شمس نيوز/ عبدالله عبيد
بعد أن علق الفلسطينيون آمالاً كبيرة على اتفاق المصالحة الذي وُقّع بين حركتي حماس وفتح في نيسان الماضي، وخاصة فيما يتعلق بأزمة الرواتب التي يشكو منها موظفو قطاع غزة بالتحديد، وأصبحت مؤخرا حديث الشارع الغزي.
وكانت حكومة الوفاق صرفت قبل أسبوعين رواتب موظفي حكومة رام الله السابقة دون رواتب موظفي غزة السابقين، الأمر الذي خلق حالة من الغضب لدى الغزيين، ترجموه بإغلاق بوابات البنوك ومنع الموظفين من استلام رواتبهم لمدة أسبوع.
وقال رئيس نقابة موظفي غزة محمد صيام لـ"شمس نيوز": لا زالت كل التصريحات التي تصدر من حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية غير مطمئنة وغير موفقة، وتتنكر لحقوق الموظفين في القطاع".
تلاعب بأعصابنا
وأضاف صيام: أرسلنا رسائل إلى د. رامي الحمدالله وتواصلنا مع الوزراء الموجودين في غزة، ومع المجلس التشريعي، والتنظيمات الفلسطينية أيضاً، لكن للأسف كل التصريحات تصب في خامة التلاعب بأعصاب الموظف الفلسطيني ونفسيته".
وأشار إلى أن النقابة متواصلة مع كافة أطياف الشعب الفلسطيني "حتى نستطيع أن نجير الجميع في خدمة الموظف الفلسطيني، والوقوف مع حقه"، منوهاً إلى أن المشكلة ليست في الجانب المالي، وإنما في القرار السياسي فقط، حسب قوله.
وأعرب رئيس نقابة موظفي غزة عن غضبه من هذا الأمر، لأن هناك تنكر لحقوق هؤلاء الموظفين من جانب الرئيس عباس، وحكومة الحمدالله.
وكان الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، تعهد بدعم حكومة التوافق الوطني الفلسطينية "ماليا" لتتمكن من توفير رواتب الموظفين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأعلن وزير العمل مأمون أبو شهلا، أن حكومته ستصرف جزء من رواتب موظفي حكومة غزة السابقة قبل دخول شهر رمضان المبارك.
في حين، أكد وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة أن الحكومة اتخذت إجراءات جدية لإنهاء كافة مشاكل الموظفين الناجمة عن الانقسام سيعلن عنها حال اكتمالها.
أشد المعاناة
هذا، وأبدى عدد من موظفي غزة استيائهم وتذمرهم الشديدين لعدم صرف رواتبهم، ومازالوا يكتمون الأنفاس بانتظار الحلول لوضعهم.
وقال الموظف "أبو خليل" لـ"شمس نيوز": كان أملنا في المصالحة وحكومة التوافق أن يحلوا أزمتنا، لكن من أولها بانت هذه الحكومة".
وأوضح أبو خليل أن موظفي غزة يعانون أشد المعاناة، مردفاً بالقول: في الحكومة السابقة كنا نأخذ نصف الراتب، وفي هذه الحكومة لم نتقاضَ شيئا".
كان الأمل كبيرا
أما الموظف حسن زيد، والذي يعمل في إحدى الدوائر الحكومية، فبيّن أنه يفتقر لأساسيات الحياة. وأضاف: الشهر الماضي ثلاجتي كانت فارغة، وليس فيها حبة بندورة".
وتابع: أكثر من نصف عام لم نأخذ رواتب كاملة، كل حياتنا صارت دين في دين، ولا أجد من يقرضني ، والأمور زادت عن حدها".
وأعرب الموظف زيد عن تشاؤمه من حكومة الحمدالله ومن المصالحة، مضيفاً: كان أملنا فيهم كبيرا، لكن في هذا الوقت ما بدنا نعول عليهم، وأنا مش شايف إنه في حل، لأنه كله تصريحات كاذبة، وإحنا ما إلنا غير الله".
في القريب العاجل
من جهته، أكد وزير الصحة في حكومة الوفاق الوطني د. جواد عواد أنه سيتم تسليم رواتب الموظفين بغزة في القريب العاجل، مبينًا أن بعض الإشكاليات الفنية حالت دون وصول الحوالة القطرية.
وقال عواد في تصريحات خاصة لـ"شمس نيوز": ليس لدي معلومات دقيقة حول رواتب الموظفين بغزة، ولكن سيتم صرفها قريباً إن شاء الله".
ووقعت منظمة التحرير الفلسطينية وحماس في 23 نيسان/ أبريل اتفاقا جديدا لوضع حد للانقسام السياسي الذي نشأ بين الضفة الغربية وغزة منذ 2007.
وأدت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية اليمين في 2 حزيران/ يونيو أمام الرئيس محمود عباس في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية. وتضم الحكومة شخصيات مستقلة بدون تفويض سياسي ومكلفة بتنظيم انتخابات خلال ستة أشهر.