شمس نيوز/منى حجازي
كرواية فيكتور هوغو "البؤساء" تبدو غزة في الوقت الحالي، فصفحات تلك الرواية العالمية الفرنسيّة الشهيرة لم تنطوِ بعد، وبؤس ما عاشته الشخصيات في الرواية يشبه مرارة حياة قرابة مليوني فلسطيني يعيشون واقعاً قاسياً في أكبر سجنٍ مفتوح في العالم. لكن، في ظل هذا المشهد، يظهر الكثير ممن يرفض أن يسيطر البؤس على مدينته والحزن على سكّانها.
"فرقة دواوين" الفنية، وجدت في الأهازيج ما يسلي قلوب الناس ويسحبهم بعيداً عن حزن المدينة وأهوال بقايا الحروب الثلاثة المتعاقبة عليها، فلم تخجل حناجرهم من تحدي الركام القربب من مكان الحفل الذي أقيم أمس في جامعة فلسطين، وتجاوزه وإقامة حفلاً فنياً يكتسي بأهازيج فلسطينية، مزجت بين العصرية والتراثية.
تتكون "دواوين" من 50 شخصاً يتوزعون ما بين مدربي صوت ومدربين نفسيين، بينهم 13عضواً يشكّلون الفرقة الغنائية، ويعيد الملحن الموسيقي عاطف عكاشة "أحد أعضاء الفرقة" صياغة وتوزيع أغاني التراث والفلكلور الفلسطيني بطريقة شبابية جديدة، مع المحافظة على اللهجة الفلسطينية فيها.
شاركت "دواوين" ضمن فعاليات أسبوع فلسطين الثقافي "ليالي فلسطين..جسور نحو الجذور" الذي تنظمه جامعة فلسطين ووزارة الثقافة الفلسطينية، تحت رعاية وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور إيهاب بسيسو.
حيث شهد اليوم الأول محاضرة متخصصة إحياءً ليوم الوثيقة العربية، وتشهد الفترة المسائية التي تمتد من الساعة الرابعة حتى الثامنة مساءً مهرجانًا ثقافيًا يتخلله أمسية شعرية بالتعاون مع بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة، وعروض فنية ووطنية لفرقة دواوين للفن الثوري والتراثي، تساهم في إحياء الثقافة الوطنية لدى الطلبة والجمهور.
جاء اختيار 17 تشرين الأول / أكتوبر من كل عام يوماً للوثيقة العربية وذلك استجابةً لمبادرة النادي العربي للمعلومات والوثائق، لتتبناه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليكسو)، وتأكيداً للدور الريادي للفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف ومراكز الأرشيف والتوثيق في العالم العربي.
وذلك من خلال إقامة الاحتفالات وإصدار البيانات لتسليط الضوء على أهمية الوثائق على أساس كونها ذاكرة الأمم والشعوب، وإحدى أدوات وأدلة الإثبات. بالإضافة إلى كونها تشكل مصدرا هاماً للمعلومات للباحثين وأساساً لإرساء الحكم الرشيد والشفافية، والتخطيط والإدارة السليمة والبنية التحتية للمعلومات إذا ما أحسن تنظيمها وإدارتها واستغلالها.