شمس نيوز/ وكالات
إن من أفضل شهر الله المحرم يوم عاشوراء، وهو العاشر من مُحَرّم الذي وقعت فيه حوادث فاصلة في تاريخ المؤمنين والمسلمين على مر التاريخ.
_التوبة على آدم.
ففي هذا اليوم تابَ الله على سيدنا آدم، وقيل: هو اليوم الذي أُهْبِطَ فيه سيدنا آدم إلى الأرض، وعن توبة أبونا آدم يقول الله تعالى: {وَعَصَى ءادمُ ربَّهُ}، وقال الله تعالى: {فَتَلقَّى ءادمُ من ربّهِ كلماتٍ فتابَ عَلَيْهِ إنّهُ هُوَ التّوّابُ الرّحِيم}.. [البقرة : ۳۷]، واخبر الله تعالى عنه وعن أمنا حواء انّهُما قالا: {رَبَّنا ظَلَمْنَا أنْفُسَنا وإنْ لَمْ تَغْفِر لنَا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ منَ الخَاسِريْن}.. [الأعراف : ٢۳].
_نجاة نوح من الطوفان
وفي يوم العاشر من المحرم نجى الله سفينةَ سيدنا نوحٍ من الطوفان، وسيدنا نوح عليه السلام أول رسول أرسل الى قوم كفار وظل يدعوهم الى الإسلام تسعمائة وخمسين سنة وهم يكذبونه ويسبونه ويضربونه أحيانا حتى يُغشى عليه، ثم الله تعالى أوحى إليه قال له لا يؤمنُ أحد من قومك إلا الذين امنوا قبل هذا وكان آمن معه قبل ذلك نحو ثمانين شخصا ما بين رجال ونساء، فأمرها الله سبحانه وتعالى أن يصنع سفينة ويركبها هو ومن آمن ويأخذ معه من كل جنس من الكائنات اثنين ذكر وأنثى، وأرسلَ الله تعالى ماءً من السماء على خلافِ العادة، أخرجت الأرض ماءها أربعين يوما.
وارتفع الماء حتى غطى كل جبال الدنيا وعلا فوق أعلى جبل في الأرض مسيرة خمسة عشر ذراعا، اغرق الله الكفار كلهم، ثم ظل نوح ومن امن معه في السفينة ستة أشهر وأياما، وفي هذه المدة أخذتهم السفينة الى عرفات ثم إلى مزدلفة ثم إلى منى إلى حيث الجمرات ثم الى الكعبة أي موضعها وطافت به سبعا ثم بين الصفا والمروة سبعا، أي إلى الأماكن التي الحاج يدور إليها .
_نجاة موسى من فرعون
وكما أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه في يوم العاشر من المحرم نجي الله فيه سيدنا موسى عليه السلام من الغرق، وكان قد لقي من فرعون وإتباعه ما لقي من الأذى، فخرج سيدنا موسى ومن تبعه من بني إسرائيل من مصر، فلحقه فرعون هو ومن معه ليبيده، فلما وصل الى البحر أوحى الله إلى نبيه موسى عليه السلام أن يضرب بعصاه البحر فانفلق البحر اثني عشر فرقا بين كل فرقين طريق يبس فاجتاز موسى ومن كان معه من المؤمنين، ثم جاء فرعون بعُدده وعَدده، فأمر الله البحر أن يلتطم فالتطم عليه هذه الأمواج القائمة فهلك هو وجنوده، ونجي سيدنا موسى ومن معه من المؤمنين.
لذلك ما وجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم اليهود يصمون يوم العاشر من المحرم وعلم أنهم يصومون ذلك اليوم شكرًا لله على نجاه سيدنا موسى، قال: "نحن أولى بموسى منهم" وأمر بصيام ذلك اليوم محتسبًا أن يكفر الله لمن صامه سنة قبله.
_غزوة ذات الرقاع
وفي يوم عاشوراء وقعت غزوة ذات الرقاع في السنة الرابعة للهجرة، حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة ومعه من أصحابه سبعمائة مقاتل يريد قبائل من نجد وهم بنو محارب وبنو ثعلبة من بني غطفان، وكانوا قد غدروا بأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقتلوا سبعين من الدعاة الذين أرسلهم النبي للدعوة إلى دين الإسلام وتعليم الناس الخير.
وبعد أن تهيأ المشركون لقتال النبي وأصحابه لما علموا بخروجه وتقارب الفريقان قذف الله الرعب في قلوب قبائل المشركين فهربوا تاركين وراءهم نساءهم، فلم تقع حرب وقتال وكفى الله نبيه ومن معه من الصحابة شرّ هذه الجموع الكافرة. وسُميت بذات الرقاع لأن الصحابة لفوا على أرجلهم الخِرَق بسبب ما أصاب أقدامهم في هذه الغزوة من جراح تساقطت فيها أظافرهم لما اصطدمت بالحجارة والصخور .
_استشهاد الإمام الحسين
وفي اليوم العاشر من شهر محرم سنة 61 من الهجرة جرت حادثة مروعة مفجعة ومصيبة كبرى فظيعة ألمت بالمسلمين وأفجعتهم وملأت القلوب حزنا وأسى ومرارة، ففي يوم الجمعة في العاشر من شهر محرم قُتل سيدنا الإمام أبي عبد الله الحُسين بن علي بن أبي طالب حفيد سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، ابن بنته السيدة فاطمة الزهراء البتول رضى الله عنهم على أيدي فئة ظالمة.
فاستشهد الإمام الحسين وهو ابن ست وخمسين سنة وهـو الذي قال فيه سيدنا الرسول وفي أخيه: "الحَسَن والحُسَين سيدا شباب أهل الجنة". ودعا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم للحَسَن والحُسَين فقال: "اللّهُمّ إني أحبُّهما فأحِبَّهُما "، وقال الرسول عنهما: "هُما ريحانتاي من الدنيا".
وروى البخاري عن عبد الله بن عمر أن رجلًا من أهل العراق سأله عن المحُرِم في الحج الذي يقتل الذباب فقال: أهلُ العراق يسألون عن قتل الذباب، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله ويلم: "هما ريحانتاي من الدنيا"!!