غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر في حرب 2014.. "معارك ساخنة" بين وزراء الاحتلال داخل "الكابينيت"

شمس نيوز/ القدس المحتلة

رغم أن التهديد كان واضحا منذ أسر الجندي "غلعاد شاليط"، وحتى حصول الاستخبارات العسكرية على معلومات هامة قبل الحرب بعدة أشهر اتضح من خلال بروتوكولات "الكابينت" الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي لم يكن يملك خطة واضحة ومبلورة حين بدأت الحرب الأخيرة على غزة أو عملية "الجرف الصامد" كما يسميها الاحتلال.

وبحسب موقع القناة الثانية الناطق بالعبرية الذي نشر الأحد، بعض محتويات بروتوكولات الجلسات التي عقدها (الكابينت الإسرائيلي) خلال تلك الحرب والخلافات والاختلافات التي سادت بين الوزراء أعضاء هذا المجلس الذي يعتبر الأهم في سلسلة القرار الإسرائيلية، إضافة للشكوك التي ثارت حول إخفاء الجيش معلومات حساسة عن وزراء الكابينت.

وتشير البروتوكولات ومحاضر الجلسات التي شكلت الأساس والقاعدة التي استند عليها مراقب الدولة في كتابة تقريره إلى الضغط السياسي المركز الذي مارسه تحديدا الوزير "نفتالي بينت " لإجبار الجيش على تنفيذ عملية برية ضد الأنفاق .

واجتمع "الكابينت" في اليوم الذي عثرت فيه إسرائيل على جثث المستوطنين الثلاثة الذين تم اختطافهم قرب "عصيون" جنوب بيت لحم وشكلت عملية الاختطاف الذريعة غير المعلنة لشن الحرب على غزة، وأعرب حينها وزير الجيش يعلون ورئيس الأركان بني غنتس وجهاز الشاباك عن تقديرهم أن حماس لا تتجه نحو الحرب ولا تخطط لتصعيد المواجهة .

وهدد نفتالي بينت وافيغدور ليبرمان بالتصويت ضد قرار تنفيذ عملية عسكرية ضعيفة وواهنة وأسهب "بينت" في الحديث عن عشرات الأنفاق الهجومية، معربا عن خشيته تنفيذ حماس لهجوم استراتيجي .

وقال يومها نتنياهو مخاطبا وزير الجيش يعلون "أريد أن أرى خطة لمواجهة خطر الأنفاق حتى وان تسببت بتصعيد الأوضاع وإطلاق الصواريخ" وانتهت الجلسة هنا دون اتخاذ قرارات.

اجتماع الكابينيت مرتين

واجتمع الكابينت بعد 24 ساعة من اجتماعه الأول مرتين، وعرض يعلون تقريرا مفاده أن مصر أبلغتهم برغبة حماس في تهدئة الأوضاع وعدم الانجرار نحو التدهور .

"ماذا سيحدث لو استخدموا الأنفاق كما فعلوا في حالة شاليط ؟ سأل نفتالي بينت وهنا أوضح نتنياهو قائلا "إن عملية تسلل بري ستقود إسرائيل وتجرها إلى إعادة احتلال غزة" .

وفي هذه المرحلة ادعى يعلون قائلا " إذا لم نقم بعملية من طرفنا فان حماس لن تستخدم الأنفاق ".

"هل يمكنك أن تعرض علينا خطتك لمواجهة الأنفاق ؟ رد عليه نفتالي بينت وهنا تدخل نتنياهو موضحا أن الجيش بحاجة لوقت لأنهم لا زالوا يدرسون الخطة، وهنا هاج نفتالي بينت متهما الجيش قائلا " كان عليهم أن يكونوا مستعدين وان يقوموا بدروسهم جيدا ".

اجتماع آخر

وبعد 24 ساعة أخرى انعقد الكابينت مرة أخرى وعرض جهاز الشاباك معلومات تتعلق باكتشافه لأنفاق هجومية تخترق الحدود الإسرائيلية تهدف إلى تنفيذ هجمات في منطقة معبر كرم أبو سالم .

رئيس الشاباك : من الناحية الإستراتيجية لا يوجد لدى حماس نية لاستخدام الأنفاق .

بينت: كيف عرفتم ؟

رئيس الشاباك : لم يجب على هذا السؤال

بينت : هل هناك طريقة تمكننا من تدمير الأنفاق؟

غنتس : هناك عدة خيارات للعمل .

بينت : هل لديك خطة ؟

يعلون : نعم

غانتس: يجب ترك أمر الأنفاق حتى نتخذ قرار هل سندخل غزة بريا وكيف.

هنا كان غنتس يتحدث عن قصف فتحات الأنفاق من الجو استنادا للمعلومات الاستخبارية .

وانعقد الكابينت مرة أخرى يوم 3/7/2014 وادعى الجيش أن حماس لا ترغب ولا تريد استخدام الأنفاق، لكن هذه الأقوال أشعلت حربا بين الوزراء الحضور .

نتنياهو : مهاجمة الأنفاق جوا ستفرض صعوبات على عمليات الكشف والتدمير .

بينت: هناك سيناريو يتعلق بوقوع عملية قتل جماعي انطلاقا من الأنفاق .

غنتس : إذا خرجنا من أحد الأنفاق وأطلقوا علينا النار من فوق أحد التلال فأننا سنحتلها وتلة وراء أخرى سنجد أنفسنا قد احتلينا قطاع غزة .

بينت : نحن من يقرر متى وكيف نخرج .

يعالون : أخاف على قانا من أن يتم امتصاصها لداخل غزة لذلك علينا أن نتوصل إلى تهدئة .

خطة دفاع

وفقط في هذه المرحلة بلور الجيش خطة للدفاع المتقدم في المنطقة الجنوبية تتضمن الدفاع ومعالجة الأنفاق وتم عرض الخطة على رئيس الأركان ووزير الجيش اللذين لم ينقلاها إلى الكابينت الذي اجتمع بعد يومين من هذا التاريخ وتحديدا يوم 7/7/2014 .

وطالب نفتالي بينت في هذه الجلسة ضم قضية معالجة الأنفاق إلى أهداف العملية الأمر الذي عارضه نتنياهو ويعالون .

يعالون : من غير الصحيح تحديد تجريد حماس من الأنفاق كهدف في هذه الجولة من القتال والمصريون يعملون من اجل التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار .

يوسي كوهن رئيس مجلس الأمن القومي : لقد سألنا رئيس الأركان الذي قال لنا أنهم يبذلون قصارى جهدهم لكن لا يمكن تدمير كل شيء .

بينت وليبرمان : هل درست كافة الخيارات بما في ذلك الدخول البري ؟

رئيس الشاباك : الجيش قرر عدم الدخول بريا في هذه المرحلة .

واتهم الجيش نفتالي بينت باستخدام معلومات حصل عليها من ضباط ميدانيين في لواء غفعاتي تلاعب بهم وقام بعرض خطط وأفكار على الكابينت انطلاقا من معلومات ميدانية دون ان يدرسها بعمق أو يقدر أبعادها العميقة .

وصل قائد المنطقة الجنوبية يوم 14/7/2014 إلى الكابينت وحينها فقط تم عرض خطة مواجهة الأنفاق :

بينت : كم تتوقع أن تجرنا هذه الخطة إلى داخل غزة إلى أي مدى يمكنها أن تجرنا إلى الداخل ؟

قائد المنطقة الجنوبية - ترجمان : سيكون هناك احتكاك لكن محظور علينا أن نبالغ.

بينت: ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني ؟

يعالون وغنتس : هو لن يكون مكانك أنت هو أنت وهو هو ؟

وهنا حاول يعالون وغنتس منع ترجمان من الكلام لكن نتنياهو طلب منه الإجابة.

ترجمان : سواء كنت مكانك أو بقيت كما أنا فإنني سأفعل .

ليبرمان : يجب علينا أن نقوم بكل شيء أو لا نقوم بأي شيء، فإما أن نحتل قطاع غزة أو نوقف كل شيء.

وعرض بقية الوزراء كلام ليبرمان ولم يوافقوا عليه

يعالون : حتى لو دخلنا إلى قطاع غزة فليس مضمونا أن ندمر كل شيء

وزراء : هل تؤدي الغارات الجوية إلى تدمير الأنفاق ؟

غنتس : ما يجري عملية تشويش وليس منع

نتنياهو : هذه ملاحظة صحيحة

بينت : هل هذا يسبب إزعاج ؟ هل تؤدي الغارات الجوية إلى عرقلة والمساس بقدرتنا على اكتشاف الأنفاق .

غنتيس: بنسبة معينة ، نعم .

وبالتوازي مع هذه الجلسات العاصفة تواصلت الجهود الدبلوماسية فيما وصف نفتالي بينت رئيس الأركان غنتس بالحصان الكسول وأن الجنود والضباط في الميدان متحمسين للدخول إلى غزة، لكن القيادة العسكرية تمنعهم.

بدأت المرحلة البرية من عملية الجرف الصامد يوم 17/7/2014 واستمرت 50 يوما قتل خلالها 67 جنديا وخمسة مدنيين حسب القناة الثانية وموقعها الالكتروني.