شمس نيوز/خاص
شهدت مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، مساء أمس الثلاثاء، حالة ولادة لتوأم سيامي، برأسين وجسم واحد.
وتعتبر هذه الحالة الثانية بعد الحالة الأولى التي كانت قبل ست سنوات في خان يونس جنوب القطاع، حيث وُلدت الطفلتان ريتال وريتاج أبو عاصي ملتصقتين ببعضهما من منطقة البطن والصدر.
مدير عام الإسعاف والطوارئ الدكتور أيمن السحباني، أكد بأن الوضع الصحي للطفلتين خطير جدا، وبحاجة إلى عناية طبية عالية التطوير والقدرات، لافتا إلى أن المشفى تبذل جهودا لنقلهما إلى مراكز طبية خارجية لفصلهما بعد استقرار وضعهما الصحي.
وأوضح السحباني، في حديثٍ خاص لـ "شمس نيوز"، بأن الفحوصات الطبية وصور الأشعة السينية بينت أن الطفلتين ملتصقتين من ناحية الصدر، ولكن يوجد يدين لكل منهما وساقين ورأسين وقلبين فيما يشتركان في رئة واحدة، لافتاً إلى أن هذه الحالة من أصعب الحالات.
من جهته ، أوضح الدكتور محمد أبو هرة مختص نساء وولادة، بأن التوائم الملتصقة الملقبة بالتوائم السيامية، هم توأم متماثل ارتبطت أجسادهم في الرحم، مشيرا إلى أنها ظاهرة نادرة، إذ يقدر حدوثها من ١ لكل ٥٠٠٠٠ ولادة إلى ١ لكل ١٠٠٠٠٠ ولادة، مع وجود نسبة أعلى نوعاً ما في جنوب غرب آسيا وإفريقيا.
وأضاف الدكتور، في حديث خاص لـ "شمس نيوز"، يموت ما يقارب نصف التوائم السيامية في الرحم قبل الولادة والجزء الآخر منهم يولد مع تشوهات تُصعّب العيش، فمعدل البقاء على قيد الحياة عند التوائم السيامية حوالي ٢٥٪. التوائم السيامية الإناث أكثر من الذكور بنسبة ٣:١، ويكون دائماً التوأمين الملتصقين متشابهين ولهما نفس الجنس إما ذكرين أو أنثيين
كما بين أن، عمليات فصل التوائم تعتبر من أصعب العمليات الجراحية، وتعتمد نسبة نجاحها على مكان التصاق التوائم، حيث يكون فصل التوائم غالباً ممكناً في حالة عدم وجود اشتراك في أوعية القلب أو الدماغ.
وتابع: يتطلب الأمر أثناء عمليات فصل التوائم الملتصقة التضحية بأحد التوائم من أجل حياة الآخر، خصوصاً في حالة وجود قلب واحد أو دماغ واحد أو وجود فروقات كبيرة بين التوأمين، وتصل نسبة وفاة أحد التوائم أثناء الفصل أحياناً إلى أكثر من الثلثين، كذلك قد ينتهي بوفاة كل من التوأمين".
واختتم الدكتور أبو هرة، بالتأكيد على أن حالة الطفلتين بحاجة إلى مراكز عالمية متخصصة لرعايتها وإنقاذها، في ظل شح المواد والأجهزة والقدرات الطبية بقطاع غزة المحاصر، إلى جانب ندرة الحالة والتعامل معها.
