غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "إسرائيل" مرتاحة لإبراز صورتها "الإيجابية" بالمنهاج المصري الجديد

تشيد تقارير إسرائيلية بنظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي أبرز صورة إسرائيل بشكل إيجابي في مناهج التدريس المصري الحديث لعام 2015-2016، مع اعتراف أوساط من دولة الاحتلال بأنّ ذلك لن ينعكس على الشباب المصري

امتدحت دراسة إسرائيلية حديثة حرص نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على إدخال تحوّلات “جذرية” على صورة إسرائيل في مناهج التدريس المصري الحديث لعام 2015-2016، وإبرازها بشكل إيجابي، متوقعة أن يترك هذا التطور تأثيره على الوعي الجماعي للجيل المصري الشاب. وبحسب دراسة تحليل المضمون التي أعدها المستشرق أوفير فنتور، ونشرها مركز “أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي” في دوريته “عدكون استراتيجي” لشهر مايو/أيار الحالي، فإن كتاب “جغرافيا العالم العربي وتاريخ مصر الحديثة”، والذي ضمنته وزارة التعليم المصري في منهج العام (2015-2016) حرص على إبراز أهمية اتفاق السلام مع إسرائيل.

وبحسب فنتور، وصف الكتاب العلاقة بإسرائيل بأنها “علاقة شراكة في السلام وصداقة”، مشيراً إلى أنه تمت الإشارة إلى العلاقة مع إسرائيل في مناهج التعليم المصرية سابقاً بأنها “علاقات طبيعية”. ويلفت فنتور الأنظار إلى أن معدي الكتاب وظّفوا حساسية المصريين تجاه أوضاعهم الاقتصادية في إبراز أهمية اتفاق السلام مع إسرائيل، مشيراً إلى أنّ الكتاب شدد على أن “اتفاق السلام مع إسرائيل يعد عاملاً مهماً لتحسين الأوضاع الاقتصادية في مصر”.

وتوضح الدراسة أن معدّي الكتاب عملوا على عرض قادة إسرائيل بشكل إيجابي أمام الطلاب، مشيراً إلى أنه تم وضع صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن إلى جانب صورة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، على اعتبار أنهما وقّعا على اتفاقية “كامب ديفيد”. وبيغن، والذي يحرص المنهج الدراسي المصري الجديد على عرضه بشكل “إيجابي” دافع في كتابه “التمرد” عن إشرافه على مجزرة “دير ياسين” (غرب القدس المحتلة)، والتي نفذت في 9 إبريل/ نيسان 1948، إذ عدّها “الانتصار الذي أفضى إلى إقامة دولة إسرائيل”.

وتوضح الدراسة أن الكتاب الجديد قلّص بشكل كبير من الإشارة إلى الحروب المصرية الإسرائيلية، في المقابل زاد من المساحة المخصصة لرصد “العوائد الإيجابية” لاتفاق التسوية مع إسرائيل. ولإيضاح حجم التحول الذي فرضه نظام السيسي على مناهج التعليم لتحسين صورة إسرائيل، يشير فنتور إلى أن المنهج المصري لعام 2002 تضمن 32 صفحة عن “الحروب المصرية الإسرائيلية”، وثلاث صفحات فقط عن السلام معها، في حين أن المنهج الحالي تضمن 12 صفحة فقط عن “النزاع المصري الإسرائيلي”. ويجزم فنتور أن التحولات التي أُدخلت على مناهج التعليم المصرية تدل على التحول الإيجابي الكبير في العلاقات بين مصر وإسرائيل في عهد السيسي.

ويرى فنتور أن السيسي حرص على عدم إثارة جدل وحوار حول التغيير الذي أُدخل على مناهج التعليم لعدم إثارة الرأي العام المصري ضده، مقدّراً أن السيسي طلب من وسائل الإعلام تجاهل هذا الموضوع وعدم إثارته. ولإبراز دور الإعلام المصري في تمرير التغيير في مناهج التعليم المصري، يلفت فنتور إلى أن جدلاً صاخباً تفجّر في الأردن العام الماضي بسبب حديث وسائل الإعلام الأردنية عن نيّة الحكومة في عمّان إدخال تعديلات على المنهج الدراسي يعرض إسرائيل بشكل إيجابي، ما دفع الحكومة لإعلان نفيها وجود مثل هذا المخطط.

ويعتبر فنتور أن حرص السيسي على تحسين صورة إسرائيل في مناهج التعليم المصرية يأتي ضمن حرصه على “محاربة مصادر التطرف في مناهج التعليم”، مشيراً إلى أنّ السيسي طلب إعادة النظر في مقررات اللغة العربية، والتاريخ، والجغرافيا، والتراث لتحقيق هذا الغرض. ويبرز فنتور أن أهم خطوة ذات دلالة أقدم عليها السيسي تتمثل في إلغاء أي ذكر للقائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي “محرر القدس من أيدي الصليبيين”، على حد تعبيره. ويستدرك قائلاً “على الرغم من الجهود التي قام بها السيسي، لن تتأثر نظرة الشباب المصري تجاه إسرائيل بما يُذكر عنها في المناهج الدراسية”، مشدداً على أن الثورة الإلكترونية وتعاظم دور مواقع التواصل ستتيح للشباب المصري مصادر معرفة أخرى غير تلك التي تمنحها مناهج التعليم.

على صعيد آخر، وُجّهت انتقادات كثيرة إلى مضامين كتاب “التربية المدنية” الجديد، والذي أمر وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بنت بتضمينه المنهج للعام الحالي. ويقول الصحافي يريدن سكوب أن الكتاب الجديد يعزز التطرف الديني والقومي لدى النشء اليهودي في إسرائيل، ويكرس الكثير من المواقف المسبقة تجاه العرب. وفي تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” في عددها الصادر، أول من أمس، يلفت سكوب إلى أن الكتاب الجديد يبدي “أدنى درجات التسامح” إزاء فلسطينيي الداخل، فضلاً عن أنه يشدد على أهمية “القيم الدينية اليهودية”.

 صالح النعامي