شمس نيوز/عبدالله مغاري

تصوير/ حسن الجدي

يتجهز المسحراتي يوسف رضوان 29 عاما فجر كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك, لإيقاظ سكان مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة, لتناول وجبة السحور كما جرت العادة في بلاد المسلمين منذ قديم الزمان .

لا يختلف رضوان عن أي مسحر في الدول الإسلامية ولا عن غيره من مسحري المخيمات والمدن الفلسطينية في قطاع غزة, سوى أنه سخر حنجرته للنطق خلال إيقاظه للناس بكلمات تطبطب قليلاً من ذلك الجرح الغائر الذي أوجده الحصار والانقسام .

فالمسحراتي رضوان و خلال جولته اليومية بين أزقة مخيم الشاطئ, يردد كلمات وأناشيد تدعو للوحدة الوطنية  تارة, و تطبطب عن جرح الحصار تارة أخرى ,فضلا عن محاولته إبقاء التراث الفلسطيني مزروعا في أذهان الفلسطينيين من خلال تميزه بلباسه المستوحى من التراث .

فكرة جديدة

منذ سنوات عديدة كان الشاب رضوان يردد الكلمات المعتاد عليها خلال إيقاظ الناس, قبل أن يتوجه لترديد الكلمات والأناشيد التي تلامس الواقع الفلسطيني, ليروي خلال حديثه لـ"شمس نيوز" قائلا : كنت قبل عدة سنوات أقوم بإيقاظ الناس بالطرق والأساليب المعتادة, فبعدها شعرت أنه وفي ظل الحصار والمعاناة التي يعيشها الناس يجب أن ابتكر طريقة تلامس هذه المعاناة ".

ويضيف " قمت بتصميم لباس من التراث الفلسطيني, وبدأت اردد الكلمات والعبارات التي تذكر الناس والساسة بضرورة الوحدة الوطنية والحاجة للتلاحم للخروج من هذا الوضع الصعب, كترديدي لـ(يا رب يحنن قلوب الناس أصل إحنا بين فتح وحماس )"

ولم يغب الشهداء والأسرى عن فكرة رضوان فهو يقف خلال جولته لبضعة دقائق, أمام منازل شهداء المخيم ليهنئ أهلهم وذويهم يقدوم رمضان, بالإضافة للدعاء للشهداء بالفردوس الأعلى كترديده لهذه الكلمات أمام منزل احد الشهداء (يا محمد يا ورد الورود ربنا يوعدك بجنة الخلود ).

يتفاعلون معه

ويتفاعل الأهالي مع المسحراتي رضوان من خلال قيامهم باستقباله و إعادة ترديد كلماته, بالإضافة لنزول الأطفال للشارع ليشاركوه في جولته بين أزقة المخيم .

ويعبر المواطن محمد مقداد عن سروره وإعجابه بما يقوم به رضوان قائلا لـ"شمس نيوز" المسحراتي يوسف استطاع أن يصنع لنا أجواء رمضانية مميزة, وتمكن من إخراجنا من الأجواء الصعبة, ونحن نحاول مشاركته وننتظر قدومه".

ويضيف "أيضا هو يذكرنا بالشهداء والأسرى وكأنهم يعيشون بيننا, ويخلق أجواء خاصة لأطفالهم وأهلهم وللمخيم بشكل عام ".