شمس نيوز / فلسطين المحتلة
أحدثت حرب تموز عام 2016 على لبنان تحولاً نوعياً في التفكير العسكري الإسرائيلي، فباتت حماية الجنود أولوية لدى قادة الجيش لاسيما بعد معركة وادي الحجير وما أفرزته هذه المعركة من نتائج.
معركة وادي الحجير أحرجت الدعاية العسكرية الإسرائيلية لـ "أسطورة الميركافا" وجعلت اللواء النخبوي المدرع "401" يخسر عدداً كبيراً من طاقمه في حين لم تقدّم له هذه الدبابات الحماية التي كان يتغنّى بها. وكانت هذه الهزيمة سبباً مهماً في إيقاف الحرب، بحسب الخبراء.
لهذا أخذت اسرائيل تبحث عن الحل للصواريخ المضادة للمدرعات، وحماية الجنود من خلال منظومات مضادة كان منها الـ "تروفي"، فما هي هذه المنظومة وكيف تعمل؟
منظومة "تروفي" منظومة فعّالة دخلت في تسليح القوات المسلحة للعدو الإسرائيلي، وقد خضعت لاختبارات عدّة للتجربة في أثناء الأعمال القتالية، مما جعل البنتاغون يهتم بهذه المنظومة بصورة جدّية. فبدأت القوات البرية الأمركية وفيلق المشاة في البحرية الأميركية باختبارات لمنظومة "تروفي" الإسرائيلية للحماية النشيطة للمعدات المدرعة، بعد أن صممت شركة Rafael الإسرائيلية للمنظومات الدفاعية المتطورة، منظومة الدفاع النشيطة لحماية الدبابات والمعدات العسكرية من الصواريخ والقذائف الصاروخية المعادية وطلقات المدفعية المضادة.
تتضمن منظومة "تروفي" محطة رادار وحاسوبا ومدفعين آليين تلقمان بطريقة ذاتية، تؤمن المنظومة حماية دائرية، فيقوم الحاسوب بحساب مسار الصاروخ بمجرد كشف الرادار عنه ويرسل إشارة أمر لتدميره إلى المدفعين. حينئذ يوجه المدفع الآلي كريات معدنية باتجاه الصاروخ لتدميره في أثناء إقترابه من الآلية المدرعة. في بداية الأمر تستخدم المنظومة نظاماً بديلاً يؤمّن حرف الصاروخ عن مساره بواسطة تشويش إشارات التحكم فيه.
وتقوم فكرة هذا النظام في الأساس على وجود رادار يمكنه اكتشاف الصواريخ المتجهة نحو الدبابة في زاوية قدرها 360 درجة وإطلاق صاروخ اعتراضي نحوه وتدميره قبل أن يصل إلى الدبابة.
كان هذا النظام نتاج أبحاث وتطوير لمدة عشرة اعوام داخل مختبرات كلا من منظمة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة وشركة التا مجموعة صناعات الطيران الإسرائيلية.
وادعى بعض قادة المدرعات الإسرائيلية ان هذه المنظومة كانت موجودة لدى العدو حتى قبل حرب تموز، لكن الجيش فضّل عدم شرائها توفيراً للأموال الأمر الذي أثار غضب الجنود على قيادة العدو، التي فضّلت الأموال على حياة الجنود حسب أقوالهم، لاسيما وأنّ ثمن المنظومة الواحدة نحو 300 ألف دولار. لكن في النهاية قررت قيادة الأركان الإسرائيلية اقتناء عدد محدود منها لتركيبها على الدبابات الموجودة حالياً، على أن يتم تركيب هذه المنظومة على جسم كل دبابة ستخرج من خط الإنتاج مستقبلاً، بحسب ما كشفت وسائل اعلام اسرائيلية.
وبعد سلسة من الاختبارات والإخفاقات، أعلنت قيادة القوات البرية لجيش الحرب الإسرائيلي فعّالية نظام التروفي، وتمّ وضع خطة بتركيب هذا النظام بكتيبة دبابات إسرائيلية تابعه لسلاح المدراعات منذ العام 2010. وفي العام 2011 نجح هذا النظام فعلاً بالتصدى لأحد الصواريخ المعادية، وبدءً من عام 2012 تمّ تثبيت هذا النظام على دبابات الميركافا، بحسب موقع الدفاع الاسرائيلي.
وإلى جانب هذا النظام هناك ما يُعرف بـ "التروفي لايت" الذي يمكن تثبيته على المركبات العسكرية المختلفة. كذلك أثارت هذه المنظومة اهتمام الكثير من جيوش العالم التي أبدت رغبتها في شراء هذه المنظومة لتحصين مدرعاتها ودباباتها ضد الصواريخ المضادة للدبابات لكن الجيش الإسرائيلي فضّل أن يكون الأول على مستوى العالم يقتني ويستخدم هذه المنظومة.