شمس نيوز/ولاء فروانة
تصوير حسن الجدي
بدأت حبات الزيتون السمراء والخضراء، مع صحو الشمس، وهي تحتفظ ببقايا قطرات الندى، وتصغي هرولة ملاك بساتين الزيتون والعاملين فيها إليها وإلى حقولهم معلنين بدء يوم جديد من أيام قطف الثمار.
وبأدوات بدائية بسيطة، تبدأ بفرش قطعة قماش أو "نايلون" تحت الشجرة، تبدأ عملية الجني التي للأسف لا تخلو من إيذاء غير مقصود للأشجار، يمسك بعض العمال عصي طويلة ويضربون الأغصان المرتفعة الممتلئة بحملها برفق، فتنهال الحبات الناضجة كالمطر ليلتقطها أشخاص ينتظرونها على الأرض ويقوموا بجمعها ووضعها في أوعية بلاستيكية.
تُنقل الأوعية في الغالب لنساءٍ يكن جالسات في ظل الشجر، ليقمن بتنقيتها وتخليصها من الأوراق والاغصان الزائدة.
بعد عمل شاق يجمع الإنتاج ليقرر مالكه، إذا كان القرار بالبيع وصل التجار ومعهم دراجات "توك توك"، وبعد فصال قد يطول أو يقصر يأتي الاتفاق لتنقل الثمار سواء كانت من نوع سري أو شملالي أو ضهيري أو كي 18 للأسواق لبيعها.
أما إذا كان القرار بعصر الزيتون، فثمة عمل آخر ينتظر المالك، إذ يبدأ بنشر الحبات الناضجة على قطع من القماش ضمن عملية يطلق عليها محليا اسم (تدبيل) وتهدف إلى منح الحبة فرصة للذبلان، لاعتقاد الفلسطينيين أن ذلك يزيد من إنتاج الزيت.
في اليوم المحدد يستيقظ صاحب الزيتون مبكرا، يضع الثمار المعبئة في شوالات على دراجات توك توك أو مركبة نصف نقل، ويتوجه للمعصرة لحجز دور وينتظر ساعات وربما أيام، وحين يأتى الدور يدخل بثماره بين آلات تصدر الكثير من الضجيج والمكان معبق برائحة جفت الزيتون.
يتوجه بجالوناته الفارغة منتظرا خروج السائل الذهبي الذي وصفه الله تعالى في كتابه العزيز قائلاً ( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار)، وحين يفتح الصنبور ويتدفق الزيت تتفرج الأسارير وينقل الإنتاج إلى البيوت أو البيع.
وزارة الزرعة، توقعت أن يصل انتاج الزيت هذا العام لـ 3500 طن، وهي كمية من شأنها أن تقترب إلى حدود الاكتفاء الذاتي، إذ يقدر احتياج القطاع من الزيت سنوياً 3800 طن.
وتجدر الإشارة إلى، أن موسم الزيتون يبدأ مع بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، فيما تكون ذروته في منتصف ذات الشهر.
وينضج الزيتون السري قبل الأنواع الأخرى ويعتبر أفضل النوعيات في العالم، ومن ثم الشملالي ويليه K18.
وتعمل في قطاع غزة 27 معصرة زيتون، اثنتين في شمال غزة ونفس العدد في رفح، وثمانية في مدينة غزة، ومثلهن في الوسطى، وسبعة في خانيونس، وفق احصائيات وزارة الزراعة.
وحسب الوزارة، فإن قطاع غزة يشهد اكتفاء ذاتيا من الزيتون، حيث أن انتاج هذا العام (28-30) ألف طن، وإجمالي المساحة المزروعة بالزيتون هي 38 ألف دونم منهم حوالي 27 ألف دونم مثمر و11 ألف دونم غير مثمر.
وأوضح أن قرابة سبعة آلاف طن من الزيتون يذهب للتخليل، في حين تستقبل معاصر غزة 23 ألف طن تقريبا.
وينتظر المزارعون هطول الأمطار على محصولهم للبدء بجني ثمارهم وطرحها في الأسواق وتحويلها إلى معاصر الزيت.