شمس نيوز/عبدالله عبيد
لم يتخذ المواطن "أبو محمد نور" أي إجراءات احترازية ولم يعلن حالة الطوارئ بتخزين الطحين والمواد التموينية عند سماع تهديدات قادة الحكومة الإسرائيلية بضرب قطاع غزة ردا على إطلاق الصواريخ، بل تعامل مع هذه الأنباء بصورة عادية جدا، لأنه_كما يقول_اعتاد على أصوات الانفجارات ولم تعد التهديدات تخيفه أو تخيف أبنائه.
وصعدت إسرائيل خلال اليومين الماضيين من تهديداتها بشن عملية عسكرية في قطاع غزة، وذلك في أعقاب العثور على جثثت ثلاثة مستوطنين فقدت آثارهم قرب مدينة الخليل قبل ثلاثة أسابيع، ومع استمرار قصف بلدات جنوب الدولة العبرية بالصواريخ انطلاقا من غزة.
وعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابنيت" اجتماعا مطولا الليلة الماضية استمر حتى ساعات الفجر لبحث رد على قتل المستوطنين الثلاثة وإطلاق الصواريخ من غزة، حيث حدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبيل الاجتماع ثلاثة أهداف ستتحرك حكومته لتحقيقها، هي البحث عن الخاطفين وضرب حركة حماس في الضفة ووقف إطلاق الصواريخ تجاه مستوطنات غلاف غزة.
واستقبل المواطنون في قطاع غزة التهديدات الإسرائيلية بـ"برودة أعصاب" وبعدم اكتراث، ولم يتخذوا أي إجراءات احترازية، رغم تهديد إسرائيل بقصف مؤسسات حركة حماس التي يقع أغلبها وسط لأحياء سكنية مكتظة.
لا نهتم
المواطن أبو محمد نور، أوضح أنه يسمع كل يوم صوت قصف وانفجارات في المنطقة التي يسكنها شرق المحافظة الوسطى، قائلا: لا أحد منا يهتم لهذه الضربات، حيث أصبحت عادية بالنسبة لنا".
وأضاف نور لـ"شمس نيوز": حتى أطفالي كانوا قديماً يصرخون ويبكون عند سماع أي انفجار، لكنهم الآن لا يبالون لأي صوت، ما يدلل على أن إسرائيل لم تعد ترهب الفلسطينيين كما السابق".
وأردف قائلا: نحن نثق بالمقاومة في غزة، التي جلبت لنا نوعا من الراحة بما تملكه من قدرات عسكرية حققت معادلة توزان العرب أمام الترسانة الإسرائيلية".
ويرى محللون سياسيون ومختصون بالشؤون الإسرائيلية أن التهديدات الإسرائيلية تقود لعدوان عسكري كبير على قطاع غزة يستهدف المقاومة والبنية التحتية، بحجة وقف عمليات إطلاق الصواريخ.
وكثيرة هي التعليقات التي دونها نشطاء الفيسبوك عبر حساباتهم الشخصية حول التهديدات الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أظهرت عدم مبالاة الفلسطينيين بأي تصعيد.
"شمس نيوز" نقلت بعضاً من هذه التعليقات، حيث كتب أحدهم: إيش بدهم يعملوا كله عالفاضي، أعلى ما في خيلهم يركبوه". وعلّق آخر: حتى لو دخلوا غزة، فالفلسطينيون أسود وسيضعون لهم حدا بإذن الله"، ورد ثالث: ومنذ متى غزة تحسب حسابا لليهود ولغيرهم".
ليس سهلا
وفي ذات السياق، قال المواطن "أبو آدم" لمراسل "شمس نيوز": نسمع تهديدات كثيرة بأن نتنياهو ينوي شن حرب كبيرة على غزة، وحتى هذا الوقت ما رأينا شيئا"، مبيّناً أن هذه مجرد تهديدات فارغة المضمون، ومن المستحيل أن تكون واقعية، بحسب اعتقاده.
وأضاف "أبو آدم": الإسرائيليون يعرفون جيداً أن دخول غزة ليس سهلا، فهم خرجوا منها لأن المقاومة علمتهم درسا لن ينسوه، ودخول الحمام ليس مثل الخروج" على حد وصفه، مشدداً على أن المقاومة الفلسطينية ستلقنهم درساً عند مجرد تفكيرهم بالدخول إلى غزة.
هنية: التهديدات فارغة
من جهته، قلل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس″ إسماعيل هنية من أهمية التهديدات الإسرائيلية لقطاع غزة ولحماس، مضيفا: سنتصدى لأي محاولة إسرائيلية للاعتداء على شعبنا الفلسطيني".
وقال هنية في تصريحات صحفية: العدو الإسرائيلي استباح الضفة الغربية المحتلة وقتل الشباب واقتحم البيوت وحرق المزارع واعتقل القيادات والرموز ونواب المجلس التشريعي وهو يعتقد أنه قادر من خلال هذه السياسة القمعية أن يقتل إرادة الثبات والصمود لدى الشعب ولكنه واهم، فشعبنا أكبر وأعظم وأكثر رسوخا في هذه الأرض وهو مصمم على أن يستمر حتى ينال حريته وعودته".
الجهاد: المقاومة جاهزة
وفي السياق ذاته، أكد أحمد المدلل، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة جاهزة دائماً للرد على أي عدوان إسرائيلي، منوهاً إلى أن تهديدات الاحتلال لم تعد تخيف مقاومة الشعب الفلسطيني.
وقال المدلل في تصريحات خاصة لـ"شمس نيوز": المقاومة دائماً تؤكد أنها جاهزة للدفاع عن شعبها أمام أي حماقة يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة"، موضحاً أن المقاومة الفلسطينية لم تعد كالسابق.
وبيّن القيادي في الجهاد الإسلامي أن إسرائيل تعلم جيداً بأن المقاومة لم تعد كالسابق " فهي استطاعت أن توازن الرعب والردع مع الاحتلال في الآونة الأخيرة"، لافتاً إلى أن ضربات العدو المستمرة تأتي لإعادة ترميم قوة ردع الاحتلال التي تناقصت كثيراً في الفترة الأخيرة، حسب وصف المدلل.
وكانت إسرائيل أعلنت رسميا، مساء الاثنين الماضي، العثور على جثث المستوطنين الثلاثة المختفين منذ 12 من الشهر الجاري، قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية.
ومنذ اختفاء المستوطنين الثلاثة، يشن الجيش الإسرائيلي حملة أمنية في مناطق فلسطينية، أسفرت عن استشهاد وإصابة فلسطينيين في اقتحامات الجيش لعدد من مناطق الضفة، وآخرين في سلسلة غارات استهدفت مناطق في قطاع غزة، فضلاً عن اعتقال المئات أغلبهم قيادات في حركة حماس، وأسرى محررين.