شمس نيوز/ القدس المحتلة
أفادت تحليلات نُشرت في الصحافة الإسرائيلية، اليوم الأحد، بأن إسرائيل تستعد لشن عدوان جديد ضد قطاع غزة، وربما يشمل اجتياحا بريا، لكن في الوقت نفسه تتحسب من سقوط صواريخ في تل أبيب ومنطقة وسط إسرائيل، ومن تأثر التنسيق الأمني مع مصر والأردن بعد عدوان كهذا.
وكتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ألكس فيشمان، أن "الجيش الإسرائيلي يكتفي في هذه الأثناء بغارات جوية، وعلى الأرجح أن إسرائيل لن تبادر إلى عملية عسكرية واسعة" في غزة.
لكن فيشمان أشار إلى أن إسرائيل تدفع حركة حماس إلى التصعيد. "إسرائيل تهدد بإبعاد نشطاء حماس إلى غزة، وهذا هو أحد الخطوات الأكثر إذلالا بالنسبة للفلسطينيين لأنها تشكل تعبيرا عن السيطرة الإسرائيلية المطلقة على مصيرهم. وخطوة كهذه، على ما يبدو، لن تمر بهدوء، وعمليا فإن الحساسية البالغة السائدة اليوم، إلى جانب محاولة استئناف سياسة الاغتيالات ضد نشطاء حماس والجهاد الإسلامي في القطاع ستعتبر فرصة لجولة عنف جديدة".
وأضاف فيشمان أنه "ربما حماس لا تريد هذه المواجهة، لكنها تستعد لها منذ عملية ’عمود السحاب’ (في العام 2011)، وبضمن ذلك تستعد لإطلاق صواريخ متواصل باتجاه وسط إسرائيل وإدخال قوات خاصة تم تدريبها خلال العامين الأخيرين بواسطة أنفاق هجومية".
ورأى المحلل المقرب من الدوائر الأمنية الإسرائيلية أن سيناريوهات كهذه ليست بعيدة عن الواقع، وأن قيادة الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي ينبغي أن تكون مستعدة الآن لاحتمال تدهور الأوضاع حول قطاع غزة.
وشدد فيشمان على أن "الكرة موجودة بقدر كبير بأيدي رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) وقادة جهاز الأمن. وهم الذين سيقررون في ما إذا كانت الحاجة لإرضاء غريزة الانتقام لدى الجمهور الإسرائيلي تبرر خطوات عسكرية وسياسية من شأنها أن تقود إلى التصعيد، الذي بدايته معروفة ونهايته ليست معروفة".
من جانبه، نقل المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني، رون بن يشاي، عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "عملية عسكرية كبيرة في غزة هي احتمال واقعي وفي الفترة القريبة أيضا".
واعتبر بن يشاي أن هذا التقدير يستند إلى ثلاثة تطورات حدثت مؤخرا، وهي إطلاق الصواريخ اليومي باتجاه إسرائيل، وضائقة حماس في الضفة الغربية وغزة، وحاجة إسرائيل إلى تجديد الردع مقابل الفصائل في القطاع.
لكن بن يشاي أشار إلى أن إسرائيل قد ترتدع من شن عملية عسكرية برية في القطاع، وأنه في حال أقدمت على عملية كهذه فإنها ستكون محدودة جدا، وذلك بسبب تحسب إسرائيل من أن عدوانا جديدا ضد غزة سيؤدي إلى ردة فعل شعبية في العالم العربية، وبشكل خاص في مصر والأردن، الأمر الذي سيدفع النظامين في هاتين الدولتين إلى خفض مستوى التنسيق الأمني بينهما وبين إسرائيل، علما أن هذا الأمر لم يحدث بعد العدوانين السابقين على غزة في العام 2008 و2011.
وخلص بن يشاي إلى أن "إسرائيل ستحاول الامتناع عن شن حملة عسكرية كبيرة جدا، ولكن في حال بدأت حماس بتصعيد بالغ، بحسب تحذير رئيس أركان الجيش الإسرائيلي (بيني غانتس)، فإنه لا مفر سوى بإلحاق ضرر شديد بالقطاع، رغم أنه لا توجد علاقة مباشرة له (أي بقيادة حماس في غزة) بخطف الفتية (المستوطنين) الثلاثة".