شمس نيوز / عبدالله عبيد
كما كل عام.. يأتي رمضان على الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال لينكأ جراحهم من جديد، ويترك في كل زاوية بصمة ألم، حيث موائد السحور والإفطار والجمعات العائلية وصلة الأرحام في الشهر الفضيل تفتقد ابتساماتهم وظلهم.
ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من سبعة آلاف أسير فلسطيني في ظروف إنسانية صعبة، حيث تفشي الأمراض وقسوة الظروف الحياتية التي تحيط بهم.
"شمس نيوز" تستعرض بعض شهادات "أسرى محررين" عايشوا المعاناة وألم الفراق من داخل السجون بالأخص في شهر رمضان الفضيل.
لمة العائلة
الأسير المحرر محمد منصور ( 56 عاماً) من مدينة طولكرم قضى 26 عاماً داخل السجون الإسرائيلية، أشار إلى أن الأسير الفلسطيني يفتقد إلى لمة العائلة في شهر رمضان المبارك وبالأخص وقت الإفطار.
وقال منصور لـ"شمس نيوز": نستذكر كثيراً أبنائنا والزيارات ولم الشمل وصلة الأرحام، كل هذا يكون غائباً عنا كأسرى"، مشيراً إلى أن الأسرى يحاولون عمل برنامج خاص لهم داخل السجون لتعويض كل هذه الأمور.
وأضاف "نحاول أن نعمل برنامجاً داخل السجن بينا وبين الأسرى لقراءة القرآن وصلاة التراويح، جلسات ذكر وأناشيد دينية، زيارة بعضنا البعض داخل الغرف وهكذا".
وأشار إلى المعاملة السيئة التي تعاملهم إياها إدارة مصلحة السجون خلال الشهر والتنغيص عليهم حياتهم، ومنعهم من صلاة التراويح جماعة.
وتزداد معاناة الأسرى يومًا بعد يوم بسبب فقدانهم لذويهم، وخاصة مع منع قوات الاحتلال الأهالي من زيارتهم وتركهم شهورًا دون رؤيتهم.
التنغيص على حياتهم
في السياق، قال الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان " إن الأسير في رمضان يستذكر أهله أكثر في فترة الإفطار وصلاة التراويح وصيامه وقيامه في الخارج وصلة الأرحام، ويتذكر أرحامه وأهله وأقاربه وخلانه ورفاق الدرب في السجون الأخرى".
واستدرك عدنان في حديثه لـ"شمس نيوز": لكن أشد المعاناة في هذا الشعر أن الاحتلال ينغص علينا الحياة كما كل يوم لكن في رمضان أكثر"، لافتاً إلى أنه يحرم الأسرى من صلاة التراويح جماعة.
وبيّن أن مصلحة السجون كانت تقوم متذرعة وقت التراويح بإغلاق الأقسام في السجون، بحجة "أن الوقت متأخر وحان موعد إغلاقها"، مشدداً على أن حرمان الأسرى من زيارة ذويهم لهم من أصعب الأمور التي كانت تواجههم في رمضان.
وتابع عدنان " الاحتلال لا يراعي حرمة لا لرمضان ولا لأي شهر غيره، فهو يقوم بالتنغيص على حياة الشعب الفلسطيني بأكمله في هذا الشهر وليس رمضان فقط، والدليل أنهم منعنا ويمنعنا من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك في أفضل شهور العام شهر رمضان الكريم".
يكون صعباً
أما فاطمة الزق، الأسيرة السابقة في سجون الاحتلال، فأوضحت أن شهر رمضان يكون صعباً بشكل كبير على الأسيرات المتواجدات داخل السجون، منوهة إلى أن هذه الأيام قد عايشتها أثناء تواجدها داخل سجون الاحتلال، قبل إطلاق سراحها في صفقة وفاء الأحرار.
واستحضرت الزق أيام تواجدها في السجن بقليل من الكلمات، لتقول لـ"شمس نيوز": كل أسيرة لها قصة ولها حكاية في سجن "هشارون"، كانت غصة لا توصف، ولكن بصدق كنا نكفكف دمع بعضنا البعض".
وتضيف: أول رمضان لي داخل السجن، بكيت بكاء شديد، لأنه لم يكن سهلا، تذكرت وقت السحور والفطور حينما كنت أجلس مع زوجي وأبنائي، الذين لم يفارقوني أبداً وأنا داخل السجن".
وتابعت: كم هو صعب عندما تأتي هذه المناسبة وغيرها من المناسبات على الأسرى والأسيرات وهم بعيدين عن أهاليهم وذويهم، كفى بذلك عذاباً لهم".