لوحة دعائية لأحد الأفلام الفلسطينية التي تعرض في رمضان
شمس نيوز/علي الهندي
يقدّم عدد من المخرجين والممثلين في قطاع غزة , خلال أيام شهر رمضان أعمالا درامية متنوعة ما بين مسلسلات وبرامج تثقيفية وأخرى ترفيهية, بصورة مميزة وبأسلوب فني أكثر تقدما عن سابقاتها.
وتحاول هذه الأعمال عكس الواقع الفلسطيني, وتسليط الضوء على أحواله السياسية والاجتماعية , فبعضها يرصد حالة المقاومة القائمة في القطاع والضفة وأخرى تحاول تقديم نصائح اجتماعية بصورة فنية, وغيرها الترفيهية التي تسعى لرسم البسمة على وجوه الفلسطينيين خلال الشهر الكريم.
"الروح"
ويصف إبراهيم مسلّم، مدير إنتاج مسلسل "الروح" الذي يعرض على فضائية الأقصى، هذا العمل الدرامي بأنه "اجتماعي وطني يناقش موضوع المقاومة في الضفة المحتلة وقطاع غزة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية وحتى اليوم".
وأضاف مسلّم لـ"شمس نيوز": يسلط المسلسل الضوء على شريحة من الشباب الفلسطيني المقاوم يجمعهم حب الوطن وإيمانهم بقضيتهم العادلة, ويركز على روح المقاومة والفداء وحب الحياة والاستشهاد, ويروي عددا من القصص الإنسانية من بينها حياة المصابين في الضفة والمعتقلين والأسرى وبعدهم عن ذويهم وأهلهم".
كما يتناول مسلسل "الروح" تنفيذ العمليات الاستشهادية ومراحل تشكيل الأذرع العسكرية, ويسرد قصص إجرام الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين من اغتيالات وقصف واعتقالات واجتياحات وما تسببه من تضييق بإغلاق المعابر وحصار غزة.
وأوضح مسلّم أن العمل في هذا المسلسل استغرق 100 يوم من التصوير والمتابعة المتواصلة داخل حدود قطاع غزة, معتبرا أنه إنجاز درامي قوي ومميز هو الأول من نوعه داخل القطاع.
وأشار إلى أن للمسلسل عدة رسائل من بينها توثيق فترة مهمة من تاريخ القضية الفلسطينية, وتوجيه رسالة للعالم بأننا شعب يحب روح الحياة وروح المقاومة وأننا ندافع عن قضية وطنية عادلة, موضحا سعيهم لتعزيز العمل الدرامي من خلال التركيز على القضايا الوطنية وتقديم بديل للأعمال الهابطة وغير الملتزمة, ومواجهة الأعمال التي تحمل أفكار مشوهة التي تحاول أن تضر بالقضية الفلسطينية.
وأكد مسلّم أن هناك دراما فلسطينية حقيقية تمكنت من تحقيق نقلة نوعية عن السنوات السابقة , وأن الأعوام القادمة ستشهد أعمال نوعية تستطيع أن تنافس غيرها من الأعمال العربية والعالمية, مشيرا إلى وجود صعوبات تتمثل في الحصار الإسرائيلي ومنع وصول معدات الإنتاج اللازمة "ما دفعنا للعمل وفق إمكانياتنا البسيطة" بحسب قوله.
"مش هيك"
من جانبه , أوضح أحمد حسونة، مخرج برنامج "مش هيك" الاجتماعي والذي يعرض في رمضان على فضائية فلسطين اليوم, أن فكرته قائمة على خليط من الدراما والحوار ورأي الشارع ويتناول السلوك السلبي للأفراد ويحاول معالجته بصورة مبسطة.
وأشار الى أن البرنامج يتكون من 15 حلقة, تسلط الضوء على سلوك خاطئ من خلال فقرة تمثيل أبطالها عائلة فلسطينية "عائلة أبو أحمد", ومن ثم أخذ رأي الشارع والمواطنين حولها وتقديم النموذج السليم والحل المناسب لها من خلال مجموعة من المختصين.
وتمنى حسونة أن يكون هناك مزيد من التقدم في العمل الدرامي الفلسطيني, مشيراً الى وجود المواهب والقدرة لدى الممثلين مع ضرورة التركيز على مزيد من العمل والتدريب, لتخطي العقبات القائمة والتي من بينها عدم وجود مدينة إنتاج جاهزة مع إمكانية العمل بما يتوفر من معدات تصوير وإن كانت متواضعة.
أما الفنان مؤمن شويخ، مخرج ومقدم برنامج الكاميرا الخفية "طوّل بالك" الذي بدأ أول حلقاته مع أول أيام شهر رمضان على فضائية الكتاب, فيسعى من خلال برنامجه إلى رسم البسمة على وجوه الفلسطينيين في ظل الأوضاع الصعبة وللتخفيف من ضغوط المشاكل الاجتماعية, من خلال نشر الفرحة والفرفشة في برنامجه الترفيهي.
وأوضح شويخ لـ"شمس نيوز" أن البرنامج لا يقتصر على جانب الضحكة والابتسامة فقط كما هو حال الكثير من البرامج الساخرة في الفضائيات الأخرى, بل تحمل كل حلقة فكرة ومعنى جديدا يناقش قصة وقضية معينة.
وأشار إلى أن الحلقات القادمة من برنامجه تحمل أفكارا جديدة ومميزة, بعضها اجتماعية والأخرى سياسية تتعلق بالقضايا الجارية في فلسطين, بالإضافة لتناولها قصص إنسانية تتحدث عن الطبقات المختلفة في المجتمع الفلسطيني, واعداً جمهوره بالاستمتاع بهذا العمل المميز.
جانب من إحدى حلقات برنامج الكاميرا الخفية (طوّل بالك)
وكشف شويخ عن بعض حلقات برنامجه القادمة, حيث تتناول إحداها قضية المستوطنين في فلسطين, وأخرى عن مهنة الصيادين و غيرها عن العامل الفلسطيني, بالإضافة الى حلقة مميزة عن انقطاع الكهرباء في غزة, حيث يتعرض فيها للضرب الشديد من أحد المواطنين بعد قيامه بقطع الكهرباء عن منطقة الشيخ رضوان بأكملها, ليرى مدى ردة فعل السكان.
وذكر شويخ أن البرنامج احتاج لبذل جهود كبيرة من طاقم العمل, لتقديمه بالصورة القوية والأداء الراقي, ولتخطي كافة العقبات التي واجهتهم.