياسر عبد ربه، وقام بإضعاف الباقين من خلال تقريب اللواء ماجد فرج رئيس المخابرات إلى صفه، ما جعل الأخير هو الرجل الأقوى في السلطة حاليا.
كما أنه قام بتقريب ولديه ياسر وطارق منه ما جعلهما في صدارة المشهد الفلسطيني في حين أنه حافظ على إبقاء السيدة أمينة زوجته خارج المشهد السياسي.
ويأتي التقرير في إطار سلسلة تقارير تحمل اسم (القادة) يعده ايهود يعاري، وفيه أن عباس يمضي فترات طويلة في السفر وزيارة بلدان العالم لتحقيق رؤية الدولتين، وأن أبو مازن أصبح مؤخرا يغضب بسرعة ولا يظهر صبرا تجاه معارضيه، وأنه يستند إلى تاريخه الطويل في تأسيس حركة فتح ومسيرة ياسر عرفات وإيمانه بالسلام.
الإسرائيليون يأخذون عليه كتابه عن المحرقة والنازية، ولكنهم لا يقفون عند هذا الأمر الآن، فهو في الحكم منذ 12 عاما بين رئيس وزراء ورئيس دولة ورغم تهديداته بالاستقالة إلا أنه لا يفكر في تنفيذ هذه التهديدات وهو باق في المقاطعة لإدارة دفة الحكم.
وهو لا يتردد في الانتقام من خصومه السياسيين كما فعل بمحمد دحلان الذي هرب إلى الإمارات أو ياسر عبد ربه الذي تم اقصاؤه أو سلام فياض الذي تم تجريده من أموال المؤسسة التي أنشأها بعد إخراجه من رئاسة الوزراء ومنع نشاطاته.
ولإثبات وجهة نظر معد التقرير بث تلفزيون إسرائيل مقابله مع ابن محمود عباس وحفيده، حيث قالا فيها إنهم عائدون إلى صفد ولن يتنازلوا عنها، ما يجعل " يعاري" يخلص إلى نتيجة أن أبو مازن يضلل إسرائيل بخطاباته وعباراته التي لا تعكس وجهة نظر القيادة ولا أسرته ولا الشعب الفلسطيني.
وحول تأييد الشارع الفلسطيني للرئيس يدعي التقرير أنه لا يحصل إلا على تأييد ربع الشعب، فيما التأييد الأكبر للقائد مروان البرغوثي داخل زنزانته، وأن قادة مثل صائب عريقات واللواء توفيق الطيراوي يعلنان تأييدهما لترشيح مروان لمنصب الرئيس، وأن باقي القادة (بث صور أبو علاء قريع وجبريل الرجوب وآخرين) يرون في أنفسهم أنهم يصلحوا لمنصب الرئيس وإن كانوا لا يجاهرون بذلك.
وحين اقترح الرئيس كلينتون أفكار( كامب ديفيد) انسحب عباس من قمة السلام عام 2000، وحين عرض عليه الرئيس اوباما أفكار الاتفاق قال أبو مازن لاولمرت: سأعود إليك، ولكنه لم يعد.. ما يثبت أنه لا يريد توقيع أي اتفاق مع إسرائيل طالما هو في سدة الحكم.
كما أنه وبعكس ما يقوله للإعلام فهو لا يريد توقيع أي اتفاق مع نتانياهو، ورغم ما يقوله للعالم إلا أنه يتهرب من الاجتماع واللقاء مع نتانياهو. فقد قال لتلفزيون إسرائيل إنه جاهز الآن للقاء نتانياهو وحين تم متابعة الأمر قال للمقربين منه: لا أريد أن التقي مع نتانياهو.
وعلى ذمة التقرير فإن المقربين منه يقولون إن الرئيس عباس ليس لديه إستراتيجية، وأن لديه رؤيا لكن ليس لديه خطة للعمل والمفاوضات. ورغم أنه لا يؤيد "الإرهاب" إلا أنه يشجع الانتفاضة ولا يقف ضد عمليات الطعن.
وحول علاقته بحماس يقول التقرير إن أبو مازن ليس ساذجا ولن يقبل أن يصبح مقاول البناء عند حماس، ولذلك ورغم كل دعوات حماس له بزيارة غزة إلا أنه يرفض ذلك كل مرة.
ويختم التقرير المشاهد بالقول إن أصواتاً تتعالى تطالب أبو مازن بالاستقالة من منصبه، وأن فرصة مروان البرغوثي تتصاعد، لكن القادة في الخارج يرون في أنفسهم الأهلية والأحقية ليأخذوا مكان عباس في الرئاسة.