شمس نيوز / عبدالله عبيد
رجّح محللان سياسيان تحدثا لـ"شمس نيوز"، أن يشهد قطاع غزة تصعيدا إسرائيليا كبيرا خلال شهر رمضان المبارك بحجة ملاحقة مطلقي الصواريخ، لكنهما استبعدا أن يرقى هذا التصعيد إلى حد العملية الموسعة.
وتتسارع في غزة وتيرة التصعيد الإسرائيلي، حيث شهدت مختلف محافظات القطاع الليلة الماضية غارات مكثفة للطيران الحربي التابع للاحتلال، أسفرت عن أضرار كبيرة في بعض المواقع المستهدفة.
وتقول إسرائيل إن غاراتها تأتي ردا على إطلاق صواريخ من غزة أسفرت أمس عن إحداث حرائق في مصانع بمدينة سديروت القريبة من الحدود الشمالية للقطاع.
كما تواصل إسرائيل التذرع باختفاء ثلاثة من مستوطنيها في مدينة الخليل بالضفة الغربية قبل ثلاثة أسابيع لتوسيع عملياتها العسكرية، حيث توعد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه موشية يعلون بتوجيه ضربات موجعة لقطاع غزة.
وكانت طائرات إسرائيلية بدون طيار قد قصفت بعد ظهر الجمعة (27/6) سيارة مدنية في مخيم الشاطئ للاجئين، مما أدى إلى استشهاد مقاومين يتبعان لألوية الناصر صلاح الدين، هما محمد الفصيح وأسامة معروف.
تصعيد الوضع
ويرى د. مخيمر أبو سعده، أستاذ علم السياسة في جامعة الأزهر، أن إسرائيل ستصعد الأوضاع على قطاع غزة خلال شهر رمضان. وقال لـ"شمس نيوز": عملية استهداف اثنين من أبناء المقاومة الفلسطينية أول أمس، هو تصعيد على القطاع مع استمرار الحملة العسكرية في الضفة الغربية".
وأعرب أبو سعده عن اعتقاده أن الأيام القادمة ستشهد تصعيدا على غزة، مستبعداً أن تكون دولة الاحتلال معنية بحرب أو عملية موسعة ضد قطاع غزة في الوقت الحاضر.
وتابع بالقول: التصعيد الإسرائيلي سيكون من خلال الفعل ورد الفعل، فهناك صواريخ تطلق والرد على هذه الصواريخ يأتي من خلال عمليات اغتيال عناصر المقاومة الناشطة"، موضحاً أنه إذا تبين أن قيادة حماس لها علاقة بموضوع خطف المستوطنين الثلاثة فسيكون الأمر مختلفا بالنسبة لإسرائيل.
وأردف أستاذ علم السياسة بالقول: إسرائيل تدعي أن الصواريخ على مدار الأسبوعين الماضيين لم تتوقف، هذا يعني أن صاروخا أو أكثر يطلق على القرى والبلدات الإسرائيلية القريبة من غزة يومياً"، منوهاً إلى أن دولة الاحتلال لا يهمها حرمة شهر رمضان ولا أي شهر غيره لكي تقتل وتدمر وتستبيح دماء الفلسطينيين.
تستغل الظروف
من جهته، لم يستبعد المحلل السياسي هاني حبيب تصعيد الأوضاع على قطاع غزة، رغم دخول شهر رمضان، لافتاً إلى أن إسرائيل لا يوجد لديها حرمة لأي شيء، لا للقانون الدولي ولا للشهور المقدسة عند الفلسطينيين، وخاصة شهر رمضان، لارتكاب المجازر والجرائم.
وقال حبيب لـ"شمس نيوز": هذا التصعيد يأتي في ظل الظروف التي يعلم بها الجميع، سواء على خلفية اتفاق المصالحة من ناحية، أو على خلفية اختفاء المستوطنين الثلاثة من ناحية ثانية"، مشدداً على أن إسرائيل تستغل هذا الوضع لمواصلة التصعيد العسكري المستمر في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف: معظم حروب إسرائيل على قطاع غزة كانت تستمر، بالأخص في شهر رمضان، لذلك على المقاومة الفلسطينية أن تكون مستعدة لأي تصعيد أو حرب إسرائيلية قادمة".
وأكد المحلل السياسي أنه "إذا سنحت الفرصة لإسرائيل وكانت هناك معطيات سياسية وأمنية، فإن شهر رمضان لن يكون عائقا أمامها، لكن يجب أن تتوفر جملة من الشروط التي تكون فيها إسرائيل قادرة على شن حرب تحقق خلالها الانتصارات".
وأعرب عن اعتقاده أن مثل هذه الحروب من الصعب أن تتحقق حالياً على ضوء جملة من المعطيات، "خاصة وأن إسرائيل لا يمكنها في ظل ميزان القوى القائم أن تحسم أي معركة لمصلحتها سواء في رمضان أو من غير رمضان"، بحسب المحلل حبيب.