شمس نيوز/علي الهندي
تتواصل المواجهات والاشتباكات العنيفة في أرجاء منطقة شعفاط في القدس المحتلة بين أهالي المنطقة وشبانها وجيش الاحتلال الإسرائيلي, والتي اندلعت شرارتها على إثر استشهاد الفتى المقدسي محمد حسين أبو خضير " 17" عاما, بعد اختطافه من قبل مستوطنين وقتله بدم بارد, وحرق جثته.
وقال شهود عيان لـ"شمس نيوز" إن الفتى أبو خضير كان يجلس مع أخيه وأصدقائه أمام محل والده في الشارع الرئيس بشعفاط قرابة الساعة 2 ليلاً. واضاف الشهود: انشغل عنه أصدقاؤه وأخوه لبضع دقائق, وجاءت في حينها سيارة لمستوطنين قاموا باستدراجه عبر سؤاله عن الطريق ثم اختطافه والفرار من المكان".
وذكر الشهود أنه تم ابلاغ ذويه باختطاف ابنهم في الساعة الرابعة فجراً, وبعد ساعة جاء خبر مقتله على يد المستوطنين.
وعلى إثر خبر استشهاد الفتى, اندلعت المواجهات مع قوات الاحتلال, حيث خرجت البلدة عن بكرة أبيها واشتبك شبانها مع الجيش وتمكنوا من تحطيم وإحراق محطة القطار الإسرائيلية المتواجدة أمام منزل الشهيد.
وتتواصل المواجهات في شعفاط حتى اللحظة والتي وصفت بالأعنف والأكبر , حيث أصيب خلالها أكثر من 100 فلسطيني بالرصاص الحي والمطاط, وتم على إثرها اغلاق جميع مداخل شعفاط وبيت حنينا ورفع حالة التأهب في المنطقة.
ويشارك في المواجهات قوات إسرائيلية خاصة وعدد من القناصة يعتلون المباني بالإضافة لمنطاد عسكري يحلّق في المنطقة.
وقال المحلل السياسي والمختص في الشؤون الإسرائيلية وديع عواودة إن الوضع في الضفة والقدس قابل للانفجار في أي لحظة, وخيار الانتفاضة الشعبية وارد جدا في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل ووجود حكومة لا تلقي بالا لحقوق الفلسطينيين وتواصل انتهاكها لكرامة الشعب الفلسطيني.
وأضاف عواودة لـ"شمس نيوز": من الطبيعي أن من يطرق الباب ينتظر الجواب, والجواب كان قويا بتصدي الشبان الفلسطينيين لغطرسة المستوطنين والجيش الإسرائيلي اليوم".
وتابع بالقول: حين يصبح الدم اليهودي حرام والفلسطيني مباح مرة تلو المرة , ذلك يدفع الناس للجوء إلى الرد ومقاومة الاحتلال بكل ما أوتوا من قوة" .
وأوضح عواودة أن "اسرائيل تتخوف من تصاعد الأمور وتحاول توجيه الضربات بالتقسيط , فتضرب طرفاً واحدا وتصالح الآخر وهكذا", منوها إلى أن الرياح لا تجري اليوم بما تشتهي السفن , وأن مواجهات القدس خير دليل على أن كثرة الضغوط تولد الانفجار.
وتوقع عواودة تواصل الردود الشعبية الفلسطينية في ظل الانتهاكات الإسرائيلية، مبينا أن الشعب الفلسطيني المتمسك بكرامته سيدافع بكل قوة عن مستقبل أبناءه ولن يقبل بسياسة الاستسلام والتراجع وتضييع الحقوق.
وحول تواصل هجمات المستوطنين, أشار المحلل السياسي إلى أن هناك أوساطا يهودية معنية بتسخين الأجواء من خلال عمليات الخطف والقتل, بهدف قطع الطريق أمام أي فرصة للمفاوضات أو ما تبقى من إحياء لفكرة الدولتين.
وأكد أن الوضع قابل للتصاعد لوجود أوساط إسرائيلية متشددة مصابة بالهوس والعنصرية والكراهية, ستحاول ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين, موضحا أن ذلك وارد بشكل كبير في ظل سياسة التحريض التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية ووزرائها ومسؤوليها الذين لا يتوانون عن صب الزيت على النار.